دولة الإمارات.. مساعٍ سياسية وإنسانية دؤوبة لإحلال السلام في غزة

مساعٍ سياسية دؤوبة، وتحركات دبلوماسية مكثفة، ومشاورات واتصالات ومباحثات مستمرة تجريها دولة الإمارات العربية المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات عبر ممرات إنسانية آمنة.
وتشهد أروقة المنظمات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حراكاً إماراتياً نشطاً وفاعلاً من أجل فرض الحلول السياسية والدبلوماسية للصراع الدائر في غزة، والتوصل إلى سلام مستدام، وتفادي انزلاق الصراع إلى حرب إقليمية متعددة الأطراف، ما يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

حراك إماراتي
ومع تفجر الأوضاع في قطاع غزة في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، بدأ على الفور الحراك الإماراتي من أجل تهدئة التوتر المتصاعد، حيث عقد مجلس الأمن في اليوم التالي 8 أكتوبر جلسة مغلقة دعت الإمارات خلالها إلى وقف التصعيد، والعودة إلى مسار سلام يفضي إلى حل الدولتين.
وطالبت معالي السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للبعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة أعضاء، مجلس الأمن باستخدام القنوات الدولية وكذلك الثنائية للدعوة إلى الهدوء، وتهدئة التصعيد بالتركيز على حماية المدنيين.
وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه، دعت الإمارات إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، بعدما أعلنت إسرائيل عن توسيع نطاق عملياتها العسكرية في غزة، وشهدت الجلسة حراكاً إماراتياً مهماً بهدف وقف إطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية.
وأكدت الإمارات أن الأولوية هي لإنهاء عمليات التصعيد العسكري، وتأمين فتح ممرات إنسانية، والسماح بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل آمن وعاجل ومستدام، وشددت على ضرورة أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، والمعاهدات الدولية التي تضمن حمايتهم وحقوق الإنسان، وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قد شارك في قمة القاهرة للسلام التي عُقدت في 21 أكتوبر، وأعرب خلالها عن حرص الإمارات على العمل إلى جانب الأشقاء لإيجاد حل عاجل للأزمة، والوقف الفوري لإطلاق النار، وتفادي توسع الصراع، ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة.
وقبلها بيوم واحد فقط، وتحديداً في 20 أكتوبر، شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول «آسيان» التي عُقدت في الرياض، وشارك فيها قادة ورؤساء 16 دولة.

حلول سياسية
اعتبر الأكاديمي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية، تيسير جمعة، أن الحلول السياسية مسألة ضرورية ومهمة لوقف الصراع الدائر في غزة، مشيداً بالأدوار الإنسانية والسياسية والدبلوماسية التي تقوم بها دولة الإمارات من أجل إنهاء الأزمة بالطرق السلمية بعيداً عن التصعيد العسكري.
وقال جمعة، في تصريح إن الدور الإماراتي على المستوى السياسي والدبلوماسي والإنساني واضح ومقدر من قبل المجتمع الدولي.
وقد نجحت الدولة في توظيف مقعدها بمجلس الأمن لخدمة القضايا العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، وشهدت الأيام الماضية تحركات إماراتية مهمة داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة لفرض الحلول السياسية والدبلوماسية للصراع في غزة.
وسجلت الإمارات خلال جلسات مجلس الأمن الدولي مواقف رائدة ومهمة لدعم السلام والحلول الدبلوماسية، وهو ما ظهر جلياً في الجلسة التي عقدها المجلس الدولي في 25 أكتوبر للتصويت على مشروعي قرارين بشأن الحرب في غزة، الأول يتمثل في القرار الذي قدمته الولايات المتحدة، والثاني يتمثل في القرار الذي قدمته روسيا، وقد صوتت الإمارات ضد القرار الأميركي لعدم دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة، وفي نفس الوقت صوتت لمصلحة القرار الروسي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما يجسد سياسة الموقف الإماراتي المبني على مبادئ السلام والأمن.
وكانت الإمارات قد شاركت بفاعلية في المناقشة المفتوحة ربع السنوية لمجلس الأمن بشأن البند المعنون بالحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية التي عُقدت في 24 أكتوبر الماضي، وخلالها ألقت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، كلمة دعت فيها إلى تحقيق سلام مستدام، وإنهاء الحرب في غزة، وحماية جميع المدنيين، وحملت كل طرف مسؤوليته عما وصلت إليه الأوضاع الآن بما فيها مجلس الأمن نفسه، مؤكدة أن كل تأخير في إخماد هذه الحرب يعني وقوع المزيد من الضحايا والدمار، ويهدد بتوسع رقعة الصراع في المنطقة.
وذكر الأكاديمي الفلسطيني تيسير جمعة أن الحلول العسكرية ستؤول حتماً إلى الفشل، وسوف يخسر فيها الجميع، ومن ثم يجب العمل على وضع حلول سياسية للأزمة التي تؤرق العالم منذ السابع من أكتوبر، ويجب أن يكون ذلك أولوية لدى الجميع، وهو ما تعمل عليه دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال أنشطة دبلوماسية وجهود سياسية لوقف الحرب وإحلال السلام في المنطقة بشكل عاجل.
وحذر جمعة من خطورة تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي وعالمي، وهو ما يُنذر بكارثة كبرى حال عدم اللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية، مشيراً إلى تنامي التوقعات بنجاح جهود الإمارات في مجلس الأمن خلال الفترة المقبلة لإقرار هدنة إنسانية.

وسيط للسلام
أما وزير الخارجية المصري الأسبق، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد العرابي، فشدد على أهمية الدور الذي تلعبه الإمارات باعتبارها وسيطاً للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتحظى بعلاقات استراتيجية مهمة مع مختلف الأطراف، وهو ما توظفه بشكل إيجابي جداً لوقف الحرب في غزة وحماية المدنيين.
وتجسدت المساعي الإماراتية إلى وقف الحرب والاتجاه إلى عملية سلمية شاملة في العديد من اللقاءات التي عقدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومنها اللقاء مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي زار الإمارات قبل فترة، وأكدا على ضرورة إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل والمستدام على أساس حل الدولتين الذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع، وطالبا بالتحرك الدولي العاجل لوقف التصعيد العسكري الخطير، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق القانون الدولي الإنساني، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية لأهالي غزة من خلال تمكين المنظمات الإنسانية الدولية من القيام بواجبها.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد