دولة الإمارات: دعم العراق للحفاظ على مكتسبات مكافحة الإرهاب

أكدت دولة الإمارات، أمس، دعم العراق في ما يتخذه من إجراءات للحفاظ على ما حققه من مكتسبات في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه كلياً، مشددة على إدانتها لأي تدخلات في الشأن الداخلي للعراق، وأية أفعال من شأنها أن تزعزع أمنه واستقراره مهما كانت الذريعة.
وقالت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي حول الحالة في العراق: «إننا إذ نستذكر الهجمات المتزايدة على العراق في الأشهر الأخيرة، نشدد على ضرورة أن يعرب المجتمع الدولي وبصوت واحد عن رفضه لمثل هذه الأعمال التي لا تنتهك سيادة هذا البلد فحسب، وإنما تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتهدد استقرار المنطقة».
وأضافت في البيان الذي أدلى به السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة: «إنه مع تشكيل العراق حكومة جديدة في أكتوبر الماضي بعد انتظار مطول، نرى أهمية البناء على هذه الخطوة المرحب بها، وإعلاء روح التكاتف والمصلحة الوطنية لتجاوز التحديات، بما يخدم الأمن والاستقرار في العراق».
وتابعت: «تتطلب الفترة المقبلة المضي قدماً في العمل الجاد لإجراء الإصلاحات اللازمة في شتى القطاعات، وبالأخص من حيث تعزيز سيادة القانون، وتقوية مؤسسات الدولة، والدفع قدماً بعجلة التنمية والتقدم الاقتصادي».
وفي هذا السياق، قال أبو شهاب: «نرحب بتعيين ثلاث نساء في الحكومة الجديدة، والجهود المبذولة مؤخراً لتمكين المرأة العراقية اقتصادياً، ونؤكد أهمية الاستمرار في تعزيز المشاركة الهادفة والكاملة والمتساوية للمرأة في مختلف المجالات، خصوصاً في القطاعين العام والخاص، نظراً لدورها الجوهري في بناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة ومستدامة».
وأشاد بالأنشطة التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم المرأة العراقية، بما يشمل سعيها لزيادة الوعي بأهمية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للناجيات من جرائم تنظيم «داعش».
ومع إحياء العراق مؤخراً الذكرى الخامسة على إعلان النصر على «داعش»، ذكر أبو شهاب أنه يجب ألا نغفل عن التهديدات التي لا يزال يشكلها هذا التنظيم الإرهابي، على أمن واستقرار العراق والمنطقة، إذ يواصل التنظيم الإرهابي أنشطته في العديد من المناطق في العراق، بما في ذلك خلال الفترة الماضية، والتي شهدت هجمات إرهابية أبرزها الهجوم الذي وقع بالقرب من كركوك، وقرية البوبالي في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، وراح ضحيته ثمانية مدنيين وتسعة من ضباط الشرطة.
وأوضح أبو شهاب أن المنطقة شهدت مؤخراً حدثين مختلفين لهما دلالات خاصة في مسألة تعزيز الانخراط الإيجابي بين العراق ومحيطه، الأول هو انعقاد الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في ديسمبر الماضي بتنظيم مشترك من العراق والأردن وفرنسا، حيث أبرز هذا المؤتمر رغبة دول المنطقة في تعميق أواصر التعاون مع العراق ودعم استقراره.
وتابع: «الحدث الثاني يتمثل في استضافة العراق بطولة كأس الخليج العربي، والاستقبال الحار من أبناء الشعب العراقي لأشقائهم العرب خلال هذا الحدث، أكد الإقبال الشعبي الواسع للعراقيين على مد الجسور مع محيطهم العربي الذي ينتمون إليه».
وفي ما يتعلق بمسألة المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة، والتي تشمل الأرشيف الوطني، أعرب أبو شهاب عن أمل الإمارات في إحراز تقدم في هذا الملف خلال الفترة القادمة، مشيداً بجهود كل من الكويت والعراق في هذا الجانب.
وأثنى أبو شهاب، على جهود بعثة الأمم المتحدة في العراق ضمن نطاق ولايتها لمساعدة بغداد على تجاوز الصعوبات الراهنة، ويشمل ذلك مساعي الحكومة لمعالجة التحديات الناشئة مثل تغير المناخي، والذي بات يؤثر على حياة العراقيين في العديد من الجوانب، مضيفاً: «نتطلع إلى أن يكمل العراق مساره نحو السلام والاستقرار، وأن ينعم شعبه بما يصبو إليه من أمن ورخاء».

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد