دولة الإمارات تعزز الحضور العالمي لـ«لغة الضاد»

دولة الإمارات تعزز الحضور العالمي لـ«لغة الضاد»

عززت دولة الإمارات مستوى حماية اللغة العربية وتطويرها بمجموعة من المبادرات والبرامج العملية التي أعادت للغة الضاد مكانتها المستحقة بين لغات العالم، وأثبتت قدرتها على مواكبة موجات التحديث في العصر الراهن، وتحتفي الإمارات اليوم باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، وفي سجلها مسيرة حافلة بالإنجازات التي أسهمت في المحافظة على اللغة العربية والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات وتكريس مكانتها في المجتمع المحلي وعلى النطاق العالمي.

وتشكل رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وعنايته باللغة العربية جوهر المبادرات والجهود الحثيثة التي تبذلها الإمارات منذ فترة طويلة للحفاظ على اللغة العربية، وقد شكلت هذه الرؤية خريطة الطريق التي سارت عليها كافة المؤسسات ذات الصلة في مهمة النهوض باللغة العربية وحمايتها. ويعتبر ميثاق اللغة العربية، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في أبريل 2012، علامة فارقة في مسيرة الإمارات وجهودها لحماية اللغة العربية نظرا لحزمة المبادرات القيمة والعملية التي تضمنها، بهدف تعزيز حضور «لغة الضاد» في كل المجالات الحياتية.
وفي عام 2012 أيضا أعلن سموه تأسيس المجلس الاستشاري للغة العربية، كما أطلق سموه حزمة من المبادرات التحفيزية لتعزيز مكانة اللغة العربية ومنها تأسيس لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، والتي تتكون من خبراء تربويين وأكاديميين يقدمون اقتراحات لأساليب تعليمية جديدة لمناهج تعليم اللغة العربية، وتدشين معجم محمد بن راشد للغة العربية المعاصرة، وجائزة محمد بن راشد للغة العربية، ومبادرة تحدي القراءة العربي، ومبادرة الوسم «بالعربي» وغيرها، وتضمنت المبادرات أيضا، إنشاء كلية للترجمة ضمن مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي، وتأسيس معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

«المعجم التاريخي»
ويأتي اليوم العالمي للغة العربية هذ العام تزامنا مع إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المجلدات الـ 17 الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»، وهو المشروع اللغوي الكبير الذي يرعاه سموه، ويؤرّخُ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية، وقد تم تخصيص موقع إلكتروني وتطبيق ذكي للمعجم التاريخي للغة العربية يستطيع كل باحث في موقعه أن يطلع على ما أنجز في هذا المعجم.

فرص واعدة
فيما قال الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية «لا شك أن لغتنا العربية تواجه تحديات كبيرة في هذا العصر، وخاصة في ظل الثورة التقنية الهائلة، والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، كالتحديات التي تفرضها التكنولوجيا في إنتاج المحتوى العربي ضمن القطاعات التعليمية والإعلامية والرقمية.

وتتجلّى أبرز تلك التحديات في قلة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت بشكل عام، والنوعي على وجه الخصوص، مقارنة باللغات الأخرى، حيث إن المحتوى المتوفِّر لا يتناسب مع احتياجات ومتطلبات المعرفة والعلوم الحديثة، فضلًا عن قلة المصادر الرسمية المنتِجة للمحتوى العربي، حيث تسود الجهود الفردية في إنتاج هذا المحتوى.
وأضاف ابن تميم: نحن في مركز أبوظبي للّغة العربية نسعى إلى تحويل تلك التحديات إلى فرص واعدة، حيث أدركنا منذ تأسيس المركز أهميةَ العمل المشترك في إنتاج مبادرات ومشاريع نوعية تعمل على إثراء المحتوى العربي على الإنترنت، بهدف تعزيز إتقان اللغة العربية وتبنّيها في مختلف المجالات والنشاطات على المستوى المحلي والعالمي أيضاً، كما نواصل عملنا من خلال مبادراتنا المختلفة نحو نشر اللغة العربية وتعزيز حضورها عالميًا لغةً للعلم والثقافة والإبداع، وتمكين إنتاج المحتوى العربي، وتطوير التقنيات الرقمية المعنيّة باللغة العربية، ودعم البحوث العلمية التي تتناول تطوير اللغة العربية.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد