دولة الإمارات تطالب بتحديث استراتيجية مكافحة الإرهاب
أكدت دولة الإمارات، أمس، ضرورة تحديث استراتيجية مكافحة الإرهاب، بحيث تعيد التركيز على معالجة أسبابه الجذرية وتتصدى لاستخدام الإرهابيين لوسائل التكنولوجيا المتقدمة والمعقدة.
وأوضحت، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول مكافحة الإرهاب، على ضرورة تعزيز الشراكات للتصدي لأكاذيب الإرهابيين، ومعالجة استغلال الإرهابيين للتكنولوجيا الناشئة كالطائرات المسيرة لتحقيق أهدافهم.
وقالت، في بيان أدلت به معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: «في ظل عدم تمكن المجتمع الدولي من إيجاد إطار فعال يستجيب للطبيعة المتحورة للإرهاب، تبرز الحاجة الملحة لتحديث استراتيجية مكافحة الإرهاب بحيث تعيد التركيز على معالجة أسبابه الجذرية وتتصدى لاستخدام الإرهابيين لوسائل التكنولوجيا المتقدمة والمعقدة».
وأضافت السفيرة: «في شهر يناير الماضي وحده، وقعت 10 هجمات في أفغانستان وجمهورية الكونجو الديمقراطية وسوريا من قبل تنظيم داعش الإرهابي، أسفرت عن مقتل 50 شخصاً وإصابة المزيد»، لافتة إلى أن ذلك يكشف حقيقة مجردة وهي أن المجتمع الدولي عجز عن إيجاد إطار فعّال للرد على الطبيعة المتطورة للإرهاب.
وذكرت أنه من أجل محاربة هذا التهديد، هناك حاجة ملحة لتحديث الاستراتيجية بحيث تعيد التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، ولمنع ومكافحة الظاهرة الجديدة المتمثلة في استخدام الإرهابيين للتكنولوجيا المتطورة والمعقدة.
وشددت على ضرورة إطلاق المجتمع الدولي لشراكة مستدامة مع الشركاء المحليين، والتعاون مع المنظمات المحلية، إلى جانب القيادات المجتمعية والدينية، ومعالجة المظالم المحلية، لمنع الإرهابيين من استغلال تلك التحديات لنشر الدعاية والتجنيد، وذلك من أجل ضمان فاعلية الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب.
وحذرت السفيرة لانا نسيبة من المرونة التي تتبعها شبكات الدعاية الإرهابية، فعلى الرغم من مقتل اثنين من قادة تنظيم «داعش» الإرهابي، فإن الأذرع الإعلامية للتنظيم لا تزال نشطة بصورة مقلقة، ففي أفغانستان، تُنشر الدعاية العدمية لـ«داعش خراسان»، باللغات المحلية والإقليمية للوصول إلى أقصى عدد ممكن من المجندين المحتملين.
وقالت: «لا بد أن يكون الرد على هذا التهديد الناشئ متكيفاً وذكياً، وضمان وصول رسائل بديلة للناس قبل تلك الدعاية، على أن تكون هذه الرسائل مخصصة لمعالجة مخاوف الناس وتعزيز قيم الأخوة الإنسانية مثل التعايش السلمي والحوار الديني والمساواة والتسامح».
وأضافت: «يجب أن نلتزم بمعالجة شاملة للتطرف»، موضحة أنه في اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي صادف الأسبوع الماضي، سلط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضوء على خطر تقويض التطرف الديني للسلام في كل مكان. وتابعت: بالتوازي مع ذلك، لا بد من إعطاء المجتمعات المتضررة مساراً للتعافي لا يترك مجالاً للإرهابيين، فالوصول للتعليم والشمول الاقتصادي وبيئة آمنة ومستقرة لا بد أن يكون في قلب هذه المقاربة.
وأكدت على أن المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في صنع القرار، في إطار وضع هذه المقاربات، جزء لا يتجزأ من نجاحها.
وأشارت إلى ترحيب دولة الإمارات بإفادة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة أن تكون الأسباب الجذرية للتطرف من قبل داعش في قلب تدابير جماعية لمكافحة هذا التنظيم الإرهابي.
ونوّهت إلى ضرورة التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص من أجل محاربة استغلال التكنولوجيا المتطورة ووقوعها لأيدي التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أن بعض المحللين يقدرون أن أكثر من 20 جماعة مسلحة، من بينها جماعات إرهابية، تمتلك بالفعل طائرات مسيرة، فيما يعتقد محللون آخرون أن أكثر من 60 من هذه الجماعات تمتلك بالفعل هذه الطائرات.
التعليقات مغلقة.