دولة الإمارات تشارك العالم احتفالاته بـ «يوم الأخوّة الإنسانية»
دولة الإمارات تشارك العالم احتفالاته بـ «يوم الأخوّة الإنسانية»
تشارك الإمارات، اليوم الجمعة، العالم احتفالاته باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد مبادرة تقدمت بها كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، بهدف جعل يوم الرابع من فبراير/ شباط مناسبة سنوية للتشجيع على التضامن والوحدة بين البشر ونشر قيم التسامح وتقبل الآخر.
تشكل المناسبة اعترافا وتقديراً أممياً لدولة الإمارات وجهودها الدؤوبة على مدى سنوات في نشر قيم ومفاهيم التعايش والتآخي بين البشر وتفعيل الحوار بين مختلف الأديان والشعوب للوصول إلى عالم يسوده روح التسامح.
على المستوى المحلي، أولت الإمارات خلال العقد الأخير عناية كبيرة لاستحداث المؤسسات والهيئات الداعمة لنشر الاعتدال والتسامح واحترام الآخر وتعزيز قيم السلام والتعايش بين جميع أفراد المجتمع الإماراتي، من مواطنين ومقيمين.
وعالمياً يمثل الرابع من فبراير ذكرى مولد الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث، والتي تم توقيعها من قبل اثنين من أهم الرموز الدينية في العالم، فضيلة لإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عاصمة الأخوة الإنسانية.
ودعت الوثيقة إلى العديد من المبادرات التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان ومن أبرزها مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية»، في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي سيضم عند افتتاحه كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً.
وبرزت جهود الإمارات ودورها في تعزيز قيم التسامح على المستوى الدولي من خلال مجموعة من الأنشطة والمبادرات، مثل منتدى الجهود الدولية للتسامح السنوي الذي يناقش الخطوط العريضة لاستراتيجية دولية لتعزيز التسامح على الصعيد العالمي.
وتستضيف الإمارات بشكل سنوي المنتدى العالمي «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، الذي يعد من أهم المنتديات في العالم الإسلامي التي تناقش الإشكاليات والقضايا الإنسانية المحدقة بالإنسان في عالم اليوم.
وأطلق المنتدى عدداً من المبادرات الهادفة على تعزيز السلم وروح الأخوة الإنسانية في العالم، لعل أبرزها مبادرة «حلف الفضول بين الأديان» الذي تنطلق خطة تأسيسه من الوعي بضرورة التوسّل بآليات أساسية تضمن انخراط أكبر عدد من رجال الدين – من المسلمين والمسيحيين واليهود – في خطوات عملية لتعزيز السلم، وتبنّي مقاربة تصالحية تتيح لهم تربية أتباعهم وحملهم على تجاوز العداوات ومشاعر الكراهية بكل أنواعها وأصنافها.
واستضافت الإمارات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، والتصدي للتطرف الفكري وسلبياته.
وصدرت عن المؤتمر «وثيقة الأخوة الإنسانية» من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقع عليها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية.
وتعد جائزة زايد للأخوة الإنسانية التي أعلن عنها في 2019 كإحدى ثمار التوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بالأشخاص أو المؤسسات التي تعمل على ترسيخ السلام والعيش المشترك، وتسعى الجائزة إلى مواصلة البناء على الإرث الإنساني الزاخر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقيم التي كرس حياته من أجلها.
أكد الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن الأخوة الإنسانية قيمة دستورية عظيمة تحثّ البشرية جمعاء على استشعار أبوة آدم وأخوة الأنبياء عليهم السلام – الذين تكاملت رسالتهم، وتراصّت لبنات هديهم، في صحف إبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم، وهدي سيدنا ونبينا محمد عليهم الصلاة والسلام.
وقال إننا في يوم الأخوة الإنسانية، نتذكر ذلك الميثاق وتلك الأخوة، لنصل الأرحام الإنسانية، ونحيي تلك القيم المتجذرة، ليعيش البشر في محبة وسلام واحترام، مستظلين في ذلك بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، ومستهدين في خطانا بإرث الوالد القائد الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه.
أكد محمد سعيد النيادي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على أن الأخوة الإنسانية وقبول الآخر واحترام ثقافته؛ نهج متجذِّر في نفوسنا، تربينا عليه منذ نعومة أظفارنا، وسنظل متمسكين به طوال حياتنا، فهو منهج ديننا وإرث أجدادنا، الذي رسخته قيادتنا الرشيدة، ورعته، ودعمته ماديّاً ومعنويّاً بمبادرات إنسانية قيمة.
وقال: من هذه المبادرات المباركة التي كان لها الأثر البالغ في إشاعة السلام ونشر ثقافة الوئام؛ مبادرة «يوم الأخوة الإنسانية»، التي بزغ فجرها في مدينة أبوظبي.
وقال الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس الدائرة: «إن الاحتفاء باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية يُعد فرصة مهمة لتعزيز ثقافة التسامح والتعايش الإنساني لدى كل أفراد المجتمع، ويدعو إلى التعقل والحكمة في التعامل بين كل البشر، لتسود ثقافة السلم والحوار والتعايش المشترك باختلاف الثقافات والأطياف»، مضيفاً: «قيادتنا الرشيدة كان لها الدور الريادي في نشر قيم السلام والتعايش، ونبذ الصراعات، لخدمة الإنسانية جمعاء».
قال زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة – الرئيس الأعلى للجامعة «إن احتفالنا بهذا اليوم ليس مجرد احتفال عادي، فهو يوم تاريخي لخير البشرية جمعاء. نحن في مجتمع الإمارات نحيا ونعمل ونتعايش وفق نهج مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي وضع الأسس الراسخة والثابتة لترسيخ ثقافة التسامح والتعايش في ربوع دولة الإمارات، وسارت عليه القيادة الرشيدة، حتى أصبحت الإمارات في طليعة دول العالم أجمع، تحتضن 200 جنسية تعيش في تناغم ووفاق، ضمن مجتمع يسوده الأمن والأمان والاستقرار والازدهار».
وأضاف «نحرص في جامعة الإمارات، على إطلاق الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تُثير حماسة الشباب، وتُعزّز لديهم قيم الأخوة الإنسانية، وتحفزهم على اتخاذها أسلوب حياة، ليكونوا النموذج والقدوة داخل الوطن وخارجه في كل أعمالهم ونهج حياتهم».
قالت هدى الخميس، مؤسسة «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، المؤسسة والمديرة الفنية لمهرجان أبوظبي «أدركت الإمارات مبكراً الدور الرائد للثقافة والحوار مع الآخر، في بناء جسور الأخوة الإنسانية، للنهوض بمكوّنات الحضارة».
وختمت: «إن النموذج الإماراتي يكرس مبادئ الإخاء والتعايش السلمي على كل الصُعد، في ظل رؤية متفردة لرجل الإنسانية وفارسها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي قدم للعالم وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش بين الأديان والمعتقدات، مع ما عكسته من حرص على تعزيز التسامح والقضاء على التمييز والكراهية».
تحدثت الأمّ والناشطة الفرنسية من أصل مغربي لطيفة بن زياتن، والتي تلقّت جائزة زايد للأخوّة الإنسانية العام الماضي، عن أهمية تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية، ودور الجائزة في تعزيز طاقتها الإيجابية ودفعها لمواصلة تغيير حياة الناس ورسم مستقبل أفضل للأطفال المحتاجين، ودعت إلى إرساء السلام والمساعدة في منع توجه الشباب إلى التطرف، بعد مقتل ابنها عماد بصورة مأساوية في مارس/ آذار 2012.
وتقول لطيفة، التي رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2018: «أنا اليوم محاربة، وأناضل من أجل الآخرين، فلطالما أحببت الناس وكانت تلك القوة الداخلية التي تحركني. ولهذا فإن وفاة ابني كانت إيذاناً بولادتي من جديد، ولادة لطيفة التي ترونها اليوم».
التعليقات مغلقة.