دولة الإمارات تحتفي بمساهمات العمال في يومهم العالمي
نظمت العديد من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، أمس الاثنين حزمة من الفعاليات والأنشطة والمبادرات بمناسبة اليوم العالمي للعمال، الذي يصادف الأول من شهر مايو من كل عام، وذلك تقديراً للدور الريادي للعمال، باعتبارهم أحد أهم مكونات التنمية والتقدم الذي تحققه الإمارات. ويهدف يوم العمال العالمي إلى الاهتمام بجميع فئات العمال باعتبارهم طرفاً رئيساً في عملية الإنتاج وشريكاً في التنمية التي تشهدها الدولة.
والتقى معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، أمس عمالاً في مواقع عملهم في أبوظبي ودبي مهنئاً إياهم بمناسبة «يوم العمال العالمي»، وذلك في إطار الفعاليات الاحتفالية التي تنظمها وزارة الموارد البشرية والتوطين بهذه المناسبة العالمية.
جاء ذلك خلال زيارة معاليه وقيادات الوزارة لموقع إنشائي تابع لشركة «الدار العقارية» في أبوظبي، وكذلك لشركة دبي للمرطبات في دبي، وتم خلال الزيارتين الاطلاع من المسؤولين في الشركتين على ظروف العمل واشتراطات الصحة والسلامة المهنية المتبعة لدى الشركتين، بما يوفر للعاملين لديهما جميع سبل الحماية أثناء تأديتهم لأعمالهم اليومية.
واحتفت اللجنة الدائمة لشؤون العمال في دبي، مساء أمس، باليوم العالمي للعمال، من خلال تنظيم 4 فعاليات متزامنة بالتعاون مع القطاع الخاص، لمشاركة العمال يومهم العالمي.
وأقامت اللجنة فعاليات وأنشطة توعية إلكترونية لتوجيه النصائح والإرشادات والتثقيف الصحي للعمال بعدد من اللغات كالعربية والإنجليزية والفارسية والأوردو وغيرها من اللغات.
وأعلنت جمعية بيت الخير، أنها وزعت ما يقرب من مليون وجبة، أغلبها للعمال منذ بداية العام الجاري بتكلفة تجاوزت 8.666 مليون درهم، ضمن مشروع «الطعام للجميع»، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية والمختصة.
وأشارت الجمعية، إلى أن إجمالي عدد الوجبات الموزعة تنقسم إلى قسمين، حيث تم توزيع 238.666 وجبة ضمن مبادرة إطعام الطعام بتكلفة بلغت 1.909 مليون درهم، فيما تم توزيع نحو 750.793 وجبة إفطار صائم بقيمة 6.757 مليون درهم.
فعاليات احتفالية
وفي السياق ذاته، نظمت وزارة الموارد البشرية والتوطين مجموعة من الفعاليات الاحتفالية بمناسبة «يوم العمال العالمي»، شملت تكريم المستخدمين في الوزارة، إضافةً لبعض من أقدم العاملين في القطاع الخاص، وكذلك تكريم عمال منشآت من مستويات مهارية مختلفة ومجموعة من فئة العمالة المساعدة، وتنظيم فعاليات رياضية بمشاركة مجموعة من عمال المنشآت.
فيما نظمت اللجنة الدائمة لشؤون العمال بدبي، فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للعمال بدبي، في 4 مناطق، هي جبل علي، القوز، ورسان، حوض دبي الجاف.
وقال الدكتور عبد الله لشكري، الأمين العام للجنة الدائمة لشؤون العمال في دبي، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: «شملت عملية الاحتفال كلمة موحدة لشكر العمال على دورهم في دفعة عجلة التنمية بدولة الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة، وكذلك تنظيم مسابقة ترفيهية وتثقيفية، بالإضافة إلى تقديم فقرات تراثية من الفلكلور الشعبي للعديد من الجنسيات والجاليات المقيمة في الإمارات».
وذكر أن فعالية التعريف بالتراث الإماراتي، كانت بأسلوب شيق ومبتكر يهدف إلى تعريف العمال بتاريخ دولة الإمارات وتراثها العريق، كما يبين لهم الحضارات التي عاشت هذه الأرض والمسالك التي اتخذتها كطرق تجارية حيوية استمرت لمئات السنين.
وأكد أن الاحتفال باليوم العالمي للعمال يأتي تعبيراً عن التقدير والاحترام لهذه الفئة المحورية، وتكريماً للدور والخدمات التي يقدمونها للمجتمع، والتي استحقوا من خلالها أن يكونوا مركز اهتمامنا.
وذكر الأمين العام للجنة الدائمة للعمال بدبي، أن دولة الإمارات تحرص على تثقيف العمال بحقوقهم، وتعمل على صون حقوقهم من خلال حزمة من القوانين التي تنظم العلاقة بين العمال وبين أصحاب العمل، إلى جانب رفدهم بالإرشادات والكتيبات التي تعرفهم بحقوقهم وواجباتهم، مما أكسب الدولة مصداقية وعزز من مكانتها على المستوى العالمي.
تعزيز الريادة
وثمن معالي الدكتور عبد الرحمن العور التزام الشركتين بتوفير بيئة العمل الآمنة للعمال وكذلك الخدمات اللازمة والاحتياجات الأساسية للعمال في مواقع عملهم، ومنحهم ساعات الراحة اليومية المنصوص عليها قانوناً. وتفصيلاً، أكد معالي دكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، أن ضمان حقوق العمال على نحو متوازن مع حقوق أصحاب العمل بما يضمن استقرار علاقة العمل التعاقدية، تشكل واحدة من أولويات واهتمامات وزارة الموارد البشرية والتوطين، وذلك تنفيذاً لقانون تنظيم علاقات العمل التي تتماشى مع التزامات اتفاقيات العمل الدولية. وأشار إلى الحرص الدائم على إنفاذ التشريعات والسياسات وتحديثها بشكل مستمر، بما يضمن مواصلة توفير ظروف وبيئة العمل اللائقة، وذلك ترسيخاً وتعزيزاً لريادة دولة الإمارات كوجهة عالمية للعيش والعمل. من جهتهم، ثمن العاملون في الشركتين اهتمام وزارة الموارد البشرية والتوطين بزيارتهم والتواصل معهم في مواقع عملهم.
الوجه الإنساني
قال عابدين العوضي، مدير عام «بيت الخير»: «تجد الجمعية في العمال المقيمين، فئة تستحق الدعم لدورها في بناء الوطن، وترى في إسعادهم واجباً لتكريم هذه الشريحة، التي تغرب أفرادها عن بلادهم، بحثاً عن فرصة لكسب العيش الكريم، فالتقت مصلحتهم مع احتياجات نهضة الإمارات العمرانية والاقتصادية». وأضاف:«تتمتع دولة الإمارات بأن لديها ثقافة مجتمعية بحقوق العمال، حيث تتميز دولتنا بوعي مجتمع كبير، بدور العمال في البناء والتقدم، بالإضافة إلى اهتمام الجهات الحكومية والمجتمع معاً بإيجاد بيئة عمل جاذبة للعمال». وأشار، إلى تنوع جهود الجمعية في دعم فئة العمال، من بينها التعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين خلال السنوات الماضية، من خلال حملات «حظر العمل تحت أشعة الشمس». وذكر أن الجمعية لديها مذكرة تفاهم مع اللجنة الدائمة للعمال في دبي، التابعة للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، للمساهمة في زيادة نسبة سعادة العمال، وتقديم الوجبات الغذائية لعمال الشركات المتعثرة، ونحن نعمل معاً بشكل كبير لتحقيق هذه الأهداف. لفت، إلى مراعاة الجمعية لمعايير الجودة في اختيار الوجبات المقدمة للعمال، مشيراً إلى دور الجمعية في الرقابة على المطابخ التي تتعامل الجمعية معها، وضمن شروط الحوكمة، لتوفير وجبات صحية غنية غذائياً وسليمة ومتنوعة للعمال. وأكد، أن الجمعية توفر الوجبات لكل مستفيد من العمال بعض النظر عن جنسيته أو عرقه أو مذهبه، مشيراً إلى أن «بيت الخير» لديها مركبات مجهزة لنقل الوجبات وحفظها، ولدينا موظفون مؤهلون ومدربون على الوصول إلى العمال المستحقين وتقديم الوجبات بود واحترام.
وقال العوضي: إن «فريق الجمعية أصبح خبيراً مدرباً على التعامل مع هذه الشريحة الطيبة من المقيمين الذين أصبحنا على صداقة معهم، ففي كل عام نوزع عليهم عشرات آلاف الوجبات، ونعرف إداراتهم وأماكن تواجدهم».
جهود عمالية
أشار الدكتور عبدالله لشكري، الأمين العام للجنة الدائمة لشؤون العمال في دبي إلى أن اللجنة الدائمة لشؤون العمال في دبي، قامت منذ الاحتفال العام الماضي بيوم العمال العالمي، بعمل توعية لأكثر من 12 ألف عامل، وركزت حملات التوعية على تعريف العمال بحقوقهم والقانون الإماراتي وتعزيز طرق التفكير الإيجابية والمهارات الحياتية والعملية. وأشار إلى تنظيم اللجنة لمبادرة «سقيا الماء» التي استفاد منها 10 آلاف عامل، بالإضافة إلى تنفيذ مبادرة «لنجعل شتاءهم دافئ»، استفاد منها 1200 من العمال، وذلك بتقديم الملابس والبدلات الشتوية والهدايا لينعموا بشتاء دافئ وآمن. وقال لشكري:«تأتي هذه المبادرة في إطار المسؤولية المجتمعية التي تسعى من خلالها اللجنة الدائمة لشؤون العمال، إلى الارتقاء بمستوى العمل المجتمعي، وترسيخه كثقافة سائدة في بيئة العمل، وتعزيز مفهوم التسامح والمؤاخاة الإنسانية التي باتت تشكل جزءاً جوهرياً من الهوية الإماراتية».
ولفت لشكري، إلى توزيع 2000 سلة غذائية للعمال بدبي، مشيراً أن الإمارات نموذج ومثال متميز في المجالات الإنسانية المتعلقة برعاية وحفظ حقوق العمال، وتوفير حياة كريمة لهم، يتخللها إشراكهم في أنشطة وفعاليات مخصصة بهم.
التعليقات مغلقة.