دولة الإمارات السادسة عالمياً في المؤشر العالمي للسياحة العلاجية
حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، على المرتبة السادسة في المؤشر العالمي للسياحة العلاجية (2020- 2021) بحسب نتائج الاستبيان الذي أجراه المركز الدولي لبحوث الرعاية الصحية، الذي شارك فيه 46 دولة من الدول المتميزة والمهتمة بالسياحة العلاجية.
كما أظهرت النتائج، التي اطلعت عليها «الاتحاد»، أن دولة الإمارات جاءت في المركز الخامس عالمياً في جودة مرافق وخدمات الرعاية الصحية، وحلت سابعاً في مؤشر يسمى «بيئة الوجهة».
وأشارت النتائج، إلى أن دولة الإمارات حققت المرتبة الثالثة عشرة عالمياً في مجال السياحة العلاجية بين الدول التي شاركت في الاستبيان المذكور، منوهاً بتميز كل من أبوظبي ودبي كوجهتين جاذبين للسياحة العلاجية ليس على دولة الإمارات فحسب، بل على مستوى المنطقة والعالم.
ويتوقع أن تصل قيمة سوق الجراحة التجميلية عالمياً، إلى 21.97 مليار دولار بمعدل نمو سنوي يبلغ 7.8% بحلول 2023.
وأظهرت نتائج دراسة رسمية عن الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية بدولة الإمارات، أن دول أفريقيا وخاصة نيجيريا وغانا، من أهم البلدان التي يتدفق منها السياح العلاجيون إلى الإمارات، مشيرة إلى أن 50% من المستشفيات تقدم خيارات الجراحة التقويمية والتجميلية في دبي.
وذكرت أن تقنية العلاج بالبلازما الغني بالصفائح الدموية وتجديد بشرة الوجه من الإجراءات غير الجراحية الشائعة التي يلجا إليها السياح الصحيون عند القدوم إلى الدولة، ويوجد 50 جراح تجميل لكل مليون شخص في دبي.
وتتمتع الإمارات بوجود خدمات الرعاية الصحية عن بعد حتى في فترة ما قبل الوباء، ومع ذلك فقد سرعت جائحة كوفيد – 19 من ذلك، حيث أصبحت الآن هذه الخدمات بما فيها الأشعة عن بعد التي يتم تبنيها من قبل كبار مقدمي الرعاية الصحية في الإمارات، حيث تظهر بيانات «اتجاهات جوجل الحديثة» أيضاً أن الاهتمام بالبحث عن خدمات الرعاية الصحية عن بعد في الإمارات وصل إلى ذروته في أبريل 2020.
ويعتبر القطاع الخاص، شريكاً استراتيجياً هاماً في دعم القطاع الصحي في الدولة، في توفير خدمات طبية عالية الجودة، حيث يوجد سلسلة من المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة التي توفر خدمات صحية متكاملة وتخصصية واستخدام أحدث المعدات والأجهزة الطبية للتشخيص والعلاج
كما أسهم حصول المستشفيات في الدولة على الاعتماد الدولي بنسبة 91.27% وتوحيد معاير التراخيص على مستوى الدولة في استقطاب الكوادر الطبية ذات الكفاءة والخبرة وتقديم خدمات وفق أعلى المستويات العالمية.
وقد كان للقرارات سواء التي أصدرتها الدولة وأجهزتها الرسمية اتحادياً ومحلياً، كبير الأثر في توفير بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الصحي على وجه الخصوص انعكس إيجاباً على الزيادة بالاستثمار الصحي، ومن ذلك تسهيل وتسريع إجراءات استخراج التراخيص التجارية وتراخيص مزاولة المهن، حيث لا يتعدى إصدار التراخيص المهنية 48 ساعة من تاريخ استكمال الوثائق اللازمة للترخيص، وكذلك تثبيت رسوم الخدمات الحكومية حتى نهاية 2020.
وأسهم قرار ضرورة الحصول على الاعتماد الدولي أيضاً في تعزيز الثقة بالخدمات الصحية وبالتالي تشجيع السياحة العلاجية بالدولة، وما يعنيه ذلك من زيادة الإقبال على الخدمات الصحية داخل الدولة والحد من السفر للعلاج بالخارج، وكذلك أدت القرارات الخاصة بإلزامية التأمين الصحي لكافة شرائح المجتمع إلى زيادة الطلب على الخدمات الصحية، خاصة في ظل ارتفاع مستوى دخل الفرد بالدولة.
وعلى صعيد القوانين والأنظمة الصحية أيضاً، فقد قامت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بتحديث القوانين التي تكفل تسهيل إجراءاتها وفي نفس الوقت الحفاظ على أعلى معايير الجودة في تقديم الخدمات الصحية، وأيضاً إصدار قوانين جديدة تنظم مزيداً من الممارسات والخدمات الصحية المستحدثة، مما خلق آفاقاً جديدة للاستثمار الصحي لتقديم خدمات صحية جديدة.
وتعليقاً على نتائج استبيان المركز الدولي لبحوث الرعاية الصحية، قال محمد المهيري، مدير إدارة السياحة الصحية بهيئة الصحة في دبي: «تُعرف دبي بأنها وجهة حاضنة لنخبة المستشفيات العالمية والمؤسسات الطبية المرموقة والمراكز المتطورة للرعاية الصحية».
وأشار إلى ما تتميز به الإمارة من ببنية تحتية متميّزة ومرافق حيوية وخدمات عالمية المستوى، ما يوفر للسائح الدولي الباحث عن العلاج تجربة متكاملة بكافة المقاييس، لافتاً إلى استقطاب أفضل الكفاءات الطبية العالمية وأمهر الأخصائيين والخبراء في الرعاية الصحية، الأمر الذي يرسخ مكانتها على الخارطة العالمية للسياحة الصحية.
وذكر أنه يمكن للسياح الصحيين القادمين إلى دبي التمتع بتجارب محفزة على الراحة والاسترخاء، فضلاً عن فرصة استكشاف المعالم السياحية الفريدة بينما يحصلون على العلاجات الطبية، ما ينعكس بدوره بصورة إيجابية على صحتهم النفسية وبالتالي يعزز استجابتهم للعلاج.
وأكد المهيري، نجاح قطاع الرعاية الصحية، على الرغم من التحديات الناشئة، في ضمان استمرارية الدعم الطبي والخدمات الاستشارية المقدمة عبر الوسائل الافتراضية وتقنيات الاتصال الحديثة المتبعة لدى العديد من المُستشفيات والمراكز الصحية، وذلك بالاستفادة من البنية التقنية المتطورة ومسيرة التحول الذكي التي تنتهجها إمارة دبي.
وقال: نمضي قدماً في في المساهمة بفعالية في ترسيخ ريادة دبي كوجهة عالمية مفضلة للسياحة العلاجية ومركزاً رائداً في توفير أجود مرافق الرعاية الصحية المعتمدة، بالاعتماد على التكنولوجيا التي تمثل دعامة أساسية لتوفير أفضل التسهيلات للمرضى القادمين في مختلف أنحاء العالم».
وأضاف:«نعمل اليوم وفق رؤية طموحة تستهدف توفير تجربة استشفاء متكاملة وسريعة ومريحة للمرضى، مع التركيز على توفير خدمات الرعاية الصحية التي تواكب أحدث الابتكارات التكنولوجية».
الرأي الثاني
ذكر أن في مقدمة هذه الخدمات برنامج «الرأي الطبي الثاني» الذي يوفر للمرضى الدوليين فرصة الوصول مباشرةً إلى أفضل الخبرات الطبية في دبي والحصول على الاستشارات الطبية المتعلقة بحالتهم المرضية.
وأفاد أن دبي تتميز في الوقت الراهن في 8 تخصصات صحية رئيسة في مجال السياحة العلاجية، هي» الاستشفاء والتعافي والفحوصات الطبية، الأمراض الجلدية، والعناية بالبشرة، طب الأسنان وطب وجراحة العيون، جراحات العظام، الجراحات التجميلية بالإضافة إلى التقنيات المساعدة على الإنجاب وأمراض النساء.
وأكد المهيري، أن دبي مستمرة في بناء حضور قوي على خريطة السياحة العلاجية والصحية العالمية، في ظل تخصيص استثمارات كبيرة لبناء مستشفيات حديثة مجهزة بأحدث المرافق التي تستقطب نخبة الأطباء الدوليين من مختلف التخصصات.
التعليقات مغلقة.