«دكاكين الوثبة».. سوق المهارات

«دكاكين الوثبة».. سوق المهارات

يقدم «سوق الوثبة» بمهرجان الشيخ زايد، ملمحاً عن الحياة القديمة وأسلوب حياة الناس الذين عايشوه، ويطل على حقبة اجتماعية واقتصادية من حياة المجتمع الإماراتي، ويعد نافذة على صناعات وإبداعات جديدة، يقدمها هذا الجيل ضمن ابتكارات تعزز التراث وتضعه في قالب جديد دون أن يفقد روحه الأصيلة.
يخصص مهرجان الشيخ زايد، ضمن جناح مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، سوقاً شعبياً إلى جانب عدة عروض حية عن الحرف اليدوية وورش عمل لتعليم هذه الحرف، لإبراز حضارة الإمارات وجوانب متعددة من ثقافتها وموروثها الشعبي مما يعكس أجواء الحياة الإماراتية.

يضم سوق الوثبة أنشطة وفعاليات تحث النشء على التمسك بالتراث وتربطهم بتفاصيل الحياة الإماراتية التي عاشها الأجداد، ليؤكد غنى هذا التراث، الذي جعل من الإمارات ملتقى للشعوب والحضارات، ووجهة للسلام والمحبة والتسامح.

ضمن سوق الوثبة المصمم بطريقة تراثية توحي للزائر أنه يجول في أحياء عتيقة تعبق برائحة التاريخ.. تدعم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، الأسر المواطنة للمشاركة الفاعلة والحضور الكبير في هذا المهرجان، لعرض منتجات متنوعة تجسد التراث الإماراتي، منها المشغولات اليدوية، ودلال القهوة، والأواني، والدخون، والعطور، والملابس التراثية، والبهارات، والقهوة والشيلة، والعباءة، والأزياء التراثية الجاهزة والأقمشة القديمة وأدوات التخييم وأطقم الضيافة المتنوعة، والمفارش، والحلوى وغيرها، كما يتضمن السوق جانباً آخر من الإبداعات مثل المنتجات الجلدية والأكسسوارات المرصعة بالكريستال، ومكتبة للتشجيع على القراءة.

تحديث
وقالت عفراء الهاملي من إدارة جناح «سوق الوثبة»: إن السوق يضم هذه السنة تاجرات جديدات، منهن من تعرض منتجات تراثية ومنهن من تشارك بمنتج جديد عصري، حيث تم التجديد في التراث وإضافة لمسات إلى سلع تراثية، إلى جانب توفير ورش لتعليم الحرف من خلال مشاركة 90 حرفية على مدى 4 شهور و10 أيام، واللواتي يقدمن عرضاً حياً للصناعات إلى جانب تعليم الزوار الراغبين في ذلك 5 حرف (الخوص والغزل والسدو والبراقع والتلي).

وأضافت الهاملي:«يضم السوق العديد من المنتجات والحرف القديمة لإبراز التراث، ضمن أجواء تقرّب الزوار من النمط والطراز القديمين، من أكلات شعبية وأشغال يدوية وملابس تقليدية، لفتح المجال أمام تعلم الحرف في إطار الورش المفتوحة، التي تديرها مجموعة من الحرفيات، حيث تبرز الحرف والمنتجات المرتبطة بها دور المرأة الإماراتية، وما تقوم به منذ القدم، عبر الاستفادة من موارد الطبيعة وتحويلها إلى منتجات مفعمة بالجمال، ومنها الملابس والعطور والبخور ومواد الزينة وخياطة الملابس، وتجهيز العروس، وهي المهن التي برعت فيها المرأة، والتي كانت أيضاً تبرع في التداوي بالأعشاب، ناهيك عن محلات توفر التمور والملابس التقليدية، وغيرها من المنتجات التي شهدت تطوراً كبيراً، لكنها ظلت محافظة على طابعها التراثي وروحها الأصيلة، كما تعرض العديد من الدكاكين مجموعة كبيرة من التوابل والبهارات التي لا يخلو منها أي مطبخ إماراتي، لإضافة نكهات خاصة على الأكلات الشعبية، وتحسين مذاق الوجبات ومنحها شكلاً وطعماً صحياً خاصاً، ويتم تحضيرها في إطار عرض حي أمام الجمهور، حيث كانت المرأة تنتقي أنواعاً كثيرة من البهارات الخام، وتقوم بتنظيفها وغسلها وتجفيفها ودقها يدوياً، مما يحفظ مذاقها وجودتها، ويتم خلط هذه المكونات حسب ذوق كل سيدة، إلى جانب القهوة والتمور وغيرها من المنتجات المتنوعة حسب جغرافية الدولة وبيئاتها المختلفة.

وأشارت الهاملي إلى أن مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، تنظم مسابقة للطهي الشعبي تُحكِّمها 20 سيدة، تشهد إقبالاً كبيراً وتحظى بشهرة واسعة بين عشاق الطبخ من المجتمع المحلي، وتتضمن المنافسة في 8 أكلات، حيث اهتم الجناح، كعادته كل عام، بتنظيم مسابقة يومية في الأكلات الشعبية الإماراتية في فئات: الجامي، الممروسة، الخضيض، الذوابة، البزار، القرص، آجار، اليقط، بهدف التعريف بتقاليد الطهي الإماراتية وحفظها للأجيال المقبلة.

عطور
واحتلت العطور مكانة كبيرة لدى الإماراتيين منذ القدم، وارتبطت بحياتهم ارتباطاً وثيقاً، مما يدل على الذوق الرفيع والأناقة، وقد صنعت المرأة الإماراتية عطورها بنفسها، واستغلت ما توفر لديها من خامات لتصنع أجمل العطور، حيث يعرض السوق تشكيلة واسعة من العطور المصنعة يدوياً تشارك بها مجموعة من السيدات اللواتي ورثن صناعة العطور عن الجدات، ومن هذه العطور«المخمرية»، العطر الخاص بالشعر، والتي تتكون من المسك الأبيض والزعفران السائل، ودهن العود والصندل وغيرها من المواد، وأنواع من العطور الفرنسية، إلى جانب «العطر المخلط» وهو من العطور التي تشتمل على 7 أنواع عربية، منها العنبر والموثيا والزعفران ودهن العود والمسك السائل، إلى جانب تشكيلة كبيرة من البخور والدخون ودهن العود.

ومن المشاركات العصرية في سوق الوثبة، منتجات مصنع الخزنة للجلود، عبر مجموعة واسعة من الأحذية والحقائب والمفروشات المصنوعة من جلد الجمال، بحيث يقدم المحل مجموعة من الأحذية راقية مصنوعة من جلود الجمال، والمفروشات، حيث تعمل مجموعة من العلامات التجارية المتميزة باستخدام جلود مصنع الخزنة في الأثاث، وينتج المصنع مجموعة واسعة من جلود التنجيد عالية الكفاءة وحسب الطلب، أما الحقائب فإنه يوفر منتجات جلدية من حقائب وغيرها بسبب قابليتها للتنفس والتكيف مع درجات الحرارة المحيطة.

700 عنوان
من المُشاركات المميزة في سوق الوثبة هذه السنة مشاركة عائشة محمد بمكتبة تتضمن أكثر من 700 عنوان يتوزع بين الكتب الإماراتية التراثية والمترجمة وكتب للكبار والأطفال والروايات، موضحة أن مشاركتها جاءت لتثري المهرجان بطريقة مختلفة، وقالت إن قصتها مع الكتب بدأت من شغفها بالقراءة، حيث تقرأ في جميع الأجناس الأدبية، وحبها للقراءة توج بتأسيس صفحة على إنستجرام لعرض كتبها ومشاركة تجربتها مع الآخرين، وتتقاسم شغفها بالقراءة مع مجموعة من عشاق القراءة، لافتة إلى أن الكثير من القراء هم من أعطوها الدافع لجعل مشروعها يرى النور، حيث تشارك بمكتبتها في مهرجان الشيخ زايد.. وأشارت عائشة إلى أنها ترغب في مشاركة المعلومات مع الناس في الوقت الذي كانت تعرض فيه على إنستجرام كهاوية ثم كموزعة.

لى جانب الكم الكبير من المشغولات اليدوية التراثية والأدوات القديمة، تبرز صناعات عصرية منها ترصيع مختلف الأدوات بالكريستال الذي يزيدها فخامة، حيث قالت أمينة الزعابي، التي حولت هوايتها إلى حرفة، إنها كانت في البداية تعمل على ترصيع مجموعة من الأدوات لتزين بيتها، لكن الصديقات والمقربين الذين أعجبوا بأعمالها شجعوها على العمل واستثمار هذه الهواية، وبالفعل أصبحت تشارك في بعض المعارض ومنها مهرجان الشيخ زايد للتعريف بما تقوم به، مشيرة أن هذه الهواية المكلفة تتطلب الكثير من الوقت والصبر، وأوضحت أن ترصيع مختلف الأدوات بالكريستال يتطلب تقنيات خاصة ومراحل عديدة.

الرسم على القماش
رسومات ولوحات فنية على جلابيات وقمصان، من توقيع الطالبة اليازية الخوري، التي تشارك في المهرجان ضمن سوق الوثبة، أكدت أنها استطاعت أن تحول هوايتها إلى حرفة، وذلك بتشجيع من أفراد عائلتها وصديقاتها، موضحة أن المشاركة في المهرجان زادتها إشعاعاً، حيث باتت البضاعة التي تعرضها تنفذ في وقت وجيز، موضحة أنها لم تدخل معهداً أو تستفد من دورات للتعلم، وإنما تتمتع بهواية الرسم على القماش وحولتها عبر مجموعة من الأدوات إلى حرفة، وأكدت الطالبة التي تدرس هندسة صناعية مدنية بجامعة خليفة أنها تتوفر على معمل صغير يتوفر على مجموعة من الأدوات لتنفيذ هذه اللوحات، وأشارت أنها ترسم للعرض كما ترسم تحت طلب الزبائن.

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد