دائرة «الثقافة والسياحة» تطلق مبادرة «أبوظبي للفن العام»
أطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أحدث مبادراتها «أبوظبي للفن العام» في المجمع الثقافي، أول من أمس، بحضور معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وعدد من الفنانين والأدباء، وذلك سعياً إلى تعزيز إرث الإمارة العريق المتمثل في الاستثمار في الثقافة بما يرسخها في عقول ووجدان الأفراد والنسيج الحضري للمجتمع. وتخلل حفل الإطلاق كشف النقاب عن عمل فني إعلامي رقمي بعنوان: «موجة»، وهو من إبداع المجموعة الفنية «d›strict» في المجمع الثقافي في أبوظبي. وعبر استخدام تقنية الوهم، تمت إعادة تركيب العمل الفني بشكل ثنائي الأبعاد مع إنشاء موجات ثلاثية الأبعاد متموجة بشكل متصاعد. علماً أنّه تم عرض هذا العمل لأول مرة على شاشة عملاقة في COEX K-Pop Square، سيؤول، كوريا الجنوبية.
وبرامج هذه المبادرة تعكس جوهر الهوية الثقافية للعاصمة، بما يرسخ الشعور بالانتماء وتعزيز الإبداع، ويتيح الفرصة أمام الجميع للمشاركة في البرامج الثقافية الجديدة، وذلك انطلاقاً من كونها حافزاً للإبداع والتعبير الفني في المجال العام، وتمثل جهود المشاركة المجتمعية جزءاً لا يتجزأ منها. وسيتم تخصيص استثمار بأكثر من 35 مليون دولار أميركي للمبادرة سنوياً لمواصلة رسالة دعم الصناعات الإبداعية بشكل عام من خلال الفن العام.
الهوية الثقافية
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تثري مبادرة أبوظبي للفن العام الحياة في العاصمة من خلال استقطاب الفنون العالمية، وإشراك أفراد المجتمع، ويعكس تأييدنا القوي ودعمنا للفن العام لدوره المهم في تسهيل إشراك المجتمع وتواصله، وإلهام الشعور بالفخر والاعتزاز والمسؤولية المدنية. ورغم أن الفن العام كان وما زال يمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية لمدينتنا ورسالتها، فإن مبادرة ‹أبوظبي للفن العام› ستسهم في تعزيز الإبداع والبنية التحتية الثقافية. وتواصل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي جهودها لتطوير وتنمية المنظومة الفنية ودعمها على الصعد كافة، وترسيخ مكانة أبوظبي عاصمة عالمية أولى للثقافة والفنون». وقال سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «أبوظبي للفن العام هي المنصة التي يلتقي فيها الإبداع والبنية التحتية المتكاملة. وتعكس هذه المبادرة التزامنا بتعزيز النسيج المجتمعي الحضري والثقافي للإمارة، وإدخال الفن في الحياة اليومية لأفراد المجتمع المحلي والزائر. نحن فخورون بمواصلة جهودنا لتمكين عاصمتنا ثقافياً من خلال تحويل المساحات إلى منصات إبداعية وجمالية فنية، ما يرسخ مكانة الإمارة المكان الأكثر ملاءمة للعيش والإبداع».
مشاريع رائدة
وجاء في كلمة ريتا عون، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «لطالما كان الفن العام جانباً من جوانب أبوظبي وينظر إليه في جميع أنحاء المدينة. ونحن الآن نعزز هذه الجهود في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ونبني عليها من أجل مستقبل أبوظبي. وتأتي مبادرة (أبوظبي للفن العام) بعد أن أكملنا جاهزيتنا الشاملة والبنية التحتية الثقافية لإقامة هذه المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجيتنا وأهدافنا لإمارة أبوظبي. ونحن على استعداد للإعلان عن مشاريعنا الفنية العامة الرائدة الجديدة التي تضمن أننا نقدم الفن لجمهورنا، وأنه سيكون له صدى عميق ومهم أولاً وقبل كل شيء في مجتمعنا.
ويُسهم (أبوظبي للفن العام) في الحفاظ على المساحات المعمارية والحضرية المهمة، وتعزيز قيمتها التاريخية والجمالية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية للمجتمع. ومن شأن ذلك أن يوسع طموحات مبادرة الحفاظ على التراث الحديث التابعة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والتي تحدد وتحمي وتحافظ على المواقع التي تروي الماضي القريب لدولة الإمارات العربية المتحدة».
وفي هذا السياق، قالت ريم فضة، مديرة المجمع الثقافي وبرامج أبوظبي الثقافية والقيّمة الفنية الشريكة لبينالي أبوظبي للفن العام: «يمثل المجتمع الركيزة الأساسية في مبادرة ‹أبوظبي للفن العام›. وسنصر على أن تسهم الأعمال التي يتم تكليف الفنانين بصنعها من أجل البينالي، في إحداث تحول حقيقي للأماكن بما يجعل صداها يتردد بين سكاننا بطريقة هادفة. وسيشارك مجتمع أبوظبي بفئاته المتعددة، بما في ذلك الفنانون، في عمليات التكليف وتطوير المشاريع المختلفة».
وبدورها، قالت جاليت إيلات، القيّمة الفنية الشريكة لبينالي أبوظبي للفن العام: «بعد أن عملت مع ريم في الماضي، يسعدني البدء في المشروع التنظيمي الجديد والطموح معاً. سيقوم البينالي بتكليف وعرض مجموعة نابضة بالحياة وشاملة ومتنوعة من أعمال الفنانين الراسخين في دولة الإمارات والمنطقة، مع مراعاة أيضاً مهمته المتمثلة في إشراك فنانين من جميع أنحاء العالم».
وستدير ريم فضة، مديرة المجمع الثقافي وبرامج أبوظبي الثقافية، والقيّمة الفنية المستقلة جاليت إيلات بينالي أبوظبي للفن العام الذي سيفتتح في نوفمبر 2024. وعملت القيّمتان الفنيتان معاً في السابق بين عامي 2006 و2009 على تنظيم المشروع متعدد الجوانب والحائز جوائز «مساحات فاصلة» في فلسطين وإسرائيل وألمانيا.
«منار أبوظبي»
من المشاريع الأخرى التي تشملها مبادرة «منار أبوظبي»، وهي منصة فنية عامة تضم منحوتات فنية وأعمالاً فنية تركيبية مضيئة في جزر وأشجار القرم في أبوظبي. وسينطلق المشاهدون في رحلة مائية غامرة واكتشاف الأعمال الفنية من منظور جديد. ويربط المعرض بين شواطئ الجزر المختلفة ويحتفي بجمال أبوظبي الطبيعي. وستتنوع الأعمال الفنية من الإسقاطات الضوئية والمنحوتات والأعمال الفنية التركيبية إلى العروض الأدائية التي تخلق مظهراً سريالياً وسحرياً للمناظر الطبيعية المحيطة.
وتتميز مبادرة «أبوظبي للفن العام» بسلسلة من التكليفات الفنية السنوية المباشرة عبر معالم الإمارة، تشمل الأنفاق والدوارات والجسور والحدائق، وغيرها من الأماكن العامة. ومن خلال إشراك الفنانين لابتكار مساهمات دائمة أو مؤقتة، فإنهم سيستلهمون تكليفات أعمالهم من السمات المميزة للمدينة، وتسليط الضوء على تراثها الحديث ومناظرها الطبيعية، بما يعزز رحلة الجمهور اليومية، وجعل أبوظبي وجهة ثقافية مميزة لها هويتها الخاصة والمتفردة.
التعليقات مغلقة.