خطة اغتيال “الزعيم”.. كيف نجا الفنان عادل إمام من رصاص الإرهابيين؟

في حين كان الإرهاب يحاول مد جذوره في القاهرة تسعينيات القرن الماضي، فإنه واجه موجة من النبذ والمحاربة، على الأصعدة كافة، وكان بين من تصدوا له في الجانب الفني النجم، عادل إمام.

ولم تحتمل الجماعة الإرهابية في مصر سماع صوت أي مخالف لها، حتى لو كان صدحًا فنيًا، لتقرر إنهاء حياة كل من يخالفها.

كان الدور على “الزعيم”، الذي كاد أن يفقد حياته، بعدما بدأت الجماعة الإرهابية وضع خططها لاغتياله.

لماذا عادل إمام؟

اعتبرت الجماعة الإرهابية، عادل إمام كافرًا، لما صدر عنه من مواقف متعاقبة تخالف منهجها وتبرز تطرف فكرها.

وبحسب ما قاله أحد أعضاءها السابقين، محمد كروم، خلال لقاء مع “العربية”، فإن عادل إمام تصدى للجماعات الإرهابية بجرأة، حتى سعت القيادات إلى جعله عبرة لغيره، خاصة بعدما طرح فيلمه “الإرهابي”.

كما أن علاقة الزعيم بفرج فودة، كانت بين الدوافع التي وضعته موضع عداء مع الجماعات المتطرفة والإرهابية، خاصة مع نية إمام الانضمام لحزب المستقبل الذي أسسه فودة، حتى اعتبر الإرهابيون عادل إمام من “أشد أعداء الإسلام”.

تكليف من عبود الزمر

تلقى “محمد كروم” أمر تنفيذ اغتيال عادل إمام من القيادي الإرهابي عبود الزمر، بشكل مباشر، حين كان يزور والده الذي كان مرافقًا للزمر في نفس السجن.

وقال كروم: التكليف بقتل عادل إمام جاءني مباشرة من القيادي عبود الزمر، وكنت منتميًا للجماعة الإرهابية التي كانت تحت قيادته قبل دخوله السجن.

وتابع: التقيت بعبود ونقلت رغبة أعضاء الجماعة في قتل مفتي الجمهورية حينها، لكنه قال لي اقتلوا عادل إمام ولا تسألوني في أي حاجة.

تفاصيل الخطة

على مدار أشهر، بدأ أعضاء الجماعة الإرهابية ممن كلفوا باغتيال عادل إمام، وضع خطتهم الدقيقة لتنفيذ مرادهم.

وبحسب أحد أعضاء الفريق المكلف بتلك العملية، فإن الخطة تضمنت مراقبة مسرح الهرم الذي كان “الزعيم” يرتاده للعمل، ومراقبة عادل إمام نفسه ومعرفة خط سيره بالتفصيل، ورصد توقيتات تحركاته، لقتله داخل المسرح.

فشل المخطط

لكن خطة الجماعة الإرهابية انتهت بالفشل بحسب رواية “كروم”، فبعدما راقبوا تحركات عادل إمام، وبدأوا سعيهم لاستهدافه داخل المسرح أثناء تقديمه عروض مسرحية “الزعيم”، تفاجؤوا بحراسة أمنية مشددة حوله.

ومع التحريات التي كان الأمن المصري يقوم بها، انتهى المخطط الإرهابي لقتل عادل إمام بالفشل، مع إلقاء القبض على الإرهابيين بعد وقت طويل من التخطيط بسبب نشاطهم في قضايا أخرى.