خبراء ماليون: سوق دبي يواصل تحقيق الأرقام القياسية
أكد خبراء ومحللو أسواق مال أن سوق دبي المالي يواصل تحقيق الأرقام القياسية من حيث نسب الارتفاعات الإجمالية، معربين عن ثقتهم بأنه قادر على المحافظة على هذا الأداء حتى نهاية العام الجاري.
إن السوق حقق أداءً تاريخياً متميزاً ونمواً مستمراً ومستداماً، من خلال تسجيل أرقام قياسية شهراً تلو الآخر منذ مطلع العام الجاري، في وقت شهدت فيه الاكتتابات الأولية بدبي طلباً استثنائياً في العامين الأخيرين، مع ارتفاع أرباح وتوزيعات الشركات ونشاط اقتصاد الإمارة وتوافد المستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وتوقع الخبراء مواصلة السوق تحقيق قفزات سعرية خلال الفترة المقبلة، بفضل عوامل عديدة تتفرد بها الإمارة.
وحقق سوق دبي المالي أفضل أداء منذ مطلع 2023 على مستوى بورصات دول مجلس التعاون الخليجي والعربية، مدعوماً بمكاسب قوية للأسهم المُدرجة، وزيادة الطلب من جانب المستثمرين الدوليين، إضافة إلى الإدراجات الجديدة.
من جهته، قال فيجاي فاليشا، رئيس قسم الاستثمار في «سنشري فاينانشال»: إن المؤشر العام لسوق دبي المالي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 8 سنوات بعد أن تجاوز مستوى 4100 نقطة، أخيراً، مواصلاً مكاسبه منذ مطلع العام الجاري إلى نحو 22.9 %، وبذلك تفوق سوق دبي على مؤشر «ستاندرد آند بورز»، الذي ارتفع بنسبة تقريبية قدرها 16.03 % حتى الآن.
وأكد أن الانتعاش العقاري في الإمارة، إضافة إلى قوتها الاقتصادية، هما المسؤولان بشكل كبير عن هذا الإنجاز الرائع.
وأضاف: «جذب سوق دبي 25699 مستثمراً جديداً في النصف الأول 2023، منهم 74 % من المستثمرين الأجانب، وتجاوزت القيمة السوقية للمؤشر حتى الآن حاجز 690 مليار درهم».
وتابع: «ساعد في ذلك إصلاحات الاقتصاد في المنطقة، وعلى وجه الخصوص خفض الرسوم المستحقة على المشتريات الأجنبية، والسماح للأجانب بامتلاك حصة بـ100 % في الشركات المدرجة في الإمارات».
وأوضح أن سوق دبي قدم أداءً مالياً استثنائياً في النصف الأول 2023، وارتفعت الإيرادات بـ 31 % مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 215.2 مليون درهم، وقاد قطاعا الخدمات العامة والصناعة الارتفاع في السوق.
وتوقع فيجاي فاليشا أن يستمر زخم نمو بورصة دبي طوال النصف الثاني 2023 وما بعده بفضل اقتصادها المتين وسياساتها المرنة للأعمال، علاوة على ذلك، تعمل مبادرات التنويع الاقتصادي في الإمارات على تقليل اعتماد المنطقة على إيرادات النفط والغاز، وتسهم في تطوير قطاعات أخرى، مثل الطاقة المتجددة والسياحة، مع تمكين الابتكارات التكنولوجية المستقبلية، وقد أدى ذلك إلى تعزيز جاذبية المنطقة بوصفها مركزاً إقليمياً وعالمياً للأعمال والتجارة والتكنولوجيا.
ولفت إلى أن حكومة دبي تقوم بتنفيذ إجراءات لزيادة جاذبية سوق دبي داخل الإمارات وخارجها، حيث يتم بذل جهود لتحسين البنية التحتية التجارية في دبي من خلال إدخال منصات ومنتجات وخدمات جديدة، فضلاً عن أن اندماج الإمارات مع الاقتصاد العالمي يمهد الطريق أمام النمو المستدام من خلال تعزيز تنويع القطاعات والقدرة التنافسية العامة.
وتوقع أن تدعم الأنشطة العامة للاكتتاب في الأسهم النمو المستقبلي لسوق دبي على مدى الأرباع المقبلة، وهذا واضح من خلال قائمة الإدراجات الجديدة، مثل الأنصاري وديوا وسالك وتعاونية الاتحاد، إذ أسهمت بشكل كبير في زخم السوق هذا العام.
انتعاش اقتصادي
في السياق نفسه، أكد هاني أبوعاقلة، كبير محللي الأسواق في «XTB MENA»، أن سوق دبي المالي واصل الأداء القوي مع استمرار الاقتصاد المحلي في الازدهار، وانتعاش اقتصاد دبي بقوة منذ فترة الجائحة، واستمر في النمو هذا العام؛ ما دعم سوق الأسهم المحلي.
وقال أبوعاقلة: «تساعد المبادرات الاقتصادية المحلية في تقوية هذه الدفعة الإيجابية. إضافة إلى ذلك يمكن أن تغذي اكتتابات عامة أولية جديدة طلب المستثمرين المحليين والدوليين على الأسهم المحلية».
وتوقع أن يدعم الاقتصاد المحلي القوي القطاع المصرفي، الذي لا يزال يشهد نمواً في أحجام القروض ويحقق نتائج قوية، مع استمرار أسعار الفائدة المرتفعة في تعزيز أرباح البنوك، كما توقع أن يشهد القطاع العقاري أيضاً إمكانات قوية بفضل ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية والمكاتب في الإمارة، حيث تمكنت دبي من الحفاظ على جاذبيتها أمام الشركات والأفراد على نطاق عالمي.
التعليقات مغلقة.