خبراء شركة «آرثر دي ليتل»: بنوك الإمارات قادرة على الاستفادة من طفرة الاستثمار الأخضر
توقع خبراء في شركة «آرثر دي ليتل» للاستشارات الإدارية نمو حجم الاستثمارات الخضراء في الإمارات، وذلك بفضل البنية التشريعية في الإمارات، مؤكدين أن قطاع البنوك في الدولة قادر على الاستفادة من الطفرة الحاصلة عالمياً في قطاع الاستثمارات الخضراء، خصوصاً بعد جائحة كورونا وأجندات التغير المناخي في العالم، وذلك من خلال تمويل مشاريع الاستثمارات الخضراء في مراحلها المختلفة.
وأشار الخبراء خلال مؤتمر افتراضي للشركة لتسليط الضوء على تقرير «واقع الاستثمارات الخضراء في مرحلة ما بعد الوباء» إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب بذل جهود من قبل البنوك لفهم طبيعة الاستثمار الأخضر ومعايير ومبادئ الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، مشيرين في المقابل إلى ضرورة أن تبدأ الشركات الراغبة في الاستثمار الأخضر في رصد وتوفير بيانات خاصة بأدائها «الأخضر» ما سيعزّز فرصها في الحصول على التمويل اللازم للبدء والتوسع بأنشطتها.
وقال دانيال غولد الشرك في آرثر دي ليتل خلال مؤتمر افتراضي للشركة في دبي أمس إن إطلاق سوق دبي المالي المؤشر الأول من نوعه للحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية في أبريل من العام الماضي يعزز تنافسية دبي والإمارات في جذب المزيد من الاستثمارات الخضراء ويهيئ الإطار التشريعي اللازم لنمو تلك الاستثمارات، ويرسل رسالة للعام مفادها أن المزيد من الشركات باتت أكثر إدراكاً لأهمية تلك الاستثمارات.
واعتمدت أكثر من 100 دولة بما فيها الصين تحييد انبعاثاتها من الكربون بحلول 2050، فيما يتوقع أن يخلق قطاع الطاقة الخضراء 8 فرص وظيفية مقابل 3 فرص وظيفية لقطاع الطاقة الأحفورية.
وأوضح عدنان مرحبا، شريك ومسؤول قطاع الطاقة في «آرثر دي ليتل» الشرق الأوسط والهند إن الجهود التي بذلتها وتبذلها الإمارات في تطوير مشاريع ومبادرات الاستثمارات الخضراء تواصل تحقيق نتائج إيجابية، وتعتبر مثلاً عالمياً يحتذى، منوهاً بخطط الدولة بتوفير 50% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، بالاعتماد على مساهمات الطاقة النووية والشمسية، وإبرام شركة مبادلة للاستثمار (مبادلة) وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة القابضة – ADQ أخيراً مذكرة تفاهم لتأسيس ائتلاف أبوظبي للهيدروجين، لترسيخ مكانة أبوظبي كمُصدّر موثوق به للهيدروجين الأزرق والرمادي والأخضر والوردي للأسواق الدولية بالإضافة إلى توحيد الجهود لبناء اقتصاد هيدروجين متين في دولة الإمارات.
3 ركائز
وأشار التقرير إلى أن تحقيق النجاح في المنظومة البيئية الناشئة يعتمد على ثلاث ركائز أساسية وهي التكنولوجيا المتطورة التي تعتمد عليها الحلول المتقدمة بشكل رئيسي، وتوسع ونمو القدرات لخلق قيمة دائمة، وتوظيف رأس المال لضمان استدامة التنمية على نحو سريع وفعّال. وبشكل ملحوظ، كانت هذه الدورة بعيدة كل البُعد عن الحالة المثالية في فترة ما قبل الجائحة، لكن الشركات الرائدة والرئيسة تُجري حالياً عمليات إعادة تقييم شاملة وتتبع استراتيجيات جديدة أو محسّنة للمضي قدماً وتحقيق نجاحات مستدامة خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف مرحبا: «دفعت التحولات الأخيرة الناجمة عن الوباء الحكومات والشركات والمستثمرين لإعادة ترتيب أولوياتهم، ونشهد حالياً ظهور توجهات ومحركات جديدة للنمو الأخضر. وتستكشف الحكومات استراتيجيات الاستثمارات الخضراء مع تخطيطها للانتقال إلى عصر جديد من الاقتصادات الأكثر استدامة، وفي الوقت ذاته، يعمل المستثمرون على تطوير استراتيجياتهم من خلال أهداف الاستدامة، كما تخصص شركات الأسهم الخاصة المزيد من الأموال مع الحرص على مراقبة البصمة الكربونية للشركات التي تتعاون معها. وكل هذه علامات مشجعة، لا سّيما مع العديد من الأمثلة والمبادرات الناجحة التي تشير إلى بوادر تحول إيجابي طويل الأجل سيشهده الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة».
واختتم مرحبا بالقول: «هناك شيء آخر من المتوقع أن يصبح أكثر وضوحاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم، ويتمثل في تجدد شهية المستثمرين لتسريع وتيرة المبادرات الخضراء. ومن هنا تبرز أهمية «التحول نحو الاستثمارات الخضراء»- نظراً إلى أن الشركات بدأت تتجه نحو استكشاف المشاريع التحولية الكبرى، وإعادة تحديد أدوارها ضمن المنظومة الاستثمارية، هذا إلى جانب الدخول في شراكات جديدة للوفاء بالالتزامات الخضراء والتأكد من تحقيق التحولات المطلوبة. ويوضح تقريرنا الأخير كيف يمكن لكل طرف التحرك بشكل استراتيجي لضمان النجاح، ونحن على يقين من أن السنوات المقبلة ستشهد توجهاً متزايداً نحو الاستثمارات الخضراء مع نتائج إيجابية لم يسبق لها مثيل».
التعليقات مغلقة.