خبراء اقتصاديون يؤكدون مواصلة اعتماد العالم على المعادن النادرة التي تنتجها الصين لفترة طويلة
توقع خبراء أوروبيون استمرار اعتماد العالم على المعادن التي تنتجها الصين لفترة طويلة، بالرغم من مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التنقيب في أوكرانيا أو جرينلاند عن المعادن النادرة اللازمة لبطاريات السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة الحديثة، وبالتالي كسر هيمنة بكين على هذا المجال.
وأبرزت دراسة أجرتها وكالة المواد الخام الألمانية (ديرا)، وكشفت نتائجها اليوم، أن جميع الشركات التي تقوم حاليا بتعدين أو معالجة المعادن النادرة تعاني من مشكلات اقتصادية بما في ذلك شركات في الصين، موضحة أن هذا يجعل من الصعب التنقيب عن مخزونات جديدة في بلدان أخرى، نظرا لأن البنية التحتية اللازمة لاستخراج ومعالجة هذه المواد غالبا ما تكون غير متوفرة خارج الصين.
وتوقعت ارتفاع الطلب على المعادن النادرة التي تستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية وطواحين الهواء بشكل كبير في المستقبل، لافتة إلى أنه لا يزال هناك القليل من الأدلة على ذلك في السوق، فضلا عن مواجهة مشاريع التنقيب الجديدة خارج الصين صعوبات من حيث الجدوى الاقتصادية.
وأكدت أن هذه المعادن لا تزال تأتي بنسبة 100% من الصين حيث يجرى استخراجها أو على الأقل تكريرها، معربة عن انتقادها لهذا الأمر بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بما يسمى بالمعادن النادرة الثقيلة التي تستخدم ليس فقط في تصنيع السيارات، بل أيضا في صناعة الأسلحة الأمريكية.
ووفقا للخبراء الاقتصاديين المشاركين في الدراسة، قد يكون هذا أحد أسباب اهتمام ترامب بجرينلاند التي تمتلك أكبر مخزونات من المعادن النادرة الثقيلة في العالم، لكن لم يتم التنقيب عنها حتى الآن، حيث توقف مشروع المعادن النادرة المدعوم من الصين في هذه الجزيرة بعد أن حظرت حكومتها تعدين اليورانيوم في عام 2021.
ويضع الاقتصاديون والخبراء آمالا أكبر على تعدين المعادن النادرة في أستراليا، حيث أعلنت عدة شركات عن نيتها استخراج معادن نادرة ثقيلة من الخامات الأسترالية إما مباشرة في أستراليا وإما في ماليزيا أو الولايات المتحدة، ويرون أنه على الرغم من الكميات الصغيرة فقط المسموح لها بدخول السوق العالمية، إلا أن هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من اعتماد الغرب على الصين في الحصول على هذه المواد الخام الخاصة للغاية.
وقد استحوذت الصين في عام 2023 على حوالي 60% من تعدين المعادن الأرضية النادرة في العالم، ووصلت حصتها من المعالجة الإضافية إلى 93%.
التعليقات مغلقة.