حلول التنقل الذكي والمركبات ذاتية القيادة: نحو مستقبل أكثر أماناً وكفاءة في الإمارات العربية المتحدة والمنطقة

تشير أحدث الاتجاهات في السوق لعام 2024 إلى تقدم ملحوظ في مشهد التنقل والنقل في المنطقة. ومع الانتشار الكبير الذي تشهده حلول السفر المتكاملة السلسة، أصبح التنقل كخدمة (MaaS) منظومة محورية تدمج طرق التنقل المختلفة في منصة واحدة يمكن الوصول إليها، مما يوفر حلول سفر شاملة بأقل قدر من التوقف. في الإمارات العربية المتحدة وحدها، تتصدر التطبيقات الفائقة، أو السوبر آب، مثل تطبيق يانغو Yango، هذا التحول. يقدّم تطبيق يانغو  Yangoتجارب سفر سلسة متعددة الوسائط تدفع سوق التنقل كخدمة في البلاد للنمو المطرد حيث من المتوقع أن تصل قيمته إلى 3.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029.

تعمل المركبات ذاتية القيادة والتنقل الذكي على إعادة تشكيل البنية التحتية الحضرية من خلال تعزيز السلامة والكفاءة وإمكانية الوصول إلى الخدمات بشكل كبير. من المتوقع أن تساهم المركبات ذاتية القيادة، وهي المركبات التي تعمل دون أي تدخل بشري، بتقليل الحوادث الناجمة عن الخطأ البشري، مما يجعل الطرق أكثر أماناً للجميع. وفقاً للتوقعات، سيكون هناك أكثر من مليون مركبة ذاتية القيادة في الشرق الأوسط بحلول عام 2035، حيث تهدف الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون 25% من جميع الرحلات في دبي ذاتية القيادة بحلول عام 2030.

وفي الوقت نفسه، تعمل مبادرات التنقل الذكي على دمج خيارات النقل المختلفة، مثل خدمات سيارات الأجرة، ووسائل النقل العام، وحلول الميل الأخير، مما يؤدي إلى بناء شبكة نقل سلسة ومتصلة. يساهم هذا التكامل بتعزيز التنقل الحضري وتسهيل الحركة ويسمح للمدن بالاستجابة بشكل أكثر فعالية لاحتياجات سكانها. تعمل هذه التطورات مجتمعة على تحويل البيئات الحضرية إلى مساحات أكثر أماناً وكفاءة.

دور الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تطوير تقنيات التنقل:

يبرز الدور المحوري للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في الارتقاء بالجيل القادم من حلول التنقل من خلال تقديم تحليلات تنبؤية دقيقة وتحسين المسار في الوقت الفعلي وإدارة الطلب بصورة ديناميكية. من المتوقع أن تساهم التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي بتقليل وقت توقف خدمات المركبات بنسبة 15% وخفض استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 20%. أما فيما يتعلق بسيارات الأجرة، فتباشر الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بتقييم ظروف المرور وتحسين المسارات، مما يعزز تجارب الركاب والسائقين. بالإضافة إلى ذلك، من المقدر أن يساهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 15 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مما يؤكد أهمية التنقل كقطاع رئيسي على مستوى العالم.

يعتبر جيتكس مركزاً عالمياً رئيسياً يلتقي فيه قادة الصناعة والشركات الناشئة والجهات الحكومية لعرض تقنيات التنقل الرائدة وتعزيز التعاون وتسهيل التواصل، كما أنه فرصة مثالية للشركات لإطلاق حلولها الجديدة. ومع توقع نمو سوق التنقل الذكي العالمي إلى 70 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، يعمل جيتكس كمنصة مهمة للشركات من جميع أنحاء العالم لاستعراض أبرز التطورات في الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة وأنظمة التنقل المتكاملة، مما يساهم في تشكيل مستقبل النقل.

تعتبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص محورية لتعزيز التنقل الحضري، حيث تجمع هذه الشراكات بين الموارد والخبرات والتكنولوجيا لتعزيز الابتكار. يعمل هذا التعاون على مواءمة البنية التحتية الحكومية والتشريعات التنظيمية مع تقنيات يانغو  Yangoالمتقدمة لرسم الخرائط وتأجير السيارات، وبالتالي تحسين التنقل والحركة ككل. على سبيل المثال، أطلقنا مؤخراً ​​خدمة متقدمة لحجز سيارات الأجرة بالتعاون مع مركز النقل المتكامل “أبوظبي للتنقل” التابع لدائرة البلديات والنقل. تدمج هذه الخدمة سيارات الأجرة في أبوظبي في تطبيق يانغو Yango، مما يسهل على السكان والسياح الوصول إلى مختلف وسائل النقل. مع أكثر من 1,500 سيارة أجرة مسجلة على التطبيق وأكثر من 8,000 رحلة مكتملة خلال المرحلة التجريبية، تجسد هذه المبادرة نجاح الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تحديث البنية التحتية للنقل.