حرفيات إماراتيات يقدمن صناعات يدوية تراثية في مهرجان «ليوا للرطب»

شاركت مجموعة من الإماراتيات في قسم الحرفيات بمهرجان ليوا للرطب بدورته الـ19، وعرضن خلال مشاركتهن مجموعة من الصناعات اليدوية التراثية التي حرصن على المحافظة عليها كي لا يطولها الاندثار، بل تمسكن بها وطورنها وفق الطرز الحضارية الحديثة، بما يتماشى من الذائقة العصرية.
«الزرابيل»
قالت شيخة حابس سيف المنصوري التي تحترف صناعة «الزرابيل»، وهي جوارب سميكة تحاك من شعر الماعز وتلبس في القدم: إنها تعلمت هذه الحرفة منذ طفولتها على يد والدتها وجدتها، مشيرة إلى أن «الزرابيل» كانت تحيكها نساء البادية قديماً قبل قيام اتحاد الإمارات من شعر الماعز بعد غسله وتجفيفه، باستخدام إبرة حياكة ذات حجم كبير، بينما تعكف النساء على حياكة الواحدة منها مدة تستغرق شهراً تقريباً، لافتة إلى أن هذه الجوارب كانت تستخدم قديماً بديلاً للأحذية نظراً لسماكتها وحياكتها بطريقة متقنة وتلبس أيام الصيف للوقاية من الحر أثناء السير على الرمال الحارقة، وتلبس في الشتاء للوقاية من برودة الطقس، وتكون بمقاسات مختلفة للرجال والنساء والأطفال. وتابعت: «على الرغم من حرصي على حياكة (الزرابيل) وفقاً للطريقة التقليدية المتعارف عليها عند النساء قديماً للمشاركة بها في المعارض والمهرجانات التراثية، إلا أني حرصتُ أيضاً على أن ادخل لمسة حداثية على حياكتها عبر استخدام خيوط الصوف ذات الألوان المختلفة، إلا أنها بنفس تصميم (الزرابيل) القديمة من ناحية الشكل، فيما أقدم ورشاً تدريبية للسيدات والفتيات الصغيرات في هذه الحرفة التقليدية الأصيلة».أمّا الحرفية الإماراتية زهرة حسن جاسم، فحوّلت التطريز اليدوي على الشيلة المنقدة إلى أشكال هندسية حديثة غاية في الدقة والاحتراف عبر استخدامها لخوص التلي الذهبي والفضي على الخامات التي تعرف بـ «التور»، وهو غطاء رأس شبكي ناعم يصنع من قماش مخرم شفاف، مشيرة إلى أنها احترفت التطريز على الشيل أو الأغطية التي تضعها المرأة الإماراتية على رأسها في الاحتفالات والأفراح قديماً؛ لذا حرصت على تعلم فنونها وفق النمط الدارج الذي يشمل الشيلة المطرزة بخيوط الفضة أو بـ «خوص التلي» التي يستغرق العمل على إنجازها نحو شهر ويصل سعرها إلى 300 درهم.
غزل الصوف
أما بخيتة محمد سيف المزروعي، فهي من الحرفيات الماهرات، إذّ تعكف على غزل الصوف منذ أعوام طويلة، وتتفنن في غزله بمختلف الألوان. تعمل في هذه الحرفة بشغف وتُعلم الصغار وتجذب الكبار وزوار المهرجانات التراثية لمتابعتها في كيفية غزل الصوف بحرفية ومهارة، إذ تعلمت هذه المهنة منذ طفولتها على يد أمها وجدتها، حيث كانت تجتمع فتيات الفريج الواحد في بيت إحداهن لمساعدتها في غسل صوف الأغنام، ومن ثم غزله وحياكته.
المرأة قديماً كانت تسجل حضوراً كبيراً بعملها في الحرف اليدوية، التي تسهم من خلالها في توفير مسكن للأسرة من خلال غزل خيوط الصوف، ومن ثم حياكة بيوت الشعر الذي يعتبر المسكن الرئيس للأسرة، الذي تستغرق حياكته أشهراً عدة في البيئة البدوية.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد