“جريك سيتي تايمز”.. أردوغان يخطط لإنشاء دولة تركيا الكبرى وواشطن وبرلين يتجاهلان الأمر

انتقدت صحيفة “جريك سيتي تايمز” اليونانية، الدعم الذي تقدمه ألمانيا والولايات المتحدة إلى تركيا بينما يواصل الرئيس رجب طيب أردوغان تهديداته لأثينا وغيرها من الدول إلى جانب أنشطته في منطقة شرق المتوسط.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الخميس، إنه في الوقت الذي يتباهى فيه أحد منظري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإنشاء دولة تركيا الكبرى التي تضم شمال اليونان وجزر بحر إيجة الشرقية، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وألمانيا دعم حلفائهم الأتراك في عدوانهم على اليونان.
وأشارت الصحيفة إلى أن متين كولونك وهو منظّر لأردوغان وعضو في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم دعا لشن حملة أكبر تشمل إقامة “تركيا الكبرى” التي من المفترض أن تضم مناطق واسعة من شمال اليونان وجزر بحر إيجة الشرقية، ونصف بلغاريا وقبرص وأرمينيا بالكامل، ومناطق واسعة من جورجيا إلى جانب العراق وسوريا.
وأشاد كولونك في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع تويتر، بانتصار السلاجقة على الإمبراطورية البيزنطية في معركة ملاذكرد عام 1071 م والذي سمح للأتراك الآسيويين بدخول الأناضول لأول مرة في التاريخ.
وأشارت الصحيفة وفقا للنائب التركي إلى أن أنقرة دخلت القرن الحادي والعشرين بخطوات كبيرة بروح عام 1071م، وهي تتقدم بخطوات كبيرة، واليوم عادت مرة أخرى إلى الصحوة من جديد بعد أن كانت نائمة منذ عام 1938م، وانفتاحها الآن على سوريا والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا بروح عام 1071م.
وقالت “جريك سيتي” إنه من خلال “روح 1071م”، اعترف كولونك فعليًا بأن تركيا تهدف إلى غزو سوريا والبحر الأبيض المتوسط وإفريقيا عسكريا والسيطرة عليها.
وفي تغريداته قال عضو البرلمان التركي: “أحفاد من هؤلاء الذين يعتقدون أنهم سيخرجوننا من الأناضول ويحاولون إخراجنا من البحر الأبيض المتوسط اليوم، ليس لديك شك في أنهم سيهزمون في البحر الأبيض المتوسط، فروح انتصار ملاذكرد ما زالت حية”.
وأرفق النائب التركي تغريداته بخريطة لتركيا الكبرى تظهر شمال اليونان وجزر بحر إيجة الشرقية التي تحتلها تركيا.
وقالت الصحيفة اليونانية إنه رغم الإعلان الصريح عن العدوان ضد اليونان من قبل منظّر أردوغان، الذي ينتمي إلى نفس الحزب السياسي يواصل ترامب وألمانيا دعم حلفائهما الأتراك من خلال استرضاء أنقرة، مشيرة إلى أن ترامب أشاد بأردوغان مرة أخرى قبل يومين، وهذه المرة في حدث مع قس أمريكي سُجن بشكل غير قانوني واحتُجز كرهينة في تركيا لأكثر من عامين.
وقال ترامب للقس أندرو برونسون الذي كان يواجه عقودًا في سجن تركي بأوامر من أردوغان: “يجب أن أقول إنه بالنسبة لي كان الرئيس أردوغان جيدًا جدًا”.

وسبق ذلك وصف مستشار الأمن القومي السابق لترامب جون بولتون علاقة ترامب بأردوغان بأنها “علاقة صداقة”.
من جانبه أجرى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس محادثة هاتفية مع ترامب مساء الأربعاء، حيث طلب ترامب فقط تهدئة التصعيد كما لو كانت اليونان مسؤولة جزئيًا أو بشكل متساوي عن الأعمال العدوانية التركية.
وإلى جانب ذلك هدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليونان باستخدام القوة وقال إن رد تركيا لن يكون عرضيًا، بل تصرفًا مباشرًا دون تردد، وذلك في تصريحات صحفية مشتركة مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال وجوده بانقرة الذي حاول التوسط فقط بالدعوة للحوار على الرغم من تهديد حليفه التركي مباشرة لليونان المجاورة له.
وقالت الصحيفة اليونانية إن ألمانيا حليفة منذ قرون طويلة مع الأتراك، ولهذا السبب فهي غير مستعدة تمامًا لفرض عقوبات على تركيا على الرغم من تهديداتها المستمرة ضد اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي وانتهاكاتها اليومية للمجال الجوي والبحري لليونان.
وأعربت الصحيفة عن أسفها، مشيرة إلى أنه رغم كل هذه الاستفزازات، والحشد العسكري والنداءات مفتوحة لتوسيع حدود تركيا لتشمل اليونان، إلا أن ترامب وألمانيا يرردان فقط شعار “الحوار”، فهم غير مستعدين لإلقاء اللوم علنًا أو إدانة حلفائهم الأتراك، بل إنه يعتبرون أن اليونان مسؤولة على قدم المساواة عن التوترات في شرق البحر المتوسط بينما تحمي تركيا من العقوبات أو غيرها من الأساليب لاحتواء عدوانها والدعوات المفتوحة للحرب ضد اليونان.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد