“جدري القرود” يزحف ويسبب حالة من الإستنفار الصحي حول العالم

أجرته/ رباب سعيد

مراسلة مجلة استثمارأت الإماراتية شؤون مصر وشمال إفريقيا

أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن فيروس جدري القرود وفرضت  حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي لثاني مرة خلال عامين، وذلك عقب امتداد تفشي الوباء الفيروسي من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة. ونتيجة للانتشار السريع لسلسة أكثر فتكا  والذي تم رصد ها في أربع دول أفريقية جديدة لم يسبق أن تأثرت به.  يأتي تسأل مهم عن مدى خطر تفشيه في أنحاء العالم……

ويثير تفشي جدري القرود الحالي القلق أكثر هذه المرة من التفشي السابق لأنه ينطوي على متحور جديد من المرض، يقول الخبراء إنه أكثر التحورات التي رأوها على الإطلاق.

وفي هذا السياق أكدت الدكتورة “بسمه سعيد” أخصائى الأمراض الجلدية والتجميل والليزر بطب القصر العيني “لمجلة استثمارات الإماراتية”

علي تشابه أعراض جدري القرود وجدري الماء  بشكل عام، يعتبر جدري القرود مرض خفيف الوطأة تصحبه أعراض أولية من بينها الحمى والصداع وآلام في العضلات وأوجاع في الظهر فضلاً عن الارتعاش والإرهاق الشديد يظهر والكثير من هذه الأعراض أيضاً لدى مرضى جدري الماء، يبقى تضخم الغدد الليمفاوية سمة تميز جدري القرود، بينما يغيب في عدوى جدري الماء.

وأشارت “سعيد” إلي فترة حضانة جدري القرود والتي تتراوح بين7 أيام و14 يوماً وفق “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” الأميركي (CDC).

وأن الإصابة بجدري القرود،تأتي  في غضون يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة بالحمى، يظهر على البشرة عادة طفح جلدي، يبدو في البداية أشبه ببثور جدري الماء. ولكن يمر الطفح الجلدي بمراحل مختلفة، إذ يتطور أولاً إلى حبيبات جلدية وفقاعات مملوءة بالسوائل والصديد قبل أن تتشكل على سطحها قشرة وتسقط.

وأضافت الدكتورة “بسمه سعيد ” أن  فيروس جدري القرود ينتقل من شخص إلى آخر
عن طريق   الملامسة المباشرة للطفح الجلدي أو القشور أو السوائل الخارجة من جسم شخص مصاب بجدري القرود.
أو  التعرض المباشر ولفترة طويلة “أكثر من أربع ساعات” للرذاذ التنفسي لشخص مصاب بجدري القرود ويشمل ذلك الإتصال الجنسي.
أو   استخدام ملابس أو ملاءات أو بطاطين أو أي أشياء أخرى لامست الطفح الجلدي أو سوائل جسم شخص مصاب بالفيروس.
كما   يمكن أن ينتقل فيروس جدري القرود من مرأة حامل مصابة إلى الجنين في بطنها.

أوضحت أخصائى الأمراض الجلدية والتجميل  أنه لتجنب الإصابة بفيروس جدري القرود أو نقله إلى الآخرين يجب تتبع بعض الخطوات الأتية ….

تجنب المخالطة اللصيقة مع أشخاص لديهم طفح جلدي يشبه الطفح الجلدي المصاحب لمرض جدري القرود.
وتجنب لمس أي ملابس أو ملاءات أو بطاطين أو غيرها من الأشياء كانت ملامسة لحيوان أو إنسان مصاب.    عزل المصابين بجدري القرود عن الأصحاء.
غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد ملامسة أي إنسان أو حيوان مصاب. إذا لم يتوفر الماء والصابون، فاستخدم معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول و تجنب ملامسة الحيوانات المشتبه في حملها للفيروس.

وتابعت  قد تساعد بعض لقاحات الجدري في الوقاية من جدري القرود، مثل لقاح ACAM2000  ولقاح جينيوس، يمكن استخدام هذه اللقاحات للوقاية من جدري القرود لأن الفيروس المسبب له قريب الصلة بفيروس الجدري.

ولفتت إلي أن في حال أصبت بجدري القرود، اعزل نفسك في غرفة منفصلة بعيدًا عن أفراد أسرتك وحيواناتك الأليفة حتى يختفي الطفح الجلدي والقشور.

لا يوجد علاج معين معتمد لجدري القرود، لكن قد يعالج الأطباء حالات جدري القرود ببعض الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة لعلاج الجدري.

وكانت وزارة الصحة أكدت أن فرص تفشي المرض محليًا في مصر منخفضة للغاية، وأنه لم يتم رصد أى حالات مصابة بجدري القرود داخل مصر.

 

خطورة الفيروس 

ومن ناحية أخري اعربت  الدكتورة “هدي مأمون شقفه” عن قلقها إلي” مجلة استثمارات الإماراتية  “لمدي خطورة جدري القرود

وأنها تكمن في المضاعفات الخطيرة ونقص المناعة. رغم أن هذه العدوى الفيروسية عادة ما تكون خفيفة، لكن قد تكون قاتلة في بعض الأحيان بسبب الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا مع ظهور بثور ممتلئة بالصديد وإن الذكر والأنثى معرضين للإصابة بالمرض  بنفس الدرجة، لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أن أغلب الوفيات في إفريقيا بسبب جدري القرود تتم في صفوف الاطفال.

كما أن أعراضه تشمل الحمى والصداع والطفح الجلدي. وأضافت “مأمون “أن هناك سلالتان رئيسيتان الأولى سلالة الكونغو، وهي أكثر خطورة إذ تصل نسبة الوفيات بها إلى 10 بالمئة. والأخرى هي سلالة غرب أفريقيا ويبلغ معدل الوفيات بها حوالي واحد بالمئة.

ودعت  ” مأمون ” إلى زيادة مستويات الاختبار للمساعدة في اكتشاف مستويات الفيروس. على غرار الأيام الأولى لفايروس كوفيد، كانت هناك فجوات كبيرة في المراقبة.”ربما أغلقت النافذة  بسرعة لوقف تفشي المرض في أوروبا والولايات المتحدة، ولكن لم يفت الأوان بعد لمنع جدري القرود من التسبب في أضرار جسيمة للبلدان الفقيرة التي تفتقر إلى الموارد اللازمة للتعامل معها”.

واضافت  هدي أن العلاج المستخدم أو الدواء أظهر نتائج أولية للتجربة و أن العقار المضاد للفيروسات “تيكوفيريمات” لم ينجح في تقليل مدة الآفات الجلدية لدى الأطفال والبالغين المصابين بالنوع الأول من جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأشارت أن تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشياً حاداً للفيروس مع الإبلاغ عن أكثر من 14000 حالة و524 حالة وفاة منذ بداية عام 2024. ولا تعد حالات تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية غير عادية، لكن رقم هذا العام يتطابق بالفعل مع إجمالي عام 2023 بأكمله، وتشمل الحالات في المقاطعات التي لم تتأثر سابقاًكما تم الإبلاغ عن حالات إصابة في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، وهي الدول المجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية حيث لم تحدث حالات من قبل.

الوقاية من اتساع انتشار الفيروس

أوضحت “هدي مأمون شقفه” أن الوقاية من اتساع نطاق انتشار جدري القردة عن طريق فرض قيود على تجارة الحيوانات، حيث قد يسهم تقييد عمليات نقل الثديات الإفريقية الصغيرة والقردة أو فرض حظر على نقلها إسهاما فعالا في إبطاء وتيرة اتساع نطاق انتشار الفيروس إلى خارج إفريقيا.

إلى جانب أنه يجب ألا تطعم الحيوانات المحبوسة ضد الجدري، بل ينبغي عزل تلك التي يحتمل أن تكون مصابة منها بعدوى المرض عن الحيوانات الأخرى ووضعها قيد الحجر الصحي فورا.

وينبغي وضع جميع الحيوانات التي قد تخالط أخرى مصابة بعدوى المرض قيد الحجر الصحي ومناولتها في إطار اتخاذ التحوطات المعيارية وملاحظتها في غضون 30 يوما من أجل الوقوف على أعراض إصابتها بجدري القردة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد