تقنيات صحية جديدة بالذكاء الاصطناعي في المستشفيات الحكومية بالدولة العام الجاري

تقدم مستشفيات حكومية في الدولة خدمات جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي العام الجاري.

ومن أبرز تلك الخدمات عمليات التنظير الداخلي لأمراض الجهاز الهضمي، وتحسين قراءة الاختبارات الشعاعية إضافة إلى أنظمة رقمية لمراقبة العلامات الحيوية ومستويات الأوكسجين في الدم للمرضى عن بعد، وإرسال الإنذارات والتنبيهات من الأجهزة الموصولة بأسرّة المرضى مباشرة إلى أجهزة نداء آلي يحملها فريق التمريض ما يؤدي إلى الاستجابة الفورية من قبل الفريق المؤهل في حال حدوث تغيير في أي من العلامات الحيوية أو مستويات الأوكسجين في الدم.
وبالتوازي مع ذلك، بدأت دوائر صحية وجهات حكومية مشغلة للقطاع الصحي وجامعات متخصصة في إجراء أبحاث علمية مع المستشفيات الصحية الميدانية لتعظيم دور الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة من أهمها تعزيز الصحة الرقمية وتطوير سبل استخدام تحاليل البيانات المتقدمة بشكل عام في القطاع الصحي، وتحسين الخبرات السريرية والارتقاء بتجربة المريض، واستكشاف وتقديم حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي في معالجة تحديات الرعاية الطبية الأساسية، والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية الموجهة للمريض، إضافة إلى استكمال مشروع الخارطة الجينية لمواطني الدولة.

عمليات التنظير
وكشف المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية الدكتور ماثيو جيتمان، أنه يجري استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي بعمليات التنظير الداخلي لأمراض الجهاز الهضمي، وتحسين قراءة الاختبارات الشعاعية بعد استخدام التقنية نفسها في برنامج الجراحة الروبوتية، مشيراً إلى أن لدى تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانات واعدة وأصبح التحقيق في أبعاد هذا الموضوع والقدرة على تطبيقه موضع اهتمام أساسي.

 

وأضاف: متحمسون للغاية حول إمكانيات الذكاء الاصطناعي المتاحة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية؛ حيث أسسنا مجموعة عمل متعددة التخصصات يقودها زملاؤنا في قسم الأشعة، غالباً، فهم كانوا أول من تبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي، موضحاً: «ما زلنا في مراحل التخطيط المبكرة للكيفية التي يُمكن بها لقدرات الذكاء الاصطناعي مساعدتنا في تحسين قراءة الاختبارات الشعاعية».

وذكر جيتمان: «نستكشف حالياً تطبيقات ذكاء اصطناعي أخرى تساعدنا في عمليات التنظير الداخلي لأمراض الجهاز الهضمي ومن خلال الهيكلية التي نعمل على تطويرها، سيحظى الذكاء الاصطناعي بأدوار هامة تشمل جميع التخصصات المختلفة داخل المستشفى، ولدينا في الوقت الحالي خطة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التنظير الداخلي، ومن المقرر البدء بتنفيذها خلال هذا في هذا العام».

وتابع «تواصل مدينة الشيخ شخبوط الطبية مساعيها لتقديم أحدث التقنيات المتوفرة للمرضى، والتي تساعد في تعزيز قدرتنا على التشخيص والعلاج فعلى سبيل المثال؛ بدأنا في العام الماضي برنامج الجراحة الروبوتية الخاص بنا، والذي برزت أهميته عبر التحسينات في تكنولوجيا الكمبيوتر التي تتيح لنا أداء مهامٍ لم يكن تحقيقها ممكناً بدون ذلك».

القدرة على التنبؤ

وقال المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية الدكتور ماثيو جيتمان أنه ما زالت قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ ببعض نواحي الرعاية الطبية غير واضحة لذلك هناك أساسيات مهمة مطلوبة لضمان الاستفادة منها، ويشمل ذلك مزيداً من التعلم والتعاون مع المؤسسات الأم، مشيراً إلى أهمية العمل مع «مايو كلينك»، على تشغيل «معمل الذكاء الاصطناعي»، والذي يتيح أخذ البيانات الأولية المخزنة لجميع مرضانا، والبدء في الاستقراء والتعلم تأسيساً على أهمية تلك البيانات الأولية في التنبؤ، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بما يتيح لنا تطبيقها بعد ذلك على المرضى الجدد.

وأضاف: سنركز خلال عام 2021 على تسريع تحولنا إلى مركز وجهة طبية عبر مواصلة إنشاء خطوط خدماتنا المختلفة، وتطبيق نموذج مدينة الشيخ شخبوط الطبية في الرعاية الصحية، وتحسين تجربة المريض اعتماداً على الجمع بين إرث «صحة» الغني بالكفاءات المحلية وخبرات «مايو كلينك» العريقة في تطوير جودة الخدمات الطبية، إلى جانب تعزيز البيئة الأكاديمية الملائمة للتعليم والأبحاث، سعياً لتحقيق الريادة في الابتكار الطبي على مستوى المنطقة، والمساهمة في الحركة العالمية المتواصلة نحو المعرفة والاكتشاف.
الأنظمة الملاحية
وذكرت المدير الطبي التنفيذي لمدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتورة نوال الكعبي أن الذكاء الاصطناعي يدخل في العديد من المجالات الطبية بمدينة الشيخ خليفة الطبية أبرزها المجال الجراحي، حيث يستخدم جراحو الأعصاب والأنف والأذن والحنجرة أنظمة ملاحية توظف التصوير المقطعي لتصميم شكل ثلاثي الأبعاد، وتستخدم مؤشراً لمعايرة النموذج مع حدود رأس المريض أو دماغه أو جيوبه الأنفية أو الأورام في المنطقة المحددة.

وأضافت الكعبي: «خلال الجراحة تعمل الأنظمة الملاحية على إرشاد الجراحين إلى المكان المنشود بدقة عالية وتساهم في تحديد مدى الجراحة وتوفر حماية للهياكل المحيطة من الإصابات البليغة»، مشيرة إلى استخدام جهاز الملاحة الجراحي الكهرومغناطيسي لجراحات الأعصاب: ميترونكس – ويستخدم للراشدين والأطفال في كل عمليات الدماغ وأورام الجهاز العصبي واستسقاء الدماغ.

وأوضحت أن أطباء المدينة الطبية يستخدمون أجهزة للمراقبة العصبية – مثل العصب الحنجري الراجع، أعصاب الوجه، العصب الحائر – وتستخدم في جراحات الرأس والعنق، واستئصال الغدة الدرقية، جراحات الغدة النكفية، جراحة الأعصاب، جراحة العمود الفقري ويجري التوسع في استخداماته، كما يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الطباعة ثلاثية الأبعاد للأطراف الاصطناعية بعد استئصال الأورام وعظام الجمجمة.

ولفتت الكعبي إلى أنه في مجال التمريض فإن مدينة الشيخ خليفة الطبية تدشن نظام «طمأنينة» للمراقبة المستمرة (Patient SafetyNet) في كافة غرف المرضى ضمن مشروع تعزيز سلامة المرضى في كافة العنابر سعياً للارتقاء وتحسين الخدمات المقدمة لمرضاها، وتماشياً مع الهدف الاستراتيجي لرؤية الإمارات الرامية لتوفير خدمات علاجية تضاهي أعلى المعايير العالمية.

وبينت أن نظام طمأنينة يعمل بتقنيات فائقة المستوى، حيث يتم استخدام أجهزة رقمية لمراقبة العلامات الحيوية ومستويات الأوكسجين في الدم للمرضى عن بعد وإرسال الإنذارات والتنبيهات من الأجهزة الموصولة بأسرّة المرضى مباشرة إلى أجهزة نداء آلي يحملها فريق التمريض، ما يؤدي إلى الاستجابة الفورية من قبل الفريق المؤهل في حال حدوث تغيير في أي من العلامات الحيوية أو مستويات الأوكسجين في الدم والتي تستوجب التدخل السريع.

مكافحة العدوى

وأفادت المديرة الطبية التنفيذية لمدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتورة نوال الكعبي بأن جهاز «الروبوت الذكي للتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية»، هو أحد حلول التكنولوجيا المتطورة التي تستخدمها المدينة للقضاء على الجراثيم والفيروسات كافة، ما يضمن تجربة آمنة للمرضى والكادر الطبي في جميع الأقسام والمرافق داخلها.

وأشارت إلى أن الروبوت ابتكار ثوري في عالم التعقيم الآمن، حيث لا تُستخدم فيه المواد الكيماوية التي قد تتسبب في أي أضرار، كما انه لا يترك وراءه أي بقايا للتعقيم، ويستخدم الروبوت 8 أضواء من الموجات القصيرة للأشعة فوق البنفسجية، ويوفر تغطية بزاوية 360 درجة ليتمكن من تعقيم كل الزوايا والاتجاهات، حيث يتم استخدامه حالياً في غرف المرضى والعمليات والممرات والمساحات الكبيرة، ويتسم بدرجة عالية من الأمان كونه مزود بأجهزة استشعار تحفز الروبوت على التوقف قبل الاقتراب من أي جسم منعا للاصطدام به.

إدارة الابتكار

وحسب نسخة محدثة من سياسات الابتكار الصحي لوزارة الصحة ووقاية المجتمع صادرة في أغسطس 2020 فإن سياسات الابتكار في القطاع تتضمن اشتراطات محددة وهي أن تكون موائمة مع رؤية الدولة الابتكارية وأجندتها التنفيذية، وتوفر أطر عمل ومبادئ توجيهية لتحديد أهداف إدارة الابتكار ومراجعتها وتحقيقها ورسم التوقعات لجميع ذوي المصلحة فيما يتعلق باستخدام نظام إدارة الأفكار وتوفير التدريب المستمر لرفع وعي الموظفين وكفاءتهم في مجال الابتكار والتطبيق والتحسين المستمر للابتكار في نطاق عملهم والالتزام بالتحسين المستمر لنظام إدارة الابتكار وتحقيق شراكات فعالة مع الجهات المعنية بالابتكار في الدولة.

وتتبنى استراتيجية وزارة الصحة ووقاية المجتمع للابتكار 2019-2021، أربعة محاور رئيسية هي الريادة في الرعاية الصحية، والبحث والتطوير، واستهداف مجتمع صحي، وعمليات وخدمات رائدة، كما تستند الاستراتيجية إلى 5 ممكنات تشمل رأس المال البشري لتطوير إمكانات الابتكار والبحوث، وإنشاء منصة لتبادل المعلومات، بالإضافة إلى تسهيل طرق صرف التمويل للابتكارات في المجال الصحي، والاستفادة القصوى من التطورات التكنولوجية المتقدمة، وبناء شراكات لدعم الابتكار والبحوث.

مختبر الذكاء الاصطناعي

وكشفت دائرة الصحة أبوظبي عن اعتزام مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لها التعاون مع مجالس الشباب بهدف تدريب وصقل مواهب الشباب لإدارة الابتكار وتبني أدوات العمل الجديدة لتلبية احتياجات المجتمع في مجال الرعاية الصحية.

وقالت الدائرة لـ«الرؤية» إن الموضوعات الصحية التي تطمح الدائرة إلى إشراك المبتكرين فيها في الفترة المقبلة وتشجيعهم للمساهمة فيها هي تعزيز الصحة الرقمية وتطوير سبل استخدام تحاليل البيانات المتقدمة بشكل عام في القطاع الصحي.

ولفتت الدائرة إلى أن هناك تنسيقاً بين الدائرة والجامعات لتشجيع الطلاب للمشاركة في مبادرات مختبر الذكاء الاصطناعي، حيث يعد العمل مع النظام الحيوي للابتكار في القطاع الصحي بأبوظبي هو ركيزة أساسية لدفع عجلة الابتكار في مجال الرعاية الصحية، كما يتم حالياً التعاون مع الشركاء والجامعات حول محاور أساسية أهمها الصحة الرقمية وذلك لإشراكهم في إيجاد حلول مبتكرة لتلبية الاحتياجات الصحية لسكان الإمارة.

الارتقاء بتجربة المريض
من جهتها، تتعاون شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» في الوقت الحالي مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لدمج استخدامات الذكاء الاصطناعي ضمن الرعاية الطبية المقدّمة، ولتحسين الخبرات السريرية والارتقاء بتجربة المريض.

وتهدف الجهتان في الفترة المقبلة إلى إجراء المشاريع البحثية التعاونية بين أطباء «صحة» وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة لاستكشاف وتقديم حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي في معالجة تحديات الرعاية الطبية الأساسية، والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية الموجهة للمريض.

الخارطة الجينية
وقال المتحدث الرسمي في «شركة جي 42 للرعاية الصحية» الدكتور أحمد العوضي إن الشركة تعمل على إنشاء خارطة جينية للمجتمع الإماراتي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، موضحاً أنه سيتم جمع العينات الخاصة بالتعرف على البصمة الجينية للمجتمع ومن ثم العمل عليها باستخدام أحدث التقنيات العالمية في البحث الجيني، ومن ثم التنبؤ بالأمراض ووضع خطط استباقية للوقاية منها وعلاجها.

وأشار العوضي إلى أن «مركز أوميكس للتميز» الذي يتبع الشركة هو أكبر منشآت العلوم البيولوجية في المنطقة وأكثرها تطوراً على المستوى التقني، والأتمتة، والقدرات الحاسوبية، والإنتاجية، كما يتمتع المركز بأعلى مستويات الأتمتة ضمن عمليات أخذ العينات وأرشفتها، إضافة إلى أضخم الموارد الحاسوبية في المنطقة على صعيد قوة المعالجة والتخزين.

الأبحاث العلمية
وذكرت أستاذ الصحة العامة تخصص الرعاية الصحية الأولية في كلية الخوارزمي الدولية الدكتورة ريهام قطب أن الجامعة تعزز جميع أنواع الأبحاث، خاصةً البحث العلمي التطبيقي في مجال العلوم الصحية والطبية حيث تضمن استراتيجية البحث الخاصة بكلية الخوارزمي الدولية مشاركة أعضاء هيئة التدريس والطلاب في أنشطة بحثية عالية الجودة تؤدي إلى نتائج بحثية أكثر تركيزاً ذات صلة بتخصصاتهم.

وأضافت: تم تحديد 4 محاور رئيسية للمواضيع البحثية في مجال الصحة والعلوم الطبية وهي تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى والوقاية من الأمراض المزمنة والمعدية ومكافحتها، والتقدم في التحاليل الطبية المخبرية، مشيرة إلى أن الكلية حرصت على تواجد مساق لمناهج البحث العلمي للعلوم الصحية في جميع برامج البكالوريوس للقسم والذي يُعد ويؤهل الطلاب للمشاركة الفعالة في البحث العلمي بالكلية.

مسابقات للطلبة
وأكد عميد كلية الهندسة بجامعة أبوظبي الدكتور حمدي الشيباني أن الجامعة تهتم بالمبادرات والبرامج الصحية التي تعنى بتوظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، لافتاً إلى أن الجامعة تطلق المبادرات والبرامج التي تشجع على الابتكار بما في ذلك مسابقة بحوث طلبة الجامعات السنوية التي قدم فيها الطلبة آلاف البحوث العلمية في مختلف المجالات وغيرها من البرامج البحثية، وأنجزت الجامعة أكثر من 500 بحث علمي منها بحوث طبية بمشاركة الطلبة من جميع كلياتها وفروعها الجامعية خلال العام الجاري.

وأضاف الشيباني أن جامعة أبوظبي توسع نطاق المشاركة الطلابية في مشروعات البحث العلمي في مختلف المجالات، وذلك من خلال توفير المرافق والمختبرات التي تمكنهم من تطبيق المعرفة التي يحصلون عليها في القاعات الدراسية على أرض الواقع.

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد