تشكيل فريق عمل ناجح ومؤثر: إيجابيات وسلبيات التعاقد الخارجي، العمل الحر، التعامل مع الوكالات، وموظفي الدوام الكامل
بقلم أناستازيا جولوفاتينكو، مديرة الحسابات في شيربا كوميونيكيشنز
عند تقديم النصائح للشركات الناشئة بشأن استراتيجيات التوسع خلال جلسات التوجيه التي نديرها مع مسرعات الأعمال، يتم طرح سؤال متكرر: ما هي الاستراتيجية الأمثل لتشكيل فريق العمل؟ وبما أن الرواتب الشهرية للموظفين تقع ضمن فئة أغلى التكاليف التي تتكبّدها الشركات الناشئة، يتساءل المؤسسون في كثير من الأحيان ما إذا كان من الأفضل عليهم توظيف فريق عمل بدوام كامل، التعهيد (التعاقد الخارجي)، أو الاعتماد على العمالة الحرة، خاصة في المراحل الأولى من مشاريعهم. الإجابة غالباً ليست خياراً دون آخر، فكل نهج يأتي مع اعتباراته الخاصة، ويجب أن تكون القرارات مخصصة بناءً على متطلبات واحتياجات كل شركة.
الخطوة الأولى: التخطيط
الاندفاع إلى التنفيذ دون التخطيط الكافي خطأ كبير. هل قمت بوضع مفهوم عملك؟ هل حددت الأسواق المستهدفة والقطاعات، وكوّنت صورة واضحة لأصحاب القرار الرئيسيين في تلك القطاعات؟ من المهم أيضاً تحديد الخدمات التي ستقدمها شركتك في البداية. لا تجعل هدفك يتمثل بسياسة “لنستهدف الجميع”، بل قم بالتركيز على المجالات والقطاعات التي ترى فيها فرصة مواتية لاكتساب العملاء. على الرغم من أن تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات قد يكون مفهوماً مغرياً، ينبغي أن تركّز على الخدمات التي تحظى بطلب كبير أو الخدمات الجديدة المميزة لإثارة الاهتمام. بعد تحليل شامل، ستتكوّن لديك رؤية عميقة، مما سيساعدك في فهم نوع الخبرات والتخصصات الضرورية لنمو عملك.
تشكيل فريق أحلامك: العمالة الحرة مقابل موظفي الدوام الكامل
على عكس الاعتقاد الشائع، ليس من الضروري أن يكون أول فريق توظفه في شركتك هو فريق خدمة العملاء، بل ينبغي أن يكون اهتمامك الرئيسي في اكتساب شركتك وجوداً مرئياً ومتميزاً أونلاين. قم بالاستثمار في تسويق إلكتروني متخصص بتحسين محركات البحث حيث سيساعد ذلك في تحقيق شركتك تصنيفاً عالياً على محركات البحث، بالإضافة إلى استقطاب العملاء المهمين لتنمية شركتك. كما يجب دائماً مراعاة طبيعة الدور عند التفكير في توظيف فريق عمل عن بعد مقابل التوظيف المحلي. قد لا تحتاج أدوار التكنولوجيا والتسويق الرقمي إلى خبرة محلية ويمكن تعهيدها لتوفير التكاليف دون المساس بالجودة. أما فريق خدمة العملاء فيجب أن يكون متواجداً محلياً، خاصة أعضاء الفريق القائمين على إدارة الحسابات ومساعدتك في الاحتفاظ بالعملاء الحاليين أو في جذب عملاء جدد. تتم أكثر من 70% من الصفقات في دبي، الإمارات العربية المتحدة، من خلال العلاقات، لذا تأكد من أن موظفيك الرئيسيين متواجدون محلياً. الأمر ذاته ينطبق عليك كمدير تنفيذي. لا تكن مديراً يدير شركته من سنغافورة أو سريلانكا، على سبيل المثال لا الحصر.
العمالة الحرة
الإيجابيات:
خبرات متخصصة: في كثير من الأحيان تمتلك القوى العاملة الحرة مهارات مميزة ومصقولة نتيجة عملهم على مشاريع متعددة.
التكلفة المناسبة: تكلفة التعاقد مع القوى العاملة الحرة مناسبة أكثر من تكلفة التعاقد مع موظفي الدوام الكامل.
مرونة التعاقد: قد تكون المشاريع قصيرة أو طويلة الأجل، أو إمكانية العمل على أساس كل مشروع على حدة، مما يوفر عامل المرونة.
السلبيات:
نشاط مستهلك للوقت: يتطلب توجيه العمل الحر بشكل صحيح الكثير من الوقت، بينما يمكن أن يتحكم العامل الحر غالباً بتحديد الجدول الزمني لتسليم النتائج.
الإدارة: قد تصعب عملية التنسيق مع وإدارة فرق العمالة الحرة، وقد يكون من الصعب جداً تشكيل فريق فعال.
السيطرة: من المحتمل أن يصبح العامل الحر منشغلاً بمشاريع أخرى، مما يجعل من الصعب ضمان تفضيل مشروعك ما لم تقدم أجراً أعلى.
موظفو الدوام الكامل
الإيجابيات:
تركيز مكرس: تتواءم أهداف موظفي الدوام الكامل مع مهمة وأهداف شركاتهم.
قنوات اتصال مباشرة: تسهّل ردود الفعل الفورية والاتصال السلس من إنجاز العمليات.
التحكم بالملكية الفكرية: مع الفريق الداخلي، يمكنك الاطمئنان وعدم القلق بشأن تسرب المعلومات. كما أن ملكية المواد المُنتجة تقع ضمن حقوق شركتك.
التكامل الثقافي: يتنفس موظفو الشركة ثقافة الشركة، مما يضمن ولاءهم لها.
السلبيات:
اعتبارات التكلفة: قد تضغط الرواتب والتأشيرات والفوائد والمصروفات على ميزانية الشركة.
تحديات التوسع: يمكن أن تتطلب المشاريع الجديدة توظيفاً مكثفاً. ومع ذلك، عند الانتهاء من المشاريع، قد تقل الحاجة إلى ذلك العدد من الموظفين فتواجه صعوبة بالغة في تسريحهم.
تحديات مجموعة المهارات: خبرة الفريق تقتصر على أعضائه الحاليين ما لم يتم توظيف متخصصين جدد.
متى يجب التفكير في الوكالات
يجب أن تعتمد قراراتك دائماً على الكفاءة والوقت والتكلفة. بدلاً من الاستثمار في فريق من المتخصصين، يمكنك الاستعانة بوكالة تقدم مجموعة شاملة من الخدمات. تقدّم الوكالات المحلية معرفة عميقة بالسوق واتصالات واسعة. غالباً ما تتبع فرق العمالة الحرة الصغيرة نهجاً استباقياً وتستطيع تقديم النتائج بسرعة أكبر من الفرق الدوام الكامل. علاوةً على ذلك، إنهاء التعامل مع الوكالات، إذا لزم الأمر، أسهل وأسرع من الطرق التقليدية للتوظيف.
الوكالات
الإيجابيات:
خبرة متنوعة: تضم الوكالات خبراء متنوعين، مما يوفر حلاً شاملاً
العمل بناءً على مؤشرات الأداء: يتم تنظيم عمل الوكالة على أساس الأداء، مما يضمن نتائج متسقة
فعالية من حيث التكلفة: قد يكلّف استقطاب الفريق بأكمله أقل أو نفس تكلفة توظيف مدير داخلي بنصف المهارات
العلاقات العامة: يمكن لفريق العلاقات العامة استبدال جزء كبير من قسم التسويق/العلاقات العامة
السلبيات:
التكلفة: تفرض الوكالات عالية المستوى أو كبيرة الحجم أسعاراً عالية
إمكانية الحصول على حلول عامة غير مخصصة: قد يؤدي اختيار وكالة علاقات عامة ذات خبرة أقل إلى تلقي حلاً عاماً بدلاً من استراتيجيات وحلول مخصصة.
وفقاً لاستبيان ديلويت العالمي للتعهيد لعام 2022، أشار 70% من المدراء المشاركين إلى أن التكلفة كانت السبب الرئيسي للتفكير بالحلول الخارجية. اليوم، على الرغم من أن خفض التكاليف يظل واحداً من أربعة أسباب رئيسية للاستعانة بشركاء خارجيين، إلا أنه يتأثر بعوامل أخرى مثل إمكانية الوصول إلى متخصصين على مستوى عالٍ من المهارات، والتحول في نماذج الأعمال والعمليات، والحاجة إلى مواكبة التكنولوجيا.
في هذا المشهد المتنوع لتأسيس شركة وفريق عمل، ليس هناك نهج واحد يناسب الجميع. أما بالنسبة للشركات الناشئة، فقد يكون النهج المتوازن الأمثل هو الاعتماد على العمالة الحرة في البداية ثم دمج الموظفين بدوام كامل تدريجياً. ولإدارة المهام المعقدة دون أن تثقل شركتك بعدد كبير من الموظفين، استند إلى خبرة الوكالات للحصول على خدمات سريعة. يساعد تبني نهج متنوع في الحفاظ على رشاقة ومرونة شركتك، مما يعطيك الفرصة للتركيز على دورك الرئيسي كقائد.
التعليقات مغلقة.