تشكيليات خليجيات: التراث يلهمنا لإعادة تشكيله بطريقة معاصرة

أكدت فنانات تشكيليات خليجيات ضرورة وجود هوية كعنوان لإبداع الفنان، وأشرن إلى أن الهوية ليست هي التراث أو العادات والتقاليد، مع أهمية ذلك في المساهمة في تكوين هذه الهوية، بل يمكن أن يلجأ الفنان إلى الماضي كمُلهم ليعيد تشكيله بطريقة معاصرة وغير مسبوقة في لوحاته وتضمينها الرسائل التي يريد الفنان إيصالها إلى مختلف شرائح المجتمع.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية (عن بُعد) عبر منصة «الشارقة تقرأ»، احتفاء بيوم المرأة العالمي الذي يوافق 8 مارس من كل عام، بمشاركة كل من الفنانات السعودية لولوة الحمود، والكويتية مي السعد، والإماراتية عزة القبيسي.

تجريد وغموض
استعرضت الفنانات التشكيليات في بداية الجلسة التي أدارتها الإعلامية عائشة الزعابي، انطلاقة مسيرتهن الفنية وتجاربهن في عالم الفن والرسم والتصميم، ومساهمتهن في الحركة التشكيلية العربية، وما قدمنه من إنجازات إبداعية، إلى جانب تسليط الضوء على واقع الفن التشكيلي في بلادهن، ومسيرة تطوره والدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية المعنية للفنانين والفنانات.
بدورها قالت الفنانة السعودية لولوة الحمود المتخصصة بالفن التشكيلي المستنبط من الفنون الإسلامية «حفزتني دراستي وبحثي في الفنون الإسلامية لتقديم هذا الفن ولكن بشكل جديد، مع إضافة لمسات تواكب الحركة التشكيلية المعاصرة، انطلاقاً من أهمية أن يكون لكل فنان بصمة خاصة به، وحالياً توجد في منطقة الخليج فنانات متميزات تركن بصمتهن وتخصصن بنوع معين في الفن التشكيلي، وحقيقة لم يكن هدفي البحث في الماضي بل ربطه بالحاضر والمستقبل».
ورداً على سؤال حول ما تتضمنه أعمالها من تجريد وغموض، قالت الحمود «بطبيعتي إنسانة متأملة وأعتقد أن معظم الفنانين شخصياتهم متأملة، وهذا يحفز الإبداع لديهم، ولوحاتي مبنية على الكلمة لكن فهمها المباشر ثانوي بالنسبة لي، لذلك أدعو من خلالها إلى التأمل وفك رموزها».

مساحة صامتة
وفي حديثها عن المنهج التشكيلي في لوحاتها قالت الفنانة الكويتية مي السعد: «اللون بالنسبة لي هو الصوت الذي يصدر من اللوحة، والتشكيل هو الحركة، لهذا يمكن أن أحرك الشخوص على مساحة صامتة، والمتابع يسمع الأصوات ويشعر بالحركة من خلال الألوان والخطوط، وفي مرحلة أخرى من تجربتي ألغيت اللون حتى لا يشكل تحدياً للخط والشكل في اللوحة التي تعبر عن هويتي، إذ أن الهوية ليست تراثاً بل هي كينونة النفس داخل الشخصية رجلاً كان أم امرأة، وتعبر عن انتمائه ومعتقداته وفكره».
وأضافت السعد: «أحرص على إنجاز لوحات تجسد البيئة الكويتية بكل تفاصيلها، وأستخدم المواد والوسائط المختلفة لكن ذلك لا يغني عن أي عنصر في اللوحة بل يعطيها بعداً مختلفاً».
وفيما إذا كانت الموهبة كافية لتجعل من الشخص فناناً تشكيلياً، قالت السعد «طبعاً لا تكفي، فقد سعيت واجتهدت لامتلاك أدواتي الفنية حيث خضعت للتدريب من خلال مشاركتي في الكثير من الدورات داخل الكويت وخارجها، ثم تأتي الممارسة لتصقل الموهبة».

بيئة إماراتية
من جانبها، ذكرت الفنانة التشكيلية ورائدة الأعمال الإماراتية عزة القبيسي المتخصصة في تصميم وصياغة المجوهرات والنحت، أنها واجهت صعوبة بإيصال رسالتها في بداية تجربتها الفنية لأن المواد التي استخدمتها في التكوين الفني، وهي المجوهرات، كانت مرتبطة بالتصميم أكثر من ارتباطها بالفن، وأضافت «الكثير من مجموعاتي كانت تحتوي على الذهب والفضة إضافة إلى معادن أخرى متنوعة، لكن المتلقي كان يطرح الكثير من التساؤلات حول هذا الفن، ومن خلال السعي للوصول إلى أكبر شريحة من المتابعين المحليين والعالميين، استطعت نشر أفكاري المتعلقة بالبيئة والتراث والأصالة الإماراتية عبر المجوهرات والأعمال الفنية المتنوعة».
وحول اقتناء لوحات الفنان وانتشارها في الأماكن العامة، قالت القبيسي، إن اقتناء لوحات الفنان التشكيلي في المتاحف العالمية ومباني كبار الشخصيات الحكومية والوزارات والساحات العامة يعزز الثقة بالفنان وبفكره، ويمثل رسالة له بأن إنتاجه الفني مصدر فخر واعتزاز، وخصوصاً في مجتمعه المحلي ما يدفعه للارتقاء أكثر بهذا الفن.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد