تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الأزمة في لبنان

كشفت مصادر أممية عن تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان، داعية إلى انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير.
وقالت المصادر، لوسائل إعلام لبنانية محلية، إنّ «الوضع في لبنان كان محور نقاش في اتصال هاتفي جرى قبل فترة قصيرة، بين مسؤول أممي رفيع وأحد كبار المسؤولين في لبنان، عكس فيه المسؤول تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان».
وأضافت المصادر، أن «المسؤول الأممي شدد على أنّ اللبنانيين عليهم مسؤولية أن يتداركوا هذه التداعيات بالركون إلى مصلحة لبنان واللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير».
ولفت المسؤول إلى أنّ «شعب لبنان يعاني، وواجبكم كلبنانيين أن تنتخبوا رئيساً يوقف المعاناة ويوحّد الشعب اللبناني، وأنتم كلبنانيين تعلمون أنّ المخاطر محدقة بلبنان على كل الصعد، وهذا يوجب على السياسيين تنحية مصالحهم والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في لبنان».
وتابع: «نحن مدركون أن لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكن من تجنّب تلك المخاطر، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية استراتيجية تستحث تغييراً جوهرياً يحقق المصلحة العامة».
ويشهد لبنان أسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخه منذ أكثر من 3 سنوات، أسفرت عن انخفاض القدرة الشرائية للبنانيين وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، وانهيار حاد في العملة الوطنية مقابل الدولار.
ودخل لبنان في مرحلة الشغور الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي، حيث لم يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد بعد 10 جلسات عقدها لهذه الغاية.
وفي سياق متصل، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس، أن كل المعطيات السياسية تؤكد وجود مخطط ضد لبنان، لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقد أكثر فأكثر انتخاب رئيس للجمهورية.
ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن الراعي قوله، في رسالة الميلاد: «إن الذين يمنعون انتخاب رئيس لكل لبنان، يمنعون قيامة لبنان، أما البطريركية المارونية فمصممة على مواصلة نضالها ومساعيها في لبنان ولدى المجتمعين العربي والدولي من أجل تسريع الاستحقاق الرئاسي».
وأوضح أن «الصراع الإقليمي يعيق هذه المساعي لأن هناك من يريد رئيساً له لا للبنان ويريد رئيساً لمشروعه لا للمشروع اللبناني التاريخي، وهذا أمر لن ندعه يحصل، فلبنان ليس ملك فريق دون آخر».
وحذر خبراء لبنانيون من أن حالة الفراغ السياسي الحالية، تتم بفعل ميليشيات «حزب الله» الإرهابية التي تعمل على إعادة أوضاع عام 2016 والتي تسمح له بفرض شروطه من جديد لاختيار رئيس مؤيد لسياساتها دون النظر إلى مصلحة الشعب اللبناني الذي يئن اقتصادياً واجتماعياً.

وقال فادي كرم، عضو مجلس النواب اللبناني، في تصريح إن عدم اختيار رئيس جديد للبلاد سببه تعنت ميليشيات «حزب الله» الإرهابية والفريق الموالي لها، حتى تستمر فترة الفراغ الدستوري التي تسمح للحزب فرض شروطه.
بدوره، قال أمين قمورية، الباحث السياسي اللبناني، لـ «الاتحاد» إن الخيار الوحيد في الوقت الراهن لحل أزمة الفراغ السياسي في البلاد هو أن يجتمع مجلس النواب ويعقد جلسات مفتوحة لاختيار رئيس للجمهورية، مشدداً على أهمية تأمين النصاب الكافي لاختيار الرئيس.
وأضاف أن الأزمة تكمن في عدم وجود توافق سياسي حول وجود رئيس، وعدم وجود مرشح له غالبية مطلقة ليربح انتخابات، وهو ما يصعّب من مهمة المجلس النيابي الذي لن يتمكن من إدارة تلك العملية الانتخابية في ظل الوضع الحالي.
ويرى الباحث السياسي أن لبنان قد بدأ فصلاً جديداً ومرحلة أخرى من الأزمة والفراغ السياسي، وتوقع أن تكون تلك المرحلة هي الأسوأ لأنه بعد أن كان لبنان يعاني أزمة سياسية اقتصادية اجتماعية، سيضاف إليها أزمة دستورية خطيرة بسبب الفراغ السياسي، خاصة في ظل وجود حكومة تسيير الأعمال الحالية التي تحوم الشكوك حول قدرتها على إدارة الأمور.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد