بورتسودان سيادي وسواكن استثماري.. السودان نحو تأهيل الموانئ
كشف وزير النقل والبنية التحتية السوداني عن استعدادات مكثفة تجريها وزارته لاستكمال جاهزية بنية النقل البحري والجوي والبري والنهري للتوسعات الاقتصادية والتجارية في إطار خطة حكومية تتماشى مع المرحلة الجديدة بالسودان والتي يتوقع لها أن تشهد مزيدا من الانفتاح التجاري والاستثماري بعد رفع العقوبات التي استمرت 27 عاما بسبب قائمة الإرهاب. وقال هاشم بن عوف إن الخطة تقوم على تطوير وتأهيل الموانئ البحرية الأربعة في البحر الأحمر والمينائين النهريين الرئيسيين في وادي حلفا وكوستي، من أجل إنعاش التجارة الخارجية والمحلية.
وأوضح الوزير السوداني أن ميناء بورتسودان سيكون هو الميناء القومي السيادي الذي لا يسمح بمشاركتة مع أي جهة خارجية، في حين سيتم فتح ميناء سواكن أمام إمكانية إقامة شراكات استثمارية خارجية محدودة في الجوانب المتعلقة بالتشغيل والمناولة. أما بالنسبة لميناء حيدوب المخصص لتصدير الثروة الحيوانية فسيفتتح بعد نحو 6 أسابيع بعد تزويده بكافة المكونات والعناصر الرئيسية التي تضمن جودة وسلامة الصادر التي تشمل منشآت التطعيم والمحاجر والبنيات التحتية الأخرى التي تزيل العوائق التي كانت تتسبب في مشكلة إرجاع صادرات الماشية السودانية في السابق، بما في ذلك وقف البواخر الغير مستوفية للمعايير. وأشار ابن عوف كذلك إلى استمرار عمليات تطوير وتوسيع ميناء الخير المخصص لنقل المواد البترولية وزيادة طاقته الاستيعابية وقدراته اللوجستية لمواجهة التوسعات الاقتصادية المحتملة.
وبشأن النقل النهري، أوضح ابن عوف أنه سيتم تطوير منشآت مينائي حلفا الرابط مع مصر وكوستي الرابط مع دولة جنوب السودان، مشيرا إلى أن الخطط الجديدة تضع في الحسبان زيادة التبادلات التجارية مع كل من مصر وجنوب السودان مما يؤدي إلى إنعاش حركة الصادر والوارد وفتح المزيد من فرص العمل للشباب السودانيين. وحدد الوزير السوداني خطة من محورين لتطوير النقل البري وزيادة طاقته الاستيعابية، يتمثل المحور الأول في إعادة تأهيل شبكة الطرق الرئيسية التي قال إن الكثير منها يعاني من عيوب في التصميم والتنفيذ ويفتقد إلى معايير الجودة والسلامة. أما المحور الثاني فيتعلق بشبكة السكك الحديدية التي تعتبر الأكبر في أفريقيا لكنها تحتاج إلى إعادة تأهيل بعد الدمار الكبير الذي لحق بها والذي طال بعض الخطوط، إضافة إلى الحاجة العاجلة لتأهيل وصيانة عدد كبير من القاطرات التي توقفت بسبب نقص قطع الغيار.
وأشار المسؤول السوداني إلى دراسات ومفاوضات تجري حاليا مع كل من أثيوبيا على الحدود الشرقية للسودان ودولة تشاد غربا من أجل تنفيذ مشروع ربط حديدي مع البلدين، مما يمكنهما من الاستيراد والتصدير عبر الموانئ السودانية بميزات تفضيلية محددة. وأكد ابن عوف أن الربط الحديدي مع دولتي أثيوبيا وتشاد سيفتح كذلك أسواق شرق وغرب أفريقيا أمام المنتجات والصادرات السودانية بطرق أقل تكلفة وسيمكن من التحكم في حركة التجارة والحد من عمليات التهريب التي تسبب خسائر كبيرة للاقتصاد السوداني. وفي مجال النقل الجوي، شدد ابن عوف على أن لدى وزارته خطط ودراسات واضحة لتطوير الناقل الوطن –سودان إير ويز- وأنها تلقت عروضا عديدة مت لاعبين كبار في مجال النقل الجوي، مشيرا إلى جهود تجري حاليا مع عملاقي صناعة الطيران “بوينغ” و “إيرباص” من أجل بحث كيفية دعم الناقل الوطني وتمكينه من لعب دوره السابق كأحد أهم رابط بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا والأميركتين.
التعليقات مغلقة.