بنوك الإمارات تتجه إلى إصدار بطاقات مصرفية صديقة للبيئة
بنوك الإمارات تتجه إلى إصدار بطاقات مصرفية صديقة للبيئة
توجهت بنوك ومؤسسات مالية عاملة في الإمارات إلى إصدار بطاقات مصرفية صديقة للبيئة التزاماً منها بتلبية تطلعات عملائها والإسهام في خلق مجتمع أكثر استدامة.
ووفقاً لنتائج دراسة استقصائية عالمية منفصلة، أجرتها وكالة Dentsu Data Labs لصالح شركة IDEMIA، فإن (%87) من العملاء يتوقعون أن تقوم البنوك التي يتعاملون معها بطرح بطاقات صديقة للبيئة، كما أن معظم العملاء (%92) يعتقدون أنه يتعين على البنوك التي يتعاملون معها أن تساهم بشكل فاعل في الحفاظ على سلامة كوكب الأرض.
وتظهر الأبحاث العالمية التي أجرتها وكالة Mintel أن %77 من المستهلكين يوافقون على أن «شركات الخدمات المالية لها دور مهم تلعبه في خلق مجتمع أكثر استدامة، وذلك عندما يتعلق الأمر برغبتهم في الحصول على بطاقات الدفع المصنوعة من مواد مستدامة، كما أظهر أكثر من %67 من المستهلكين مستويات عالية من الاهتمام بهذا الموضوع.
بطاقات صديقة للبيئة
وفي إطار حرص شركة «ماستركارد» العالمية على تلبية رغبة حملة البطاقات في الحفاظ على البيئة، قررت الشركة إضافة شارة جديدة تمكن العملاء من التعرف على بطاقات «ماستركارد» المستدامة والمصنوعة من مواد معاد تدويرها، أو قابلة لإعادة التدوير، أو مواد حيوية، أو خالية من الكلور وقابلة للتحلل أو مصنوعة من البلاستيك المستخرج من المحيطات. وتعمل هذه الشارة، التي يمكن ملاحظتها بسهولة على البطاقة، بمثابة تأكيد بسيط بالالتزامات المقطوعة تجاه قضايا الاستدامة والحفاظ على البيئة.
وكشف أجاي بهالا، رئيس قسم المعلومات والأمن في «ماستركارد»، عن إطلاق الشركة في العام الماضي دليل المواد المستدامة من «ماستركارد»، الذي يهدف إلى تمكين المؤسسات المالية من إصدار بطاقات ائتمانية صديقة للبيئة، معلناً أن أكثر من 100 مؤسسة مالية أصدرت بالفعل بطاقات صديقة للبيئة في أكثر من 30 دولة.
وأكد بهالا، أن إنتاج بطاقات ائتمانية مصنوعة من مواد مستدامة يعد أمراً بالغ الأهمية للحد من الآثار الضارة التي يمكن أن تحدثها هذه البطاقات على البيئة، موضحاً أن «ماستركارد» تعاونت مع «جيزكي آند ديفرينت» لتطوير برنامج جديد يمكن الأفراد من إعادة تدوير بطاقاتهم بسهولة.
وأشار بهالا، إلى أنه وفقاً لدراسة أجرتها «ماستركارد» فإن 58% من المستهلكين باتوا أكثر وعياً حيال أثر اختياراتهم المختلفة على البيئة من حولهم، وأن 85% منهم على استعداد لاتخاذ قرارات شخصية أكثر حرصاً على سلامة البيئة واستدامتها خلال العام الحالي.
وذكر أن الشارة الجديدة على البطاقات المستدامة، إضافة إلى برامج الاعتماد وإعادة التدوير، توفر فرصة حقيقية لمعالجة هذه القضايا، وتعزيز الثقة بالخيارات المستدامة في الوقت الذي نمضي في بوتيرة متسارعة نحو الاقتصاد الدائري، لافتاً إلى أنه سيتم التحقق من البطاقات الائتمانية التي تحمل شارة الاستدامة عبر برنامج اعتماد مستقل يعمل على تقييم مستوى الالتزام بمعايير الاستدامة، مثل القدرة على الحد من استهلاك الطاقة والمواد، والبصمة الكربونية والنفايات الناجمة عنها، كما سيتم تطوير هذه المعايير بالتزامن مع التقدم الحاصل في مستويات الاستدامة لتساهم بشكل متواصل في تعزيز الإدارة البيئية.
بطاقة مستدامة
وأعلن بنك HSBC عن برنامج جديد لتوفير بطاقات دفع مستدامة في جميع أسواقه حول العالم، حيث سيتم التخلص من بطاقات PVC البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، ليحل مكانها بطاقات rPVC البلاستيكية المعاد تدويرها وذلك بحلول نهاية عام 2026.
وقال دانيال روبنسون، رئيس قسم إدارة الثروات والخدمات المصرفية الشخصية لدى بنك HSBC الإمارات، إن استناداً إلى الحجم الحالي للبطاقات الصادرة عن HSBC سنوياً (23 مليون بطاقة)، فإن التحول إلى بطاقات rPVC البلاستيكية المعاد تدويرها سيؤدي إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 161 طناً سنوياً، وستعمل على خفض حجم النفايات البلاستيكية بمقدار 73 طناً سنوياً، أي ما يعادل وزن أكثر من 40 سيارة، مبيناً أن برنامج توفير بطاقات دفع مستدامة (الذي يتضمن بطاقات HSBC للخصم والائتمان والبطاقات التجارية) يشكل جزءاً من استراتيجية البنك لخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق تحول في عملياته وشبكات التوريد الخاصة به إلى نموذج أعمال تصل فيه الانبعاثات الكربونية إلى مستوى الصفر وذلك بحلول عام 2030 أو قبل ذلك.
وتوقع روبنسون، أن يوفر البنك البطاقات الجديدة لعملائه في دولة الإمارات قريباً ضمن مخططاته لتوفير البطاقات الجديدة إلى عملائه عبر مكاتبه المنتشرة حول العالم بشكل تدريجي حيث بدأ بطرح هذه البطاقات في ماليزيا في يناير 2021، وسريلانكا تليها الإمارات وأستراليا وكندا وإندونيسيا وماكاو والمكسيك وسنغافورة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأشار إلى أن العملاء الذين يطلبون الحصول على بطاقات جديدة أو بديلة سيكونون هم أوائل المستلمين لهذه البطاقات عندما تبدأ مكاتب البنك بإصدار البطاقات البلاستيكية المعاد تدويرها، لافتاً إلى أنه سيتم إصدار البطاقات البلاستيكية المعاد تدويرها بمجرد انتهاء صلاحية البطاقات القديمة بشكل طبيعي.
بطاقة رواتب
وأطلقت إيدنرد الإمارات، وهي أكبر مزود لحلول إدارة الرواتب في الإمارات أول بطاقات رواتب صديقة للبيئة في الدولة، مؤكدة أنه يتم تصنيع بطاقات الرواتب المستدامة الجديدة الصادرة عن شركة إيدنرد الإمارات من 85.5% من البلاستيك المعاد تدويره، وتُطبع بحبر قابل لإعادة التدوير.
وقال بيير غاغنود، المدير الإقليمي لجنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «إيدنرد» إن البلاستيك المعاد تدويره يأتي من نفايات الطباعة والتغليف الصناعية في أوروبا، ويمكن أن يوفر ما يصل إلى 3.18 جرام من النفايات الصناعية لكل بطاقة.
وأضاف أنه علاوة على ذلك، يمكن إعادة تدوير هذه البطاقات لإعادة استخدامها لثماني مرات، ويمكن استخدامها في المتاجر وأونلاين في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن إطلاق تلك البطاقات يأتي ضمن التزام «إيدنرد الإمارات» بالحد من انبعاثات الكربون، وترشيد استهلاك الموارد والنفايات، وإدارة تأثير حلولها خلال دورة حياة الموارد، منوهاً أن البطاقات الصديقة للبيئة تعد جزءاً من جهود الشركة لدعم الاقتصاد المستدام نظراً لأن البلاستيك المعاد تدويره يتطلب طاقة أقل لإنتاجه من البطاقات البلاستيكية التقليدية.
وذكر غاغنود، أن بطاقات الرواتب الصديقة للبيئة من «إيدندرد» تتميز بتصميم مبتكر يتضمن شارة إعادة تدوير جديدة على ظهر البطاقة لمساعدة المستهلكين على التمييز بين البطاقات المصنوعة من البلاستيك القابل لإعادة التدوير، مؤكداً أن أبحاث مجموعة بوسطن الاستشارية تشير إلى أن 81% من المستهلكين في دولة الإمارات على دراية بتحديات تغير المناخ ولديهم استعداد كبير للحياة بشكل أكثر استدامة.
التعليقات مغلقة.