بريطانيا.. القيادي الإخواني حشمت يستقيل بعد تصريحات عنصرية
اضطر القيادي الإخواني، حشمت خليفة، إلى الاستقالة من رئاسة ما يعرف بـ”هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية”، بعدما كشفت صحيفة “التايم” أنه نشر عددًا من التدوينات التي تحض على الكراهية والتطرف.
وقامت الصحيفة البريطانية، بنشر تدوينات أساء فيها القيادي المستقيل إلى كل من اليهود، بينما هاجم في القيادة السياسية في مصر عبر كلام بذيء.
وأوردت “التايم” أن هذه المنظمة التي تنشط في بريطانيا، بينما أدرجتها دول كثيرة في قائمة الإرهاب، تحصل على 570 مليون دولار من المداخيل في كل سنة، وبعض العائدات تأتي من منظمة الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية ودافعي الضرائب في بريطانيا.
واضطر حشمت خليفة، المعروف بمواقفه المتطرفة، إلى الاستقالة، بعدما عرضت صحيفة “تايم” تدوينات وصفت بالمعادية للسامية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وفي إحدى التدوينات المثيرة للجدل، وصف حشمت خليفة حركة “حماس” في فلسطين بأنقى “حركة مقاومة” في التاريخ الحديث، وقال إن إدارجها ضمن قائمة الإرهاب أمرٌ معيب ومسيء لكل المسلمين، بحسب قوله.
وعقب تداول هذه الآراء البعيدة عن مقتضيات العمل الخيري والإنساني، قال مسؤولو المنظمة أنهم سيفتحون تحقيقا أوليا في التصريحات صدر عن الرئيس.
وعقب الضغوط، زعمت الهيئة أنها تأسف بكل إساءة تسبب بها كلام حشمت خليفة، وأضافت أن ما صدر عنه من إساءات يتعارض مع ما سمتها بـ”قيم المنظمة”.
ولعب حشمت خليفة، 63، وهو بريطاني الجنسية منذ 2005، دورا في نشاط المنظمة بعدد من مناطق العام، وكان مديرا للهيئة في أستراليا، كما أشرف أيضا على فروع في ألمانيا وجنوب إفريقيا.
ونشر حشمت خليفة تدويناته في عامي 2014 و2015، وهو ما أثار استغرابا بريطانيا لأن هذا الكلام صدر عن شخص يقدم نفسه بمثابة “عراب” للعمل الإنساني.
وولد حشمت وتلقى تعليمه في مصر، ودأب على مهاجمة القاهرة، من باب تعاطفه مع جماعة الإخوان الإرهابية، ويصور هذا الأمر بمثابة خلاف سياسي.
وفي محاولة لاحتواء الفضيحة، زعمت المنظمة أنها تنشط في المجال الإنساني فقط ولا علاقة لها بالعمل السياسي، لكن الميول الإيديلوجي لمسؤوليها يؤكد عكس ذلك، بحسب متابعين.
وأكدت الهيئة أن حشمت قدم استقالته التي دخلت حيز التنفيذ على الفور، كما أنه لن يتولى أي دور بالمنظمة في المستقبل، بعدما أعرب عن مواقف عنصرية ومسيسة.
ضيوف “مثيرون للجدل”
وتعيد هذه الاستقالة جدلا حول إيواء بريطانيا لعدد من الشخصيات المتطرفة المحسوبة على تنظيم الإخوان وجماعات أخرى تنتمي إلى ما يعرف بـ”الإسلام السياسي”.
وتمكن المنتمون إلى تيارات الإخوان من دخول بريطانيا، منذ عقود، عن طريق طلب اللجوء، بذريعة تعرضهم للـ”اضطهاد” السياسي في بلدانهم الأصلية.
ويرى متابعون في الغرب، أن هذه الشخصيات المتشددة انقلبت على الدول الغربية التي استضافتها وصارت مصدرا للمشاكل، سواءً عبر تحريض الجاليات المسلمة على الأنظمة المحلية، أو من خلال تجنيد بعض الأفراد لأجل إرسالهم لبؤر التوتر حتى يقاتلوا في صفوف الجماعات المتطرفة.
لكن وجود هؤلاء المتشددين في الدول الغربية صار يثير نقاشا حادا، بعدما تورط بعضهم في هجمات إرهابية، علما أنهم يستفيدون من أموال دافعي الضرائب حينما يحصلون على معونات من الدولة.
وينبه متابعون إلى أن هؤلاء المتشددين يستغلون هامش حقوق الإنسان، لأجل بث مواقف متطرفة، علما أنهم ينظرون إلى المنظومة الغربية التي تحتضنهم بصورة قدحية.
التعليقات مغلقة.