اندبندنت عربية: أردوغان الراعي الجديد لمنظمة “الذئاب الرمادية” التركية الدموية
كشف تقرير لصحيفة اندبندنت البريطانية عن اعتماد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على منظمة الذئاب الرمادية الارهابية التركية من أجل مواجهة خصومه واعداء نظامه السلطوي في الداخل والخارج.
وفي تقرير يوم أمس الثلاثاء، ذكرت الصحفية اللبنانية سوسن مهنا أن نشاطات الرئيس التركي وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول ودعمه الإرهاب والتطرف، يبدو أنها لا تقتصر على الدول الأوروبية، بل تشمل المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في مايو (أيار) الماضي، أن تركيا نقلت 10 آلاف من المرتزقة السوريين تقريباً، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة، إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات رئيس حكومة الوفاق فائز السراج. وكان أردوغان نفسه أكد في فبراير (شباط) الماضي، إرسال تركيا مقاتلين سوريين إلى ليبيا قائلاً “جنودنا موجودون في ليبيا لدعم الحكومة الشرعية” إلى جانب مقاتلين سوريين. ويأتي كل ذلك مع نشاط بارز لمنظمات تركية مصنفة إرهابية، كمنظمة “صادات” و”اللواء مراد” و”ديتيب” و”الذئاب الرمادية”.
واشار تقرير “اندبندنت عربية” إلى أنه في اليوم الأول من قمة قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البريطانية لندن، التي عُقدت في 3 ديسمبر (كانون الأول) 2019، تبادل الرئيسان الأميركي دونالد ترمب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات لاذعة حول تركيا ومسلحي “داعش”. وذكر ماكرون أن “تصرفات تركيا ضد المقاتلين الكرد الذين ساعدوا الحلفاء في القتال ضد التنظيم المتشدد تظهر الحاجة إلى تحسين مستوى التنسيق”. واتهم الرئيس الفرنسي القوات التركية بالعمل “أحياناً” مع مقاتلين مرتبطين بـ “داعش” في عملياتها بالشمال السوري، مضيفاً “عندما أنظر إلى تركيا أرى أنها تقاتل الآن ضد مَن قاتلوا معنا، وأحياناً تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش”.
لم تتوقف انتقادات الرئيس الفرنسي لتركيا عند هذا الحد بل أكد في 18 فبراير (شباط) 2020، أنه سيفرض قيوداً على إيفاد دول أجنبية أئمة ومعلمين إلى فرنسا وذلك بهدف القضاء على ما وصفه بخطر “الشقاق”. وأشار إلى أن حكومته طلبت من الهيئة التي تمثل الإسلام في فرنسا إيجاد سبل لتدريب الأئمة على الأراضي الفرنسية والتأكد من أنهم يستطيعون التحدث بالفرنسية ومن عدم نشرهم أفكاراً متشددة، التي تروج في عدد من المساجد وأماكن العبادة من خلال بعض الأئمة المموَلين من الخارج، لا سيما من تركيا، بعدما كشف ماكرون عن تمويلات ضخمة وصلت إلى أكثر من 35 مليون يورو للنشاط السياسي خُصصت لمسجد واحد يضم عشرات العملاء الذين يتجسسون على معارضي أردوغان، وينشرون الفكر الإرهابي في أقصى جنوب غربي فرنسا بعد أن حوّل الرئيس التركي المساجد إلى مقرات سياسية تدعو إلى “العثمانية الجديدة” وتؤوي المتطرفين والمتشددين، وتروّج لأفكار متشددة في المجتمعات الأوروبية، إضافة إلى إعداد وكتابة تقارير موجهة إلى حكومة أنقرة عن المعارضة التركية داخل أوروبا.
ويروّج “مسجد النور الكبير” في تولوز لمشاريع أردوغان السياسية، إذ نشر خريطةً لتركيا العثمانية وهي تضم أراضي من الموصل والعراق شرقاً حتى المغرب غرباً، ومن الصومال وإريتريا جنوباً حتى شبه جزيرة القرم شمالاً، والوضع مماثل في مساجد بألمانيا وبلجيكا والنمسا.
وعرض التلفزيون الألماني “زد دي أف” (ZDF)، في مايو (أيار) الماضي، فيلماً وثائقياً، بعنوان “هكذا يتعرض منتقدو أردوغان للتجسس في ألمانيا”، وجرى توثيق كيف أن مؤسسة “الاتحاد التركي الإسلامي” للشؤون الدينية الحكومية تعمل كذراع لجهاز الاستخبارات التركي (MIT) في بناء وإدارة المساجد التي وصل عددها إلى أكثر من 900 مسجد في 16 ولاية في ألمانيا، بحجة خدمة الجالية التركية الكبيرة هناك، لكنها تزرع بينهم المخبرين، وفي مقدمهم إمام المسجد، وذلك من أجل ترصّد تصرفاتهم وولاءاتهم، وإبلاغها لأجهزة الأمن في أنقرة واسطنبول التي تتولى بعد ذلك تعقب مَن يوشى بهم، على أنهم معارضة أو مؤيدون لتنظيم خصم اردوغان الموجود في الولايات المتحدة فتح الله غولن. ووصفت الاستخبارات الألمانية “البؤر الإرهابية التركية” بأنها ساحة لنشر الأفكار الخاصة بأردوغان ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالدين الإسلامي. وحذرت الاستخبارات الألمانية من دعم أنقرة للأئمة الأتراك وتمويل المساجد والجمعيات الإسلامية لتقوم بأدوار سياسية وتدعم المتشددين، ما دفع دول أوروبية عدة إلى إغلاق عدد كبير من المساجد التي يديرها أتراك.
“تتخبط مواقف واستفزازات أردوغان، فها هو يحوّل كاتدرائية “آيا صوفيا” السابقة من موقع سياحي إلى مسجد. وهو إذ يحاول المزج بين أسطورة عودة الخلافة العثمانية، وبين الظهور بمظهر العلماني الغربي ضمن حلف الناتو، يعمل للترويج لامتداد حكمه مستغلاً أي جماعة أو منظمة، بعدما تبيّن تآكل التأييد الجماهيري له، بل هناك مَن تحداه من داخل حزبه، إضافةً الى الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد”، بحسب التقرير.
ولكن الأبرز في الفترة الأخيرة كان تخليه عن إشارة “رابعة” التي اشتهر بها في دعمه لجماعة “الإخوان المسلمين”، مقابل إشارة “الذئاب الرمادية” وذلك في خضم معاركه مع الكرد العام الماضي. لم يكن أردوغان الوحيد الذي استعمل هذه الإشارة، إذ قام رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم باستخدامها، ما أثار مواقف مندِدة ومنتقِدة من أعضاء في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا. تبعها بعد ذلك صورة لجندي تركي مشيراً بنفس العلامة، في الأتارب (شمال سوريا) في 12 فبراير (شباط) الماضي، أغضبت مغردين من مناطق مختلفة حول العالم، ودفعت البعض إلى اتهام الجيش التركي بوجود عناصر فاشية ضمن صفوفه. يذكر أن النمسا أدرجت شعارين تستعملهما جماعات في تركيا على لائحة الإرهاب الخاصة بها، وهذان الشعاران هما “الذئب الرمادي” و”شعار رابعة”.
التعليقات مغلقة.