انتشار ظاهرة التعليم أونلاين: أكاديمية بيرسون أونلاين تسلط الضوء على هذه الظاهرة وتستشكفها
بقلم جو فيجنيرون، مدير أكاديمية بيرسون أونلاين
أدت ممارسة التعليم، أونلاين، أو التعليم عن بعد، والتي ظهرت إلى حيز الوجود بشكل كبير في بدايات عام 2020، إلى تغيير منظورنا إلى التعليم التقليدي وقلب أساساته بصورة لا يُمكن تجاهلها. ونظراً لما تسبب به انتشار الوباء من إجبار أولياء الأمور والطلبة على البقاء في منازلهم، أُتيحت الفرصة لأولياء الأمور لمساعدة أطفالهم على التعلم في المنزل، خاصة في فترة انتشر بها عدم اليقين في الأوساط الأكاديمية. ومنذ ذلك الحين، أصبح التعليم أونلاين، والذي يُعتبر ظاهرة جديدة نسبياً في تاريخ التعليم، جزءً لا يتجزأ من التعليم، بل وغيّر بشكل إيجابي من مواقف أولياء الأمور تجاه التعليم أونلاين. يشهد هذا الاتجاه معدل نمو ثابت يتراوح من 2٪ إلى 8٪ كل عام.
بدأت ظاهرة التعليم المنزلي في سبعينيات القرن الماضي كخيار تعليمي بديل للمدارس والتعليم التقليدي، إلا أن التعليم المنزلي لم يُمارَس على نطاق واسع. ومع ذلك، هناك فهم متزايد اليوم للتعليم أونلاين وتقدير لمزياه وفوائده والتي تتمثل بالتعلم الشخصي وحقيقة أن التعلم والتعليم لم يعودا قصراً على التواجد في الفصل الدراسي، بل أصبح من الممكن تحقيقهما في أي مكان وأي وقت تقريباً.
ركزت مجالس التعليم والقيادات المدرسية منذ بداية الوباء على العودة بالمدارس إلى مرحلة ما قبل الجائحة، وأدركوا الآن أن هدفهم الرئيسي هو خلق بيئات تعليمية آمنة تلبي احتياجات الطلبة وعائلاتهم في نظامٍ تعليمي يمتد من الروضة وحتى الصف الثاني عشر.
وفقاً لنتائج استبيان بيرسون العالمي للمتعلمين لعام 2020، اتفق 88٪ من المتعلمين على مستوى العالم أن التعلم أونلاين سيصبح جزءاً دائماً من التعليم الابتدائي والثانوي والعالي من الآن فصاعداً، وهو ما يشير بصورة دامغة إلى التحول غير المتوقع إلى التعليم أونلاين أثناء الوباء. بالإضافة إلى ذلك، أظهر عدد كبير من أعضاء هيئات التدريس في جميع أنحاء العالم استعداداً كبيراً لدعم نماذج تعليم غير تقليدية والاعتماد بشكل أكبر على المنصات الرقمية.
فتحت أكاديمية بيرسون أونلاين العالمية، والتي بمنهجها البريطاني المميز وتقدم الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي (GCSE) وشهادة المستوى A، أبوابها الافتراضية للطلاب في سبتمبر من هذا العام. تعكس هذه الخطوة تحولاً كبيراً في التعليم أونلاين، إذ أن الأكاديمية أقرب إلى مدرسة تقليدية ولكن دون التقيد بمكان محدد. تتجاوز الأكاديمية حدود المكان والمناطق الزمنية، مما يمكّن الطلاب في جميع أنحاء العالم من التعلم والتواصل والتعاون في عالم بلا حدود.
يهدف برنامج أكاديمية بيرسون أونلاين، بمعاييره وجودته العالية، لتمكين الطلاب في جميع أنحاء العالم من الحصول على تعليم شامل يساعدهم على النمو والتميز الأكاديمي والإبداع بصورة تناسبُ ميولهم ومتطلباتهم. يمنح منهجنا البريطاني عالي الجودة، الذي يقدم الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي (GCSE) وشهادة المستوى A، الطلاب المرونة للتركيز على اهتماماتهم والتعلم من أي مكان في العالم مع تلبية المتطلبات الصارمة للالتحاق بالجامعة.
تتضمن بعض مزايا التسجيل في المدارس الخاصة أونلاين ما يلي:
التعلّم أونلاين
يقدم التعلم أونلاين فوائد وميزات لا يقدمها التعلم التقليدي. تشمل هذه الفوائد التحرر من قيود الزمان والمكان لتمكين الطلبة من السفر ومتابعة هواياتهم دون المساومة على تعليم عالي الجودة. يؤدي استخدام أدوات واستراتيجيات التعلم المبتكرة، جنباً إلى جنب مع زيادة التفاعل الشخصي مع المعلمين، إلى بناء علاقات قوية وإلى الثقة في طرح الأسئلة، وبذلك إلى تسريع التعلم. أضف إلى ذلك الفوائد طويلة المدى للتعلم المستند إلى الإنترنت لدوره في تلبية احتياجات المتعلمين وتعزيز التعلم مدى الحياة.
نموذج الفصل الدراسي المقلوب
الفصل الدراسي المقلوب عبارة عن نهج تربوي ينتقل فيه التوجيه المباشر من مساحة التعلم الجماعي إلى مساحة التعلم الفردي. ينتج عن هذا تحويل مساحة التعلم الجماعي إلى بيئة تعليمية ديناميكية وتفاعلية يصبح المعلم فيها أداة فاعلة للتعلم وتوجيه الطلاب أثناء تطبيق المفاهيم والمشاركة. تتضمن الركائز الأربع لنموذج التعلم المقلوب: البيئة المرنة، ثقافة التعلم، المحتوى المقصود الهادف، والمعلم المحترف. يكمل الطلبة في هذا النموذج المستوى الأدنى من العمل المعرفي قبل تسجيل حضورهم في الفصل الدراسي، مما يسمح لهم بالمشاركة في مستويات معرفية تعليمية أعلى خلال “الدروس المباشرة على الهواء”. يسهل هذا النموذج من تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي جنباً إلى جنب مع القدرة على التواصل بشكل واضح، وإعداد الطلاب بصورة فاعلة للحياة العملية.
تعمل تقنيات بيرسون ومنصة بيرسون Connexus على دعم “الدروس المباشرة على الهواء” في أكاديمية بيرسون أونلاين. تقدم منصة بيرسون Connexus مواد دراسية للطلبة وتسهل نموذج التعلم المقلوب، كما تتم مراقبة الطلاب عن كثب على المنصة من قِبل معلميهم لتمكينهم من التقدم وتخطيط الدروس التي تلبي احتياجات كل طالب لضمان أقصى قدر من التقدم والنجاح.
مهارات المستقبل
حالياً، يعيش طلابنا ويكبرون في عالم مليء بالتقدم التكنولوجي أكثر من أي وقت مضى، ويواصل عالم العمل في التغير بطرق لا زلنا لا نعرفها. للازدهار، يحتاج الطلبة إلى التمكن من حل المشكلات، وعلى تنمية قدرتهم على التفكير الإبداعي والتكيف مع التغيير وإدارته بسرعة. تُعتبر الفصول الدراسية أونلاين بيئة طبيعية يزدهر فيها التعلم والطلاب وتنمو هذه المهارات وينتعش تبادل الأفكار دون عوائق أو قيود مكانية أو زمانية.
يتم النظر إلى الرياضيات والعلوم غالباً على أنها المحور الرئيسي للمناهج الدراسية التقليدية، بينما تحتل العناصر الأخرى الأكثر إبداعاً، بما في ذلك الرياضة، المركز الثاني. ومع ذلك، في عالم اليوم، حيث تمت برمجة الآلات للقيام بالعديد من الوظائف البشرية، سيواجه جيل الشباب المزيد من وقت الفراغ والحاجة إلى التواصل بشكل استباقي مع الآخرين. لذلك، من الأهمية بمكان العمل على تنمية المهارات الشخصية لدى أطفالنا وتعزيز الشعور بالرحمة والتعاطف لديهم وتشجيع تعلمهم ونموهم بصورة طبيعية.
على الرغم من حداثة وجودها على الساحة، نجحت أكاديمية بيرسون أونلاين في تحديد هويتها وصورتها على أنها بيئة تعليمية قائمة على اللطف وتضع الاهتمام بالآخرين ودعمهم على قمة أولوياتها. تتجلى هذه الروح في جميع جوانب الحياة المدرسية اليومية، إذ أن قيم التعاطف والنزاهة والمثابرة متأصلة في كل ما نقوم به ويظهر طلابنا هذه السمات يومياً.
التفاعل بين المعلم والطالب
يعطي مدرسونا في أكاديمية بيرسون أونلاين الأولوية لبناء علاقات إيجابية وتسهيل التفاعل مع طلابهم، وبذلك ينجحون بتنمية بيئة تعلم صحية وسعيدة تساعد على التعلم وتلبية الاحتياجات التنموية والنفسية والتعليمية للطلاب. تضمن هذه العلاقة الإيجابية، جنباً إلى جنب مع التخطيط الدقيق وتوفير الدعم الشخصي المفصل للطلاب، استمرارية ازدهار الطلبة المتقدمين في المناهج الدراسية مع سد الفجوات المعرفية أو تصحيح المفاهيم الخاطئة لمن هم في مرحلة مختلفة من رحلة التعلم الخاصة بهم في الوقت ذاته.
هناك سمتان رئيسيتان لنجاح أكاديمية بيرسون أونلاين في تخصيص التعلم، وهما: “التواصل مع المعلم”، و “ذا هاب”.
يتيح نظام “التواصل مع المعلم” للطلاب حجز جلسات مدتها 15 دقيقة أو أكثر مباشرة مع معلميهم، والعكس صحيح، وذلك بلمسة زر واحدة فقط، مما يتيح التدخل السريع والمستهدف والدعم الفوري وحصول الطلاب على الاهتمام الفردي اللازم والذي يضمن عدم ترك أي طالب في مؤخرة الركب، ودعم ودفع المتقدمين لتحقيق أفضل ما لديهم.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر “ذا هاب” للطلاب الفرصة للتعاون والتواصل والتركيز في مساحة مشتركة، تماماً مثل غرفة اجتماع الطلبة التقليدية. يلتقي الطلبة في مجموعات للتواصل والعمل بهدوء في مساحة مشتركة، أو التعاون على إنجاز المشاريع والواجبات المنزلية. كما أن لدينا مجموعات للتوجيه والتعليم الإضافي وتجمعات وبرنامج متنوع للمناهج الدراسية يسمح لطلابنا بالتفاعل مع بعضهم البعض أكاديمياً وبمشاركة اهتماماتهم.
لقد أصبح التعلم أونلاين مدمجاً في التعليم الحديث بشكل لا رجعة فيه وليس هناك شك في أن التعليم المستند إلى الإنترنت سيستمر في التوسع والنمو. تتمتع المؤسسات التعليمية التي تقدم التعليم أونلاين بميزة تنافسية على غيرها من المؤسسات التي تفتقر إلى مناهج دراسية مماثلة.
نحن نعيش في فترة زمنية حاسمة ومدهشة حقاً تجلب معها طرقاً جديدة ومبتكرة للتعلم، وتساعد على سد الفجوة الرقمية والعمل كمحفز للابتكار والرقمنة في أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم.
وبصفتها الشركة التعليمية الرائدة في العالم، تبرز أهمية أهداف بيرسون أكثر من أي وقت مضى، فهي تقود الطريق، باعتبارها أول شركة رقمية بارزة في العالم. تركز بيرسون على دفع وتعزيز التعلم الرقمي أونلاين، وتلبية الطلب المتزايد على شهادات الاعتماد الموثوقة.
التعليقات مغلقة.