الولاء الوظيفي … المعترك الحقيقي لإنجاح رسالة المؤسسة
بقلم / الدكتورة أحلام جاسم الحوسني، ... مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للإدارة العامة
لا شك أننا كخبراء في علم الإدارة، ندرك الأهمية البالغة لإدارة الموارد البشرية في كافة المؤسسات الحكومية، وكيانات الأعمال بلا استثناء، إذ هنا نجد معترك حقيقي لإبراز أفضل الممارسات الهادفة لتعزيز مسيرة الانتماء الوظيفي لدى كافة العاملين في المؤسسة، فلا شك أن علم إدارة الموارد البشرية، يعد من أهم أفرع علم الإدارة المعاصرة، بل في حقيقة الأمر ونظراً للتطورات المتسارعة في طروحاته بات علماً قائماً بذاته، فلا نجاح ولا تطور لأي مؤسسة مهما استحوذت على قدرات وأصول وموارد مادية واستثمارية ضخمة دونما أن تولي بالغ الاهتمام لكوادرها البشرية.
وهنا ومع إيلاء الاهتمام من قبل الإدارات العليا للمؤسسات باختيار أفضل الكوارد المؤهلة علمياً، ومهنياً، ومهارياً، فإن هذا لوحده لا يعدو ضمانة كفيلة بإنجاح خطط المؤسسة، إذ أن زرع الانتماء لديهم تجاه المؤسسة التي يعملون فيها هو الضمانة الأساسية، والداعمة لبذلهم المزيد من الجهد والإخلاص والتفاني في العمل لترجمة أهداف مؤسساتهم لواقعاً ملموساً ومشرفاً.
وهذا يتأتي من خلال سعي إدارات الموارد البشرية، لإشباع رغبات الموظفين وتحقيق ذاتهم تحت مظلة المؤسسة، وإشعارهم بالأمان الوظيفي، وتوفير مظلة لهم من المزايا المادية والمعنوية، كالراتب ومهام وبيئة العمل، والعلاقة مع الزملاء، ونمط الإشراف وتعامل الرؤساء مع المرؤسين وأشاعة روح فريق العمل والتساوي في فرص الترقية، بناء على الإنجاز والبعد عن بيئة الروتين والمحسوبية، الشفافية في العمل، واحترام القائد للموظفين والبعد عن الغطرسة، وتقدير رغبات الموظفين وتصحيح آخطائهم من خلال تعليمهم، وليس عقابهم، وشكرهم عند تحقيق الإنجازات.
جلها تبدو عوامل تجعلهم يبذلون المزيد من الجهد، وتعزز الولاء المؤسسي والوظيفي.
في نهاية المطاف، فإن الخدمات التي تقدمها المؤسسة للعملاء، أو مخرجات الأعمال، لن تكون بالشكل المأمول، أو تنال رضا العملاء، إلا من خلال رضا الموظف عن بيئة العمل، وحبه لمؤسسته بما يضمن نجاح أعمال المؤسسة في نهاية المطاف. بل سيكون معدل هجرة الموظفين للمؤسسة بحثاً عن فرص أفضل في أدنى مؤشراته، حيث سيرغب الموظفين في البقاء في تلك البيئة الجاذبة والمريحة، والتي تقدرهم وأيضا تحقق طموحهم في الحياة المهنية الكريمة.
التعليقات مغلقة.