النعيمي: التشكيل الجديد للحكومة يمثل نقلة نوعية في تطوير مسيرة العمل الحكومي في دولة الإمارات
قال سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن التشكيل الجديد لحكومة دولة الإمارات يمثل نقلة نوعية في تطوير مسيرة العمل الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يجسّد أولوية مركزية على أجندة الاهتمامات الخاصة بقيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، التي حرصت على الدوام على أن يكون لدينا حكومة قادرة على القيام بمهامها في مجالات تقديم الخدمات العامة؛ من تعليم، وصحة، وإسكان، وغيرها، بكل كفاءة وفاعلية.
وأشار سعادته إلى أنه وبالنظر لما تضمنه التشكيل الوزاري الجديد من إلغاء 50% من مراكز الخدمة الحكومية وتحويلها إلى منصات رقمية خلال عامين، ودمج نحو 50% من الهيئات الاتحادية مع بعضها أو ضمن وزارات، فإن ذلك يعد تأكيداً لمنهجية المرونة والاستجابة لعملية التشكيل التي أفرزت حكومة ستكون أكثر قدرة على التأقلم مع المتغيرات التي يموج بها عالمنا المعاصر، وابتكار الحلول لمواجهة التحديات المستقبلية، وهو ما ينسجم ويدعم ما حققته دولة الإمارات من سبق في مجال تعزيز مفهوم الحكومة الذكية، انطلاقاً من جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ورؤيته الثاقبة في تطوير العمل الحكومي، وترسيخ مفهوم الحكومة الذكية، ومن هنا، فقد تضمنت الحكومة الجديدة استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد.
وقال سعادته إن الحكومة الجديدة، وما تسعى إلى تحقيقه من أهداف كبرى ومرحلية، ستكون أداة أساسية لتنفيذ استراتيجية الدولة لما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وتسريع عملية التعافي من التأثيرات السلبية التي تمخضت عنها هذه الجائحة، والتي شملت دول العالم كلها بلا استثناء، موضحاً أن قضية الأمن الغذائي تعد من القضايا الحيوية في هذا السياق، ومن ثم فقد تضمن التشكيل الوزاري الجديد وزيرين لتحقيق هذه المهمة، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي لمتابعة مخزوننا الغذائي الوطني والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء والعلاقات الدولية في هذا المجال، ووزير البيئة لدعم المزارعين ورعاية ثرواتنا السمكية والحيوانية وتطويرها. وقال سعادته إن الزراعة حظيت بأهمية مركزية لدى دولة الإمارات منذ تأسيسها، إذ كان المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شديد الاهتمام بها، وكان يعتبرها أهم عنصر لاستقرار المجتمع، وقد سارت القيادة الرشيدة على نهجه، رحمه الله، في الاهتمام الكبير بالزراعة، وهو ما تجلّى أخيراً في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، عدداً من المزارع النموذجية لمجموعة من شباب الوطن في منطقة الباهية في أبوظبي، حيث نوه سموه بقدرة هذا النوع من المزارع على تعزيز اكتفاء الدولة الذاتي في هذا المجال، وتقليل الاعتماد على الخارج.
وأكد سعادته أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كمركز تفكير استراتيجي، سيبقى كعهده دائماً داعماً لعملية صنع القرار، من خلال إعداد الأوراق البحثية الخاصة بصنع السياسات وتقدير الموقف، وكذلك تنظيم المؤتمرات وورش العمل الداعمة لتحقيق هذا الهدف، وكل ما من شأنه تعزيز القضايا البحثية والعلمية، بما يسهم في تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وفي مقدمتها جعل دولة الإمارات الدولةَ الأفضل في العالم.
التعليقات مغلقة.