الناقلات الوطنية تجتاز كبوة «كورونا» وتحلّق إلى 284 وجهة
أظهرت الناقلات الوطنية نموذجاً عالمياً يحتذى به في التعامل مع التحديات التي فرضتها جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، وذلك على مدار عام منذ تعليق رحلات الركاب الجوية والترانزيت في 23 مارس 2020، لتنجح بعدها في التحليق من جديد، والوصول إلى أكثر من 70 % من وجهتها في فترة ما قبل الجائحة، ومن المتوقع أن تواصل مسيرة التعافي والعودة للنمو المطرد المحقق طوال السنوات الماضية، مستفيدة من قاعدة عريضة من الخبرات والإنجازات، نجحت في تحويل التحديات إلى فرص.
واصلت الناقلات الوطنية توسيع محطات الركاب، مع زيادة الوجهات أمام المسافرين، منذ العودة التدريجية لحركة الطيران، حيث تسيّر رحلاتها إلى 284 وجهة حول العالم حتى الآن، تشمل أكثر 100 وجهة لشركة «طيران الإمارات»، و59 وجهة لـ«الاتحاد للطيران»، و72 وجهة لـ«فلاي دبي»، و40 وجهة لـ«العربية للطيران»، فيما تضم محفظة «ويز إير أبوظبي» نحو 13 وجهة. وتكيفت الناقلات الوطنية سريعاً مع التحديات غير المسبوقة، التي فرضتها جائحة «كوفيد 19» عالمياً، ما خفف من حدة الأزمة، وسرعة الدخول في مرحلة التعافي، وذلك بعدما تعاملت باحترافية عالية ومرونة كبيرة، متفوقة على العديد من شركات الطيران العالمية والإقليمية في الأداء التشغيلي، والخدمات المقدمة للمسافرين.
واتخذت الناقلات الوطنية ومطارات الدولة منذ بداية الأزمة، مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية، لمواجهة الجائحة، بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، حيث تم توفير تقنيات متطورة وحديثة في المطارات، من بوابات التعقيم وأنظمة التحكم بالمصاعد بدون لمس، وتقنية التعقيم الذاتي للسلالم الكهربائية وكاميرات الرصد والكشف الحراري، وتحليل البوليميراز المتسلسل «PCR». وكثفت الناقلات الوطنية جهودها في إجلاء مواطني دولة الإمارات ومرافقيهم، ممن وجدوا في الخارج، أوقات ذروة أزمة «كورونا» وتصاعدها، في حين تم إجلاء رعايا الدول الشقيقة والصديقة، بالإضافة للأجانب، على متن الناقلات الوطنية التابعة للدولة، وتأمين عودتهم إلى دولهم سالمين، كما ساهمت الناقلات الوطنية في إيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى أكثر من 118 دولة حول العالم، استفاد منها الملايين من البشر، لا سيما العاملين في الخطوط الأولى لمواجهة الجائحة.
ورغم الظروف الصعبة التي يشهدها العالم بسبب الجائحة، زاد عدد الناقلات الوطنية إلى 6 ناقلات، وذلك مع حصول «العربية للطيران أبوظبي»، و«ويز إير أبوظبي»، الناقلتين الاقتصاديتين، رسمياً، على شهادة المشغل الجوي من الهيئة العامة للطيران المدني. ومع طرح لقاحات «كوفيد 19»، كثفت الناقلات الوطنية استعداداتها للتعامل مع التعقيدات اللوجستية، لتوزيعها وإيصالها إلى مختلف الدول، حيث أنشأت «طيران الإمارات» أول مركز شحن جوي في العالم، مخصص للقاحات في دبي، وأعادت تشغيل محطتها للشحن «سكاي سنترال» في دبي الجنوب، لتكون بمثابة مركز ربط مخصص لتخزين سلسلة الشحن المبرّد، وتوزيع اللقاحات عبر العالم، فيما انضمت «الاتحاد للطيران» إلى ائتلاف الأمل، الذي تقوده أبوظبي، لتسهيل إجراءات توزيع لقاح كوفيد على امتداد العالم، مع توفير حلول متكاملة لسلسلة التوريد، تغطي التخطيط للطلب، والاستعانة بمصادر ومرافق عالمية المستوى لنقل الشحنات.
طيران الإمارات
حققت طيران الإمارات إنجازات كبيرة في الأشهر الماضية، بفضل مرونتها وسرعة تحركها ومبتكراتها في مواجهة الجائحة، وريادتها الصناعة في مبادراتها لتعزيز الثقة بالسفر جواً، والعمل على تحقيق راحة ورفاه العملاء، إلى جانب نهجها الذي يركز على العملاء، والاستخدام الأمثل لأسطولها لجني الإيرادات، وتحقيق التوازن بين ضوابط العمل والبروتوكولات الجديدة للصحة والسلامة، مع المحافظة على تجربة الركاب الرائدة في الصناعة.
وأدى التطبيق المتكامل والمتناسق لإجراءات السلامة ومعايير النظافة، مع الحفاظ على مستويات الخدمة العالية، إلى تصنيف طيران الإمارات «الناقلة الأعلى أماناً في العالم»، في استجابتها لجائحة «كوفيد 19»، كما قادت طيران الإمارات الصناعة، حين أصبحت أول ناقلة في العالم تقدم تغطية طبية مجانية ضد «كوفيد 19» لركابها في جميع الدرجات، الذين يسافرون إلى أي وجهة ضمن شبكة خطوطها. وأتبعت ذلك بخطوة أخرى، حيث قدمت منذ 1 ديسمبر الجاري، أول تأمين سفر متعدد المخاطر في الصناعة، بما في ذلك تغطية «كوفيد 19».
وتخدم طيران الإمارات حالياً، أكثر من 100 وجهة عالمية، فيما تعمل الناقلة على إعادة بناء شبكتها بأمان في الأشهر المقبلة، مع استمرار تخفيف قيود السفر والطيران. كما تستخدم الناقلة طائراتها البوينغ 777، وعددها 151 طائرة، عبر شبكتها لنقل الركاب والبضائع. وخلال الجائحة، واصلت «الإمارات للشحن الجوي»، تعزيز شبكة خطوطها لتلبية الطلب العالمي القوي على الشحن لنقل السلع الأساسية والأدوية، ومعدات الوقاية الشخصية والأغذية الطازجة، وغيرها من المنتجات، ما ساعد على تحقيق الإيرادات.
الاتحاد للطيران
تعاملت «الاتحاد للطيران» بمرونة، منذ صدور قرار استئناف رحلات الركاب مجدداً، بزيادة وتيرة الرحلات بشكل تدريجي، لتصل إلى 59 وجهة الشهر الجاري، مع إضافة 3 وجهات جديدة، وهي سيشيل والدار البيضاء وموسكو، على أن تضيف وجهات أكثر خلال فترة الصيف. ومع نهاية العام الماضي، نقلت «الاتحاد» أكثر من 4.2 ملايين مسافر، بعائدات 1.2 مليار دولار، ووصل عدد المقاعد المتاحة لكل كيلومتر إلى 37.5 ملياراً، وبلغ معدّل إشغال المقاعد 52.9 %، وتمكّنت الشركة من تسجيل أداء قوي على صعيد عمليات الشحن، مع زيادة بنسبة 66 % في العائدات، حيث ارتفعت من 0.7 مليار دولار في 2019، إلى 1.2 مليار دولار في 2020، مدفوعة بارتفاع كبير في الطلب على التجهيزات الطبية.
وأطلقت «الاتحاد للطيران»، مع بداية الجائحة، برنامج الصحة والسلامة، الرائد على مستوى القطاع، لضمان سلامة ضيوفها، وراحة بالهم في كل مرحلة من مراحل رحلتهم. ووفرت الشركة أيضاً تأميناً صحياً ضد «كوفيد 19»، مع كل تذكرة سفر يتم حجزها، بحيث يحظى المسافرون بتغطية صحية طوال وجودهم خارج بلادهم.
وتعتبر «الاتحاد»، شركة الطيران الوحيدة التي تطلب من كافة المسافرين على متن رحلاتها، تقديم نتيجة فحص سلبية لمسحة الأنف قبل المغادرة وعند الوصول إلى مطار أبوظبي، حيث يجري العمل وفق هذا التدبير الوقائي، منذ أغسطس 2020.
وتسلمت الناقلة طائرتين جديدتين طراز «بوينغ 787»، خلال عام 2020، ليرتفع عدد أسطولها إلى 103 طائرات، بعمر وسطي يصل إلى 6.2 سنوات فقط. وبامتلاكها 39 طائرة دريملاينر، تكون الاتحاد أكبر مشغّل حول العالم لهذا الطراز من الطائرات عالية الكفاءة.
وخلال العام الماضي، سيرت الاتحاد للطيران رحلات إنسانية خاصة، لتوفير التجهيزات والمواد الطبية الضرورية، بما في ذلك معدات الوقاية الشخصية، وأجهزة التنفس، وحديثاً اللقاحات للدول المتأثرة، حيث سيّرت الشركة 183 رحلة جوية خاصة لنقل أكثر من 2,500 طن من البضائع الضرورية إلى 129 دولة، من بينها إنشيون في باراغواي، وهافانا في كوبا، وسانت كيتس ونفيس في جزر الكاريبي، وليما في بيرو.
وفي نوفمبر 2020، انضمت الاتحاد إلى ائتلاف الأمل، الذي تقوده أبوظبي، لتسهيل إجراءات توزيع لقاح كوفيد على امتداد العالم، مع توفير حلول متكاملة لسلسلة التوريد، تغطي التخطيط للطلب، والاستعانة بمصادر ومرافق عالمية المستوى، لنقل الشحنات ذات الحساسية تجاه الحرارة، في ظل ظروف شديدة البرودة، تصل إلى -80 درجة مئوية. ويجري توزيع أدوية اللقاح من قبل الاتحاد، أول شركة طيران على مستوى الشرق الأوسط، تحصل على اعتماد مركز تميّز المدققين المستقلين لخدمات نقل الأدوية، التابع للاتحاد الجوي للنقل الجوي. وبحلول نهاية 2020، تمكنت الاتحاد من نقل ما يزيد على خمسة ملايين جرعة لقاح في إطار الائتلاف.
فلاي دبي
نجحت «فلاي دبي» في زيادة عدد وجهتها إلى 72 وجهة في جميع أنحاء أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى، ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، تشكل أكثر من 80% من حجم شبكتها، مقارنة بمستوياتها قبل الجائحة.
العربية للطيران
تسير «العربية للطيران» رحلاتها حالياً إلى 40 وجهة حول العالم، ونجحت الشركة في تحقيق إيرادات قدرها 1.85 مليار درهم، وأرباحاً صافية قدرها 20 مليون درهم في العام الماضي، رغم تداعيات الجائحة، كما قدمت خدماتها لنحو 4.4 ملايين مسافر، انطلاقاً من مراكز عملياتها الخمسة، فيما تواصل الشركة تركيزها على اتخاذ المزيد من الإجراءات الإضافية، التي من شأنها المساهمة في تحسين هيكلية التكلفة للمجموعة، ومتابعة استئناف عملياتها تدريجياً.
«العربية» و«ويز إير»
شهد العام الماضي، إطلاق «العربية أبوظبي» في أعقاب اتفاقية تعاون وقعتها «الاتحاد للطيران» و«العربية للطيران»، لتأسيس أول شركة طيران منخفض التكلفة في العاصمة، وأقلعت أولي رحلات الشركة إلى الإسكندرية في يوليو الماضي، وتبعها إطلاق ثماني وجهات إضافية من مطار أبوظبي الدولي.
كذلك تم إطلاق «ويز إير أبوظبي»، واعتمادها سادس ناقل وطني لدولة الإمارات، بما يعكس القوة والثقة التي يتمتع بها قطاع الطيران في دولة الإمارات، وآفاقه الواعدة على المدى الطويل، ويدعم المكانة المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات، باعتبارها محوراً عالمياً للسفر الجوي.
التعليقات مغلقة.