الممر الاقتصادي … حصاد وتحولات تاريخية في نتائج اجتماعات مجموعة العشرون
استطلاع خاص للخبراء لـ"مجلة استثمارات الإماراتية"
اعداد / رباب سعيد – مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية- للشؤون العربية
حققت رئاسة الهند لمجموعة العشرين أولى انجازاتها بالموافقة رسميا على عضوية الاتحاد الإفريقي ضمن المجموعة… ليصبح على قدم المساواة مع الاتحاد الأوروبي، لكن مشهد “قمة الـ20” من نيودلهي جاء مختلفاً هذه المرة، فما خطف الأضواء ليس اجتماع القادة….. بل اجتماع “الشراكة من أجل “البنية التحتية العالمية” حيث أعلنت كلا من دولة الإمارات والسعودية والهند والولايات المتحدة عن مشروع ضخم…. لإنشاء ممر يربط الهند بالشرق الأوسط ومن ثم أوروبا ليحفز التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الربط والتكامل الاقتصادي بين هذه البلدان.خاصة أن المشروع يتكون من ممرين منفصلين الشرقي الذي يربط الهند مع الخليج العربي والشمالي الذي يربط الخليج بأوروبا.
تشمل الممرات ضمن المشروع الطموح سكك حديدية ستشكل بعد إنشائها شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات ….ومن المقرر استغلال الممر لتصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية كونه جزء من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
السعودية والممرات الخضراء
وقعت السعودية وأمريكا مع إنطلاق قمة العشرين مذكرة تفاهم لتأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، من خلال الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي ، الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا
ويهدف هذا المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية. كما يهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ
بديل لمبادرة الحزام الطريق
وفى السياق ذاته يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور شريف الدمرداش في تصريحه لـ”مجلة استثمارات الإماراتية” إن مشروع الممر الاقتصادي الجديد سيقدم بديلا لمبادرة الحزام والطريق الصينية بقيادة الولايات المتحدة التي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة بعد أن شهدت تحركات الصين في الفترة الأخيرة نشاطا ملحوظا وكان آخرها محاولة جمع الدول الشرق أوسطية مع روسيا لإنشاء عملة موحدة لمواجهة الدولار في تجمع البريكس وشدد على أن تبني مشروع عابر للقارات سيكون مرتبط بتحقيق درجة عالية من الأمان لضمان تأمين نقل البضائع والطاقة والتي سيكون لها مردود أخر على حل أزمة نقص الوقود في أوروبا ومنع تحكم روسيا في الأزمة.
وأوضح أن مشروع الممر الاقتصادي الضخم سيسهم حال تنفيذه في إنعاش اقتصادات الدول المرتبطة به ونظرا لثقل هذه الدول فسيكون له مردود على الاقتصاد العالمي مشيراً إلى التزام دول المجموعة بتعزيز التجارة المفتوحة والعادلة للسلع وعدم فرض قيود على الصادرات وتفعيل قواعد منظمة التجارة العالمية.
واختتم الخبير الاقتصادي شريف الدمرداش أن نتائج قمة العشرين شددت على دول المجموعة عدم فرض حظر أو قيود على التصدير، والحد من تشوهات السوق وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية ذات الصلة، متوقعة مزيدا من الصعاب بسبب الأزمات المتتالية التي تهدد النمو العالمي على المدى الطويل، بجانب التشديد الملحوظ لشروط الحصول على التمويلات الدولية. بالإضافة إلى حل أزمة الطاقة في أوروبا كذلك تصدير الكهرباء عن طريق الممرات الجديدة ومن المقرر استغلال الممرات لتصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية كونه جزء من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. للوقود الحيوي لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية من خلال تسهيل التجارة في الوقود الحيوي المشتق من مصادر طبيعية.
الممرات الخضراء
وقعت السعودية وأمريكا مع إنطلاق قمة العشرين مذكرة تفاهم لتأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، من خلال الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا. ويهدف هذا المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية. ويهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع.
مناطق لوجستية
وفي هذا الإطار أكد أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحرية الدكتور علي الأدريسي إن إنشاء طريق جديد لربط الدول الأسيوية بالقارة الأوروبية مرورا بالشرق الأوسط، سيسهم في تحقيق معدلات أكبر لحجم التجارة الدولية وسيساعد في تنويع الاقتصاديات المختلفة عبر إقامة مناطق لوجستية وتحقيق التكامل الاقتصادي مع دول الممر.
وأوضح “لمجلة استثمارات الإماراتية” أن مبادرة الحزام والطريق لها عدد من المميزات التي ستخدم التنمية في الدول المشاركة فيها لكن أيضا إنشاء ممر جديد سيكون عامل دعم إضافي لمجموعة من الدول العربية والآسيوية خاصة وأن الولايات المتحدة ستكون عنصرا فعالا في إنشاء هذا الممر الاقتصادي، وكلما كانت هناك سيولة في انتقال البضائع سينعكس هذا على زيادة النمو الاقتصادي وحركة التجارة العالمية . وأشار إلى أن منح الاتحاد الإفريقي عضوية داخل مجموعة العشرين سيتيح للقارة السمراء المشاركة في القرارات الاستراتيجية في العالم ويساعدها على إيجاد حلول لأزمات الفقر والديون ونقص التمويل التي تعاني منها أغلب دولها
قناة السويس ممر ملاحى يربط القارات الثلاث……
استبعد الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة ومستشار الاستثمار الدولى أن يؤثر الممر الاقتصادي الذي تم الإعلان عنه في قمة العشرين بالهند على إيرادات قناة السويس أو التجارة العالمية التي تمر من خلالها. وقال في حديثه “لمجلة استثمارات الإماراتية ” لا أعتقد أن يؤثر المشروع الجديد على قناة السويس المصرية التي يمر بها 12 في المئة من حركة التجارة العالمية. أضاف الدكتور يسري أن عدم تأثر قناة السويس بالمشروع يرجع إلى العديد من الأسباب أهمها: انخفاض تكلفة النقل البحري مقارنة بالبري، زيادة حجم البضائع المنقولة عبر السفن والحاويات البحرية مقارنة بوسائل النقل الأخرى، وأن المرور بقناة السويس لا يحتاج إلى أعمال شحن وتفريغ للمنتجات التي تحملها السفن.
وأشار إلى أن “السفن تمر عبر قناة السويس دون المساس حمولتها، أي لا تتم عمليات تفريغ وشحن أكثر من مرة، بل تظل الشحنة كما هي وبنفس الطريقة التي تم التحميل بها في بلد القيام حتى الوصول إلى الميناء المستهدف، وبالتالي لا توجد أي تلفيات”.
ولفت الدكتور يسري الشرقاوي إلى أن موقع مصر الاستراتيجي يعطي ميزة تنافسية لقناة السويس حيث يربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، فضلا عن تسهيل عملية الانتقال من خلال قناة السويس بعد افتتاح القناة الجديدة.واختتم بقوله: المشروع الجديد سيكون إضافة وداعم لقناة السويس، نظرا لزيادة التجارة الدولية بشكل سنوي، في إطار سعي مصر للارتباط بمحيطها الإقليمي من خلال طريق القاهرة كيب تاون، وهو الطريق الذي سيربط مصر بشمال أفريقيا حتى المحيط والمغرب، وطريق ربط مصر بتشاد.
شرق أوسط جديد
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الإعلان عن إنشاء الممر الاقتصادى، وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية فإن المشروع يتألف من ممرين منفصلين هما “الممر الشرقي” الذي يربط الهند مع الخليج العربي و”الممر الشمالي” الذي يربط الخليج بأوروبا.
وأشار الوكالة إلى أن الممرات تشمل سكة حديد ستشكل بعد إنشائها شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات.
وقالت ، إنه على هامش قمة العشرين المنعقدة في الهند أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع (الممر الاقتصادي) لربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مشيراً إلى أن الاتفاق سيتيح فرص جيدة للطاقة النظيفة والكهرباء النظيفة ومد الكابلات لربط المجتمعات.، ويعمل على ربط الموانئ عبر قارتين
ربط قاري للموانئ
وفى السياق ذاته قالت الدكتورة شرين الشواربي الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن توقيع ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مذكرة تفاهم بشأن مشروع (الممر الاقتصادي) لربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، سيتيح فرص جيدة للطاقة النظيفة والكهرباء النظيفة ومد الكابلات لربط المجتمعات.، ويعمل على ربط الموانئ عبر قارتين
ولفت الدكتورة شرين الشواربي إلى أن الشرق الأوسط سيصبح أكثر استقراراً ازدهاراً وتكاملا، والمشروع سوف يسهم في تطوير وتأهيل البنية التحتية وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، والمشروع يتضمن مد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقة عالية.واضافت الدكتورة شرين الشواربي أن حجم التبادل التجاري غير البترولي بين مصر والهند بلغ خلال الـ 11 شهرا الأولى من عام 2022، نحو 4.1 مليار دولار منها 723 مليون دولار صادرات مصرية، كما تبلغ قيمة الاستثمارات الهندية في مصر حوالي 3.2 مليار دولار في عدد 52 مشروعاً في مجالات الكيماويات وأسود الكربون والتعبئة والتغليف والمنتجات الغذائية والسياحة.
مزايا هذا المشروع حال تطبيقه
ومن جانبه أكد الدكتور احمد عز الدين المحلل المالي واقتصادي أنه بالتزامن مع توسيع دول الاعضاء المنضمة لمجموعة بريكس، وزيادة فاعلية المجموعة، فالولايات المتحدة تعمل على سحب البساط من تحت الصين لاستمرار سيطرة أمريكا على الاقتصاد العالمي، بسبب تخوفاتها من دور المجموعة خلال الفترة القادمة،. ونوه، إلى أنه في حال تم تطبيق مشروع مثل هذا، فإنه سيكون له العديد من النتائج الإيجابية، حيث أنه لن يكون هناك عقبات أو عراقيل تواجه عملية التبادل التجاري بين هذه الدول، مما يزيد من حجم الاستثمارات المتبادلة، مؤكدًا على أن أمريكا لن تسمح بأي مشاريع تعيق مصالحها الشخصية، بدليل رفع سعر الفائدة الدائم من جانب الفيدرالي الأمريكي
تعزيز عملية التبادل التجاري
وكانت دول الهند والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، قد اتفقوا على توقيع مذكرة تفاهم لتطوير ممر اقتصادي يربط بين الهند وأوروبا والشرق الأوسط لتعزيز عملية التبادل التجاري، جاء ذلك خلال انعقاد قمة العشرين بالهند
التعليقات مغلقة.