المغرب يحتفي بالاعتراف الأمريكي بالصحراء الغربية
احتفى المغرب، أمس الجمعة، بنجاحه الدبلوماسي، بعدما حصل من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على إعلان يعترف بسيادته على الصحراء الغربية، التي يطالب بها منذ عقود، مقابل إقامة علاقات مع إسرائيل.
جاء الإعلان يوم الخميس الماضي عبر تغريدة مزدوجة لترامب، أشادت الأولى بـ«تقدم تاريخي» تمثل في «إقامة علاقات دبلوماسية كاملة» بين إسرائيل والمملكة المغربية، فيما وصفه بأنه «اختراق هائل في سبيل السلام في الشرق الأوسط»، وأعلنت الثانية اعترافه بسيادة المملكة على المنطقة الصحراوية المتنازع عليها
ورحبت الصحافة المغربية بالإجماع بما وصفته «الانتصار» بنيل الاعتراف بـ«مغربية الصحراء»، في إشارة إلى المستعمرة الإسبانية السابقة، التي يتنازع المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر على السيادة عليها منذ عقود.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنه على الرغم من إعلان ترامب الاعتراف بـ«مغربية الصحراء»، فإن واشنطن ما زالت تدعو إلى الحوار. وقال في بيان إن «الولايات المتحدة ما تزال تعتقد أن المفاوضات السياسية وحدها هي التي يمكنها حل الخلافات بين المغرب وجبهة البوليساريو».
بدوره، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن الاعتراف بـ«مغربية الصحراء» هو «اختراق دبلوماسي تاريخي»، في حين أن إقامة علاقات مع إسرائيل «جزء من استمرارية» مرتبطة بـ«خصوصية المغرب من خلال الروابط بين الملك والجالية اليهودية».
من جهتها، رحبت فرنسا بـ«باستئناف العلاقات الدبلوماسية» بين إسرائيل والمغرب. وكررت باريس موقفها باعتبار «خطة الحكم الذاتي المغربية أساساً لمحادثات جادة وذات مصداقية» لحلّ يجري التفاوض عليه برعاية الأمم المتحدة.
ويطالب المغرب بالسيادة على المستعمرة الإسبانية السابقة، وكذلك جبهة البوليساريو التي تحظى بدعم الجزائر، جارة الرباط والمنافسة الإقليمية الكبرى لها. وقد توقفت المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل للمنطقة منذ ربيع عام 2019.
في منتصف نوفمبر، عزز المغرب الذي يسيطر على ثلثي مساحة الصحراء الغربية وواجهتها البحرية الغنية بالأسماك ومخزون الفوسفات، تواجده عبر إرسال قواته إلى منطقة عازلة كانت تسيطر عليها الأمم المتحدة، بهدف تأمين الطريق الوحيد إلى غرب إفريقيا في أقصى الجنوب. ومنذ ذلك الحين، والوضع متوتر بعدما انتهكت جبهة البوليساريو اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة.
وبحسب وزير الخارجية المغربي، فإنه في نهاية «سنوات عدة من العمل والتواصل النشط»، توّجت الجهود الدبلوماسية المغربية فيما يتعلق بقضية الصحراء «باعتراف الولايات المتحدة، القوة العظمى لمجلس الأمن واللاعب المؤثر على الساحة الدولية».
ونتيجة هذا الإعلان، ستفتح الولايات المتحدة قنصلية في الداخلة، الميناء الكبير للصحراء الغربية، والمغرب «سيعيد فتح مكتب دبلوماسي» كان موجوداً بين عامي 1994 و2002، فيما كان العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني مؤيداً لعملية السلام التي شهدت توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، كما أكد مسؤول دبلوماسي مغربي رفيع المستوى.
وتشمل المفاوضات فتح خط جوي مباشر بين المغرب وإسرائيل حيث يعيش 700 ألف يهودي من أصول مغربية، وأيضاً «العمل من أجل الاستثمار» من الجانب الأمريكي، وتطوير «التعاون الاقتصادي» مع إسرائيل، وفق المصدر نفسه.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد مساء الخميس للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن تدابير إقامة علاقات مع إسرائيل «لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة».
التعليقات مغلقة.