«المستكشف راشد» يدخل مدار القمر
وصلت مركبة الهبوط «هاكوتو – آر»، التي تحمل على متنها المستكشف راشد إلى مدار القمر، وسيتم تشغيل أنظمة المستكشف 5 مرات حتى استكمال المناورات في مدار القمر، ومن المُقرر هبوط أول مهمة إماراتية على سطح القمر في أواخر شهر أبريل المقبل.
وتأخذ المركبة الفضائية طريقاً منخفض الطاقة بدلاً من الاقتراب المباشر من القمر، بحيث لا تعتمد المركبة «هاكوتو- آر» على المسافة التي تقطعها يومياً خلال رحلتها، بقدر اعتمادها على المدار الذي تتخذه، والمتمثل بالخروج من مدار كوكب الأرض للوصول إلى أبعد نقطة عنه، والتي تعتبر النقطة المحورية لإعادة توجيه المسار بطريقة صحيحة، كي يتم بعدها ما يشبه السقوط الحر نحو الجاذبية القمرية، ليبدأ فعلياً الدخول في المدار القمري.
وتوفر مركبة الهبوط «هاكوتو – آر»، خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط، حيث سيتم إرسال الأوامر واستقبالها، وتحليل المعلومات الواردة يومياً حتى وصول المستكشف بنجاح إلى سطح القمر.
وتستغرق مهمة المستكشف راشد نهاراً قمرياً واحداً ما يوازي 14 يوماً أرضياً، يبدأ بعد شروق الشمس في منطقة الهبوط إلى ما قبل غروب الشمس، حيث سيتحرك المستكشف ضمن أماكن مختلفة، فيما لكل موقع خطة علمية لاستكشافه، بينما تعتمد إمكانية تمديد المهمة ليوم قمري آخر، على كفاءة بطاريات الشحن وتوفر الطاقة حينها، وفي حال حدوث ذلك سيعد هذا الأمر إنجازاً كبيراً، لأن أغلب المهمات تنتهي بعد الليل القمري.
وسيتحرك المستكشف على سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء؛ ولذلك فإن البيانات والصور التي سيوفرها سوف تكون حديثة وذات قيمة علمية ومعرفية كبيرة.
ويشكل موقع هبوط المستكشف راشد أهمية كبرى ليس للإمارات فقط، بل للعالم أجمع، لكونه موقعاً لم تصله أي بعثات علمية سابقاً، ما يجعل الإمارات سبّاقة في توفير إجابات للبشرية، حيث تم اختيار فوهة أطلس، الواقعة عند 47.5 درجة شمالاً و44.4 درجة شرقاً، على الحافة الخارجية الجنوبية الشرقية لمنطقة ماري فريغوريس، أو ما يُعرف بـ«بحر البرد» الواقعة أقصى شمال القمر.
ويعد المستكشف راشد واحداً من أكثر المركبات تقدماً وتطوراً التي تصل إلى سطح القمر، ويتميز بعدد من المواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، حيث تم تزويده بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، فيما يحمل 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر.
التعليقات مغلقة.