المستثمرون يتكيفون مع التحول الكبير في اتجاهات الاحتياطي الفيدرالي
المستثمرون يتكيفون مع التحول الكبير في اتجاهات الاحتياطي الفيدرالي
شهدت الأسهم الأمريكية تقلبات شديدة في الأسبوع الماضي ما جعل المؤشرات تتحرك عدة نقاط مئوية في كلا الاتجاهين، وتعتبر التحركات الكبيرة غير عادية ولكنها أيضاً ليست غريبة عندما تنخفض المؤشرات بشكل كبير، وقد نشأت هذه التقلبات الأخيرة بسبب تحول الاحتياطي الفيدرالي إلى ما يمكن أن يكون «استراتيجية رفع أسعار الفائدة» والتي ربما تكون أكثر شراسة من المتوقع.
أكد المحللون الاستراتيجيون أن الأمر قد يزداد سوءاً فيما يحاول السوق إيجاد أرضية. وبشكل عام لم تكن هناك فترات كثيرة مشابهة لهذه الفترة والتي تأرجح فيها مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1000 نقطة في كلا الاتجاهين، وتحركت الأسهم صعوداً وهبوطاً عدة نقاط مئوية في يوم واحد.
يرى الخبراء أن في هذه الحالة يتكيف المستثمرون مع التحول الكبير من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث يبتعد البنك المركزي عن سياسته السهلة المتمثلة في عدم وجود معدلات فائدة. وهذا بدوره دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في التقييمات عبر سوق الأوراق المالية بأكمله.
ويشبه سام ستوفال، كبير الخبراء الاستراتيجيين في الاستثمار في مركز البحوث المالية والتحليل، بأن هذا مثل لعبة شد الحبل، والتقلب مثل ضغط الدم الذي يرتفع عندما يكون الشخص خائفاً وقلقاً وعصبياً والأمور ملتبسة عليه. وكانت الأسهم الأولى التي تعرضت للضرر هي الأسماء رفيعة المستوى التي استفادت من أسعار الفائدة المنخفضة ثم امتد البيع إلى أسهم النمو والتقنية الأخرى قبل أن تشمل السوق بأكمله هذا الشهر.
وفقاً لبيسيبوك كان لمؤشر ستاندر آند بورز 500، نطاق يومي لا يقل عن 2.25٪ الأسبوع الماضي، وأغلقت المتوسطات الرئيسية يوم الجمعة على ارتفاع، ما قضى على خسائر الأسبوع بعد أن نجت من ارتداد آخر في وقت متأخر من اليوم الأخير للأسبوع.
لماذا كان السوق مهزوزاً؟
قال باري كناب مدير الأبحاث في آيرونسايدس ميكرواكونوميك، إن ما تدور حوله محاور السياسة. في الجزء الأول يكون الفيدرالي سهلًا والنمو يتعافى بسرعة، وتصبح لديك أرباح في ارتفاع وأمامك سياسة نقدية سهلة ودوافع قوية. يقول هذا ما كان لدينا العام الماضي ولكن لم يكن من المفترض أن يتركها الفيدرالي تذهب إلى هذا الحد ولا تكون في دورات الأعمال الأخرى، ولهذا السبب خلق رد فعل عنيفاً.
في الأسبوع الماضي جعل البنك المركزي الأسواق أكثر توتراً عندما أطلع رئيس الفيدرالي جيروم باول وسائل الإعلام وأقر بأن الفيدرالي يمكن أن يتحرك بشكل أسرع مما توقعته الأسواق لرفع أسعار الفائدة هذا العام. تحرك سوق العقود الآجلة على الفور إلى سعر بخمسة ارتفاعات لعام 2022.
قال مايكل أرون، كبير الخبراء الاستراتيجيين في الاستثمار في شركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرس، إن المستثمرين يدركون أيضاً أن الأرباح ليست قوية كما كانت فوفقاً لريفينيتيف فاقت حتى الآن 77٪ من الشركات أبلغت عن أرباح أعلى بنسبة 4٪ من التوقعات للربع الرابع، وهذا أقل بكثير من متوسط 16٪ في الأرباع الأربعة الماضية ولكنه يتماشى مع المتوسط على المدى الطويل. أضاف، إن كل هذا ينتج عنه تقلبات إضافية في السوق حتى يستوعب المستثمرون هذه الفترة الانتقالية، وعلى الجانب الآخر من هذا يجب أن يستمر الاقتصاد في التوسع، والأرباح في التحسن، ويقول هذا كافٍ للحفاظ على الأسواق لكنه يعتقد أنه يتكيف مع التحول في السياسة النقدية والسياسة المالية والأرباح.
هنالك مخاوف وسط المستثمرين من هذه التقلبات بسبب الهدوء النسبي العام الماضي. قال ستوفال إن المتوسط الطبيعي للوقت بين الانخفاضات بنسبة 5٪ أو أكثر في ستاندر آند بورز 500 هو 104 أيام ولكن في عام 2021 استمر مؤشر ستاندر آند بورز 500 لمدة 293 يوماً تقويمياً قبل أن يهبط أكثر من 5٪ في سبتمبر 2021، وقبل ذلك تراجع السوق بأكثر من 5٪ بين سبتمبر ونوفمبر 2020.
ما وراء هذه التحركات
قال كناب: السوق عندما كان في حالة ركود كان كبار المستثمرين يستخدمون الخيارات والعقود الآجلة للتحوط من سوق منخفضة التقلبات، فالتحول إلى السوق الذي يقوم بحركات مفاجئة يجبرهم على تغيير الاستراتيجيات وهذه العملية هي جزء من سبب المطبات الكبيرة في سوق الأسهم. أضاف: «عندما لا يعد صناع استريت والسوق لهم تقلبات قصيرة المدى على المدى الطويل، وعندما لا يستطيعون تحملها لأنها طريق مكلف للغاية فهم حينها ليسوا موجودين لتخفيف الضربة، وعندها تصبح الضربة قوية. يرى أيضاً أن المستثمرين سيتحوطون في نهاية المطاف لنطاق أوسع من التقلبات وسيهدأ السوق، لكن من المرجح أن تظل التحركات خلال اليوم مرتفعة أكثر مما كانت عليه».
قال ستوفال، إن المقياس الرئيسي الذي تجب مراقبته هو مسار عائد سندات الخزانة لمدة 10 أعوام، وهو معيار مهم يؤثر في الرهون العقارية ومعدلات الإقراض الأخرى، فبعد ظهر يوم الجمعة كان عند 1.78٪ منخفضاً عن أعلى مستوياته للأسبوع. يقول إنه يؤثر أيضاً على آراء المستثمرين بشأن تقييمات الأسهم، ويقول إن التحرك للأعلى في 10 أعوام يشير إلى أن نسبة السعر إلى الأرباح لمؤشر ستاندر آند بورز 500 لديها مجال للتحرك للأدنى.
في الأسبوع المقبل سيراقب المستثمرون الأرباح الرئيسية، مثل الفابت، وأمازون، وإكسون موبايل، وتقارير شركة بريستول مايرز سكويب، وميرك، وكذلك فورد وجنرال موتورز. هناك أيضاً بيانات اقتصادية رئيسية وأهمها تقرير التوظيف لشهر يناير الصادر يوم الجمعة.
التعليقات مغلقة.