المخرج المصري / محمد عبد العزيز في حواره مع “مجلة استثمارات الإماراتية “
التواجد المصري في مهرجانات السينما العالمية تحت بند "المشاركة فقط"
أجرت الحوار/ رباب سعيد – مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية – القاهرة
في كثير من الأحيان عندما تتشابه الأمور وتتداخل ويحمل المشهد قدرا من الإلتباس تصبح هناك ضرورة فى أن نتوقف قليلا ليس لإلتقاط الأنفاس فقط…. ولكن لنستطيع أن نتأمل حال السينما المصرية …..ونرى تفاصيل قد تكون غابت عنا وفى مثل هذه الوقفات يكون اللجوء إلى المعلم والمخرج …. نتعلم وندرك أين نقف بدءا من العمل ..ووصولا إلى مستقبل السينما، بل لنكن أكثر جدية وتحديدا ونقل مستقبل السينما المصرية و العربية خصوصا عندما يكون المخرج هو من ساهم بقوة في شكل وجه السينما المصرية ٦٧ فيلم روائي و٢٠ مسلسل ٣ مسرحيات. هو المخرج المصري العبقري” محمد عبد العزيز” في حوار أجرته معه “،مجلة استثمارات الإماراتية” والتي طرحت عليه الكثير من التساؤلات حول عدم وصول العمل الفني إلى العالمية على الرغم من امتلاك مصر ذخيرة فنية وأدبية و مخرجين ومديرين تصوير على أعلى مستوى…..
المخرج محمد عبد العزيز” أحد الاعمدة الرئيسة فى تاريخ السينما المصرية وأستاذ بمعهد السينما تخرج على يده الكثير من المواهب ، عمل مع الزعيم عادل امام ما يقرب من ١٨ فيلم.. قالوا عنه إذا كان العمل مع محمد عبد العزيز متعه حقيقة… فإن الجلوس إليه والاستماع لما يطرحه من أراء وفهم ووعى بلا شك يحمل متعة أكبر،
مخرج ورؤية….
يقول المخرج المصري / محمد عبد العزيز في حديثه مع “مجلة استثمارات الإماراتية” أن السينما المصرية طرحت العديد من الموضوعات الهامة ، و أثرت العالم العربي بكنوز كثيرة ولكن لم تخرج عن نطاق العربي…، أما الغرب يعتمد على القضايا العامة والتى تكن محل اهتمام جميع البلدان العربية والأوروبية … على حدا سواء
ولهذا فإن التعامل بنفس وجهة النظر مع الفن بشكل عام والسينما والمسرح بشكل خاص…. حيث يرى أن المسرح لم ينتهي بمجيء السينما، وكذلك الشعر والرواية، لم ينتهوا بظهور السينما، فمثلا فيلم ” دعاء الكروان” هو فيلم عالمي من وجهة نظره، موضحا أنها ملحمة فنية تمثيلية للكاتب طه حسين ولكن القصة محلية…رغم قوة العمل والمبدعين المشاركين بداية من فاتن حمامه وزهرة العلا احمد مظهر وغيرها من مجموعة العمل
…لكن بالنظر إلى الآن المجد للصورة، البصر سيحل محل الذهن، حيث يشاهد الجميع فيلم السينما، ولكن كل شخص يراه من وجهة نظره، وهنا أتذكر قول العالم لافوازيه حينما قال عن الكون “لا شىء يضاف إليه ولا شىء ينقص منه”، ما زاد فقط ما أبدعه الإنسان، مثل المقال أو الموسيقى أو الفيلم أو اللوحة، لأن روحنا لديها مشاكل تجد علاجها في ذلك، لهذا تجد أن السينما تتحول إلى لوحة بها كل شىء، وما يمكن أن يضاف إلى هذا الوجود ، على الرغم أن السينما أصبحت لها واقع مختلف فى العصر الحديث ولها تحديات كبيرة ولكن التحدى فى ذلك التقاط الحكايات، …..القادر على ذلك هو المخرج، ليس لأنه مميز عن الأخرين، ولكن لأن ذهنه تدرب على شيئين أن يرى الحدث وأن يضع نفسه فى هذا الحدث، والمخرج سيكون المفكر الرئيسي بالعمل
السينما والمعايير العالمية
ويستطرد محمد عبد العزيز بالقول : (( عادة ما نجد أزمة متكررة, تضع السينمائيين والفيلم المصري في مأزق, فمع فتح باب الترشح لاختيار الأفلام المصرية إستعدادا لحفل جوائز “الأوسكار”، نجد أنفسنا أمام رحلة للبحث عن فيلم قادر على خوض المنافسة على تلك الجائزة العالمية لأفضل فيلم أجنبي، والوصول للقوائم النهائية, لتأتي المشاركة دائما لمجرد التواجد فقط..))
ويكمل عبد العزيز أن النجاح الفيلم المصري لم يتخطي التصفيات الأولى منذ أعوام طويلة، ولهذا يجب من صناع الفن تخطي تلك الأزمة.. أن نجد حلول لصناعة فيلم يحمل رؤية فلسفية نقدا للمجتمع بكافة جوانبه ليكون مطابقا للمعايير والمواصفات المطلوبة, والخروج من النفق الضيق ومنح السينما المصرية قبلة الحياة….
أسباب الأزمة
يرى المخرج محمد عبد العزيز – أن الأزمة في تضييق الرؤى الإبداعية والواقعية للحياة قد ينعكس على عقلية المبدع,فمن المعروف أن الأفلام المصرية لم تدخل قائمة الترشيحات النهائية على جائزة (الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي) منذ سنوات طويلة, قد تكون الأسباب لقلة عدد الأفلام ونوعيتها, فيجب على المنتجين تغير الأهداف المادية البحتة لإنتاج أفلام تجارية بمعايير أفلام العيد للتنافس على شباك التذاكر وتحقيق أعلى الإيرادات, لابد أيضا من تدخل الدولة لدعم الفيلم الجيد, ودعم كبار الفنانين وصناع الفن دون الاقتصار والتركيز فقط على أسماء بعينها, فأين علي بدرخان وبشير الديك، ذلك العبقري الذي غير الموازين وقلب الدنيا بفيلم (سواق الأتوبيس)
ويضيف عبد العزيز: “كانت مؤسسة السينما تنتج أفلام كوميدية مثل (أرض النفاق) وأفلام أخرى من نوعية (الزوجة الثانية) وغيرها, فكان هناك تنوع وثراء فكري وفني، مضيفاً : “أرى أن الإنتاج السينمائي المصري لا يصل للمنافسة على (أوسكار أفضل فيلم أجنبي) خلال العشر سنوات الأخيرة، وذلك لعدة أسباب, منها قلة الإنتاج، وتقيد الرؤية الابداعية والأهم رؤية المنتجين والموزعين وتركيز الاهتمام بصناعة فيلم وعدم وضع الجوائز العالمية في الحسبان و ضمن الأهداف
ويستطرد محمد عبد العزيز حتى المخرجين الشباب المهتمين بالسينما المستقلة القادرين على إنتاج أفكار بمستوى المنافسة هم أنفسهم في مواجهة مع مشاكل إنتاجية ومشاكل أخرى تخص ضور العرض في السينمات الأمريكية لمدة أسبوع أو أثنين، والتي تتكبد أعباء مالية كبيرة يصعب تدبرها لتنفيذ آلية الوصول الاشتراك في المنافسة، وبالتالي تقل الفرص لهم”.
استراتيجية واضحة
ويستكمل محمد عبد العزيز بالقول: رقم واحد, لابد من إعادة النظر في طريقة التفكير لصنع أفلام قادرة على المنافسة الدولية, فـ(الأوسكار) بمثابة مضمار للسباق يتنافس فيه العالم بأجمعه, الأمر الثاني يخص العملية التنظيمية, فينبغي أن يكون هناك لجنة تتابع المنتج السينمائي المصري على مدار العام، وليس فقط خلال جلسات فدائما ننتبة لذك في وقت متأخر وبالتالي تتسم الاختيارات بالتسرع, فتكون النتيجة مشاركة من أجل التواجد فقط،، وهو مبدأ مرفوض, إذ لم نجد فيلما مطابقا للمعايير المطلوبة و إتاحة الفرص لإنتاج كم متنوع وثري للسينما المصرية
التعليقات مغلقة.