“المجلس الأطلسى”: سلطان عُمان يسعى لإرساء السلام الإقليمى.. وإدارته حكيمة لمعالجة التحديات
أشاد المجلس الأطلسي ”أتلانتيك كاونسيل” – وهو مؤسسة بحثية مرموقة ومؤثرة في مجال الشئون الدولية ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن – بالنهج التنموي الذي يسير عليه السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، مؤكداً حرص السلطنة الدائم على تعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية.. وسلط تقرير جديد صادر عن المجلس الأطلسي الضوء على ما أحرزته السلطنة بقيادة السلطان هيثم بن طارق من إدارة حكيمة في معالجة التحديات التي تواجهها سلطنة عمان، خاصة في أعقاب تفشي جائحة فيروس كورونا.. وقال التقرير إن عام 2020 مثل سنة مفصلية في تاريخ عمان الحديث، موضحاً أن الخبرات السابقة للسلطان هيثم في السلك الدبلوماسي وما نفذه خلال أشهر قليلة ماضية من إصلاحات اقتصادية واسعة، يعكس التوجه الحالي لعُمان في مواصلة جهود العمل التنموي داخليا ودعم مسارات السلام على المستوى الإقليمي.. وأضاف أن السياسة الخارجية للسلطان هيثم والمبادرات الاقتصادية التي انتهجها منذ توليه مقاليد حكم السلطنة، تشير إلى ميله الواضح إلى إرساء السلام الإقليمي.
وأشاد تقرير المجلس الأطلسى بالتقدم المطرد الذي تسير عليه سلطنة عُمان، وحيادها السياسي الذي يأتي مدعوماً ببنية أساسية داخلية قوية واستثمارات في رأس المال البشري دفعت بالنمو إلى الأمان وحافظت على الاستقرار الذي تعيشه البلاد.
وأشار التقرير إلى حرص سلطنة عُمان على إقامة علاقات مهمة مع الصين والهند وأوروبا، تشمل التعاون في مجال إمدادات الطاقة والاستثمارات التكنولوجية مما ساعد في دفع الانتعاش الاقتصادي للبلاد.
وأوضح أن موقع عُمان الاستراتيجي كمركز لوجستي، يعد حجر الزاوية في “رؤية2040″، وعنصراً للخطة الضخمة في مبادرة الحزام والطريق إلى الصين، مشيراً إلى التعاون من أجل تطوير ميناء الدقم في إطار صفقة قيمتها 10.7 مليار دولار، تستهدف إنشاء مجمع صناعي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومعتبراً أن المشروع علامة على التزام الصين تجاه السلطنة كبوابة إلى شبه الجزيرة العربية.
وأشار التقرير إلى نظرة الولايات المتحدة للسلطنة كوسيط إقليمي مهم إضافة إلى أهمية موقعها الاستراتيجي والتعاون العسكري بين الجانبين في مختلف الجوانب.
وتطرق إلى العلاقات بين السلطنة والهند في المجالات الاقتصادية، مشيراً إلى التوقيع على اتفاقية النقل البحري بين البلدين، والتي تعد الأولى للهند مع دولة خليجية، ومؤكداً أن الاتفاقية تساعد الهند على تعزيز استراتيجيتها في منطقة المحيط الهادئ وتعزز دور السلطنة كمركز للشحن البحري الهندي.
وأشار التقرير أيضاً إلى الاستثمارات الهندية في منطقة الدقم، موضحاً أن “كونسورتيوم” مشروع مشترك ينفذ الآن لبناء مصنع كبير للتكرير الحيوي لحمض الباسيك، معتبراً أنه يمكن للهند على المدى المتوسط توفير سوق للغاز الطبيعي المسال العُماني.
وقال التقرير إن هناك اتفاقاً بين الدول الأوروبية على أن السلطنة تعد شريكاً طبيعياً في المنطقة، وقد عملت بنشاط من أجل تنمية العلاقات بين الجانبين، مؤكداً أن هذا الجهد كان ضرورياً بشكل خاص بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن السلطنة تقدر دور أوروبا في مواجهة الاستقطابات الإقليمية، كما أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مساهم في الاستثمار الأجنبي المباشر في السلطنة.
وأوضح التقرير الدولى أن الاستثمار الأوروبي قد يصنع شراكة فريدة للطاقة الخضراء مع السلطنة، وأن إعلان شركة ” ديمي” البلجيكية في مارس الماضي عن خطط لبناء ما يصل إلى500 ميجاوات من قدرة الهيدروجين الخضراء التي تعمل بالطاقة الشمسية والرياح في الدقم دليل على ذلك، موضحاً أنه مع وجود الإنفاق الأخضر والهيدروجين في قلب حزم التحفيز الكبيرة في أوروبا بعد فيروس كورونا، يمكن أن توفر السلطنة وجهة استثمارية فريدة لتعزيز واردات الطاقة الخضراء.
التعليقات مغلقة.