الفنانين التشكيليين و تجسيد للوقت بطريقة غير تقليدية

الزمن، برمزيته المعقدة وجوهره المجرد، كان دائمًا مصدر إلهام للفنانين عبر العصور، إذ على الرغم من أنه لا يمكن لمسه أو رؤيته، فقد أثار اهتمام الفنانين التشكيليين الذين سعوا لتجسيد تأثيراته العميقة على الإنسان والطبيعة، وعلى الحياة اليومية.

سلفادور دالي، الفنان السريالي الإسباني، جسد الوقت بطرق غير تقليدية في لوحته الشهيرة “إصرار الذاكرة” (The Persistence of Memory) الموجودة في متحف الفن الحديث في نيويورك.

وتظهر اللوحة ساعات ذائبة تتدلى من فروع الأشجار وحافات الطاولات، ما يعبر عن مرونة الزمن وعدم ثباته. استوحى دالي الفكرة عندما رأى قطعة من الجبن تذوب في الشمس. تعبر اللوحة عن نسبية الإدراك الزمني، وكيف أن كل فرد يختبر الوقت بشكل مختلف

أما النمل الأسود على الساعة، فهو تعبير عن التحلل المرتبط بالزمن، والخوف من الموت.

جورجوني، المعروف أيضًا بجورجيو بارباريلي دا كاستيلفرانكو، رسم لوحة “عصور الإنسان الثلاثة”، وهي موجودة في قصر بيتي في إيطاليا. تصور هذه اللوحة ثلاث شخصيات من الذكور، يمثلون مراحل الحياة الثلاث: الشباب، البلوغ، والشيخوخة.

 

وفي الوسط، يوجد شاب يحمل مقطوعة موسيقية، على اليمين شخص بالغ يتحدث إليه، وعلى اليسار رجل عجوز ينظر إلى المتلقي. تعبر هذه اللوحة عن مرور الزمن، مع التركيز على أهمية تناقل المعرفة والتجارب بين الأجيال

نيل أزيفيدو، الفنان البرازيلي، قدم مشروعه “الرجال الذائبون” في العام 2002. يتألف هذا العمل من آلاف المنحوتات الجليدية الصغيرة التي توضع على مدرجات في مدن مختلفة حول العالم. يذوب الرجال الجليديون مع الوقت، ما يرمز إلى زوال الزمن والطبيعة المؤقتة للحياة.

 

وكانت نية أزيفيدو تمثيل التناقض بين أبدية فن النحت الكلاسيكي، مقارنة بالجانب التدميري والمتغير للفن المعاصر. ولكن العمل نظر إليه كتعبير عن الوقت، كما تبنته الجمعيات البيئية كرمز لتغير المناخ وذوبان الجليد في القطب الشمالي.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد