الفنانة لبلبة.. «فراشة السينما»
«طفلة معجزة»، صاحبة مواهب متعددة في الغناء والرقص والتمثيل، «فراشة السينما المصرية»، أو «نونيا» كما يناديها المقربون منها، ألقاب كثيرة أُطلقت على الفنانة «لبلبة» خلال مسيرة قدمت خلالها 88 فيلماً، و268 أغنية، منها 30 للأطفال.
حصلت على العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية، شاركت كعضو لجنة تحكيم في أكثر من 22 مهرجاناً سينمائياً عربياً ودولياً، وتقديراً لمشوار لبلبة الفني الثري، كرمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 44 بمنحها الهرم الذهبي.
اختارت لبلبة أن تكون «فنانة» منذ كان عمرها خمس سنوات، -وحسب قولها- لم تر في حياتها سوى الفن منذ أن كانت طفلة وحتى الآن، تقول «حبي للفن هو الأساس واختيار ما يلائمني ويليق بي من مرحلة إلى مرحلة، فكل مرحلة لها اختياراتها ونجاحها ولم أختر سوى الفن، أما النجاح فبيد الله».
طفلة موهوبة
ولدت لبلبة واسمها الحقيقي «نينوشاكا مانول كوبليان»، بالقاهرة في 14 نوفمبر عام 1945، دخلت عالم الفن وعمرها 5 سنوات، ولم تنقطع عنه على مدى 72 عاماً متصلة، والدها تاجر جلود قدم من الإسكندرية مع أسرته ونقل نشاطه للقاهرة، رآها موهوبة في التقليد والغناء ولكنه لم يكترث للأمر، ربما لانشغاله بتجارته لكن والدتها التي تمنت أن تكون مغنية، أدركت بذكائها أن أفقاً واسعاً ينتظر طفلتها.
تروي لبلبة أحداث تلك المرحلة، قائلة: عندما كان عمري 5 سنوات ذهبت بصحبة والدتي لحضور مسابقة للهواة في أوبرج الأهرام وكانت للكبار وليس للأطفال، وبمجرد أن سمعت الموسيقى صعدت أعلى المنضدة ورقصت بحركات متقنة، فأعجبت بي لجنة التحكيم ومنحوني الجائزة الأولى.
وكان من بين الحضور في الحفل، المخرج الكبير نيازي مصطفى، والمؤلف أبو السعود الإبياري، فاعجبا بي وعرض نيازي على والدتي أن أعمل في السينما وأعطاها رقم هاتفه وطلب منها الحضور لمكتبه، وبالفعل ذهبنا في اليوم التالي للشركة وسألني عن اسمي، قلت «نينو» وأنا سعيدة باسمي، قال نينو..!، فقلت له حضرتك أنت اخترت اسمك؟، فنظر إليّ الإبياري، وقال «دي عاملة زي اللبلب»، فقال أبوالسعود تبقى اسمها «لبلبة».
فرصة أولى
منحها نيازي مصطفى أول فرصة في السينما، وقدمها عام 1951 في فيلم «حبيبتي سوسو» بطولة محسن سرحان، وفي العام التالي فيلم «البيت السعيد» بطولة ماجدة وحسين صدقي، وفي أفلامها الأولى قدمت شخصية الطفلة فنياً على درجة عالية من الإيجابية والمبادرة والذكاء، حيث كانت فعّالة ومؤثرة في الأحداث، وتبدو في بعض الأحيان كأنها فتاة ناضجة، حيث ملأت لبلبة أفلامها بالمرح والحيوية.
أول بطولة
أصبحت لبلبة فتاة ناضجة وممثلة جيدة تقدم أدواراً كوميدية أحبها الجمهور، لكنها كلها أدوار مساعدة، حتى التقت بالمخرج محمد عبد العزيز وتوطدت علاقتها به، فأسند إليها أول بطولة مطلقة في فيلم «خللي بالك من جيرانك»، وبعد هذا العمل خرجت «نينو» من الأدوار والبطولات الجماعية، لتشارك النجم الكبير عادل إمام، والقدير فؤاد المهندس في فيلم «خللي بالك من جيرانك»، رغم أنها لم تكن المرشحة للدور، بل قامت إحدى الفنانات بتصوير المشاهد الأولى، ولظروف خاصة بها اعتذرت عن عدم الاستمرار فيه، ليقدمها محمد عبد العزيز وتلعب الشخصية، ويصبح «خللي بالك من جيرانك» نقلة مهمة في مسيرتها، واستمر عرضه 34 أسبوعاً في دور السينما.
لبلبة أخذت فرصتها كبطلة متأخرة، رغم أنها موهوبة، وتجمع بين التمثيل والغناء والفكاهة، ومن أكثر الممثلات هدوءاً، ففي فيلم «الصيف لازم نحب» لم تتردد في قبول العمل الجماعي، وقدمت مع محمد عبد العزيز أربعة أفلام تعتز بها، منها «عصابة حمادة وتوتو» مع عادل إمام الذي كونت معه ثنائياً من أكثر الثنائيات نجاحاً في تاريخ السينما، كما قدمت «لك يوم يا بيه» مع محمود عبد العزيز.
كوميديا وجرأة
ارتبط الجمهور بـ«لبلبة» في الأدوار الكوميدية التي اشتهرت بها، إلى أن التقت المخرج عاطف الطيب الذي اكتشف بداخلها قدرات تمثيلية أخرى، وأسند إليها دور محامية التعويضات الانتهازية في فيلم «ضد الحكومة»، بطولة أحمد زكي.
وترى لبلبة أن هذا الفيلم هو صاحب النقلة المهمة في مشوارها الفني، والذي جعل المخرجين ينظرون لموهبتها بشكل مختلف، ثم أسند إليها عاطف الطيب بطولة فيلم «ليلة ساخنة» الذي كان بمثابة نقطة تحول جديدة في مشوارها أو الأهم، بتقديمها شخصية فتاة ليل تنقلب حياتها رأساً على عقب.
وأبدعت لبلبة في تجسيد الشخصية بمهارة وبساطة شديدة، وظهرت بشكل مختلف، يؤكد أنها وصلت للنضج الفني، وكان هذا الفيلم سبباً في حصولها على عدة جوائز دولية بجانب نظرة الجمهور لها، والذي تفاجأ بهذا النتيجة.
وبعد هذين العملين، قدمت فيلم «جنة الشياطين» عام 1999، وأدت خلاله دور فتاة ليل أيضاً، لذلك حذرتها والدتها من تقديم مشاهد جريئة، ولأن الفيلم أعجبها وافقت علي قبول الدور، وعن ذلك تقول لبلبة: أمي حذرتني من المشاهد الجريئة، لكن بسبب هذا الدور اختارني يوسف شاهين لفيلم «الآخر».
أهم أعمالها
قدمت لبلبة العديد من الأفلام المهمة، منها «معالي الوزير» و«النعامة والطاووس» و«عريس من جهة أمنية» و«إسكندرية نيويورك» و«فرحان ملازم آدم» و«حسن ومرقص» وغيرها، وصولاً إلى فيلم «الجواهرجي» مع محمد هنيدي الذي تقوم بتصويره حالياً، ليصبح إجمالي أعمالها 88 فيلماً.
التعليقات مغلقة.