الصومال يقيم مركزا للتحذير المبكر من الكوارث لمكافحة الفيضانات والجراد
في مبنى حكومي بمجمع سابق للأمم المتحدة في العاصمة الصومالية مقديشو يحملق خضر شيخ محمد في عدد من الشاشات العملاقة التي تعرض الأحوال الجوية في مختلف أنحاء البلاد.
ومحمد هو مدير مركز وطني جديد للتحذير المبكر من الكوارث بهدف مساعدة الصومال على التنبؤ بها. وفي العام الجاري تعرضت البلاد بالفعل للفيضان وغزو الجراد.
وقال محمد لرويترز في المركز ”العثور على البيانات الدقيقة التي يمكن أن تنقذ الأرواح… مهم لنا“.
وافتُتح المركز في يونيو حزيران وتموله السعودية من خلال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وظهرت فكرة إنشاء المركز بعد سلسلة من الفيضانات والجفاف تسببت في نقص الطعام على نطاق واسع، بما في ذلك مجاعة في عام 2011 أودت بحياة ربع مليون شخص.
وتقول الأمم المتحدة إن من بين سكان الصومال الذين يبلغ عددهم 15 مليون نسمة يحتاج 5.2 مليون شخص للمساعدات في الوقت الحالي كما أن هناك أكثر من 2.6 مليون شخص مشردون بسبب القتال والكوارث الطبيعية.
ويشهد الصومال حربا أهلية منذ عام 1991 وتكافح حكومة صومالية اتحادية هشة حركة الشباب المتمردة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ودمر العنف تقريبا معظم البنية الأساسية ودفع الكثير من الصوماليين المتعلمين إلى الهجرة، لكن في السنوات الماضية حاولت الإدارة الصومالية المدعومة دوليا إعادة بناء المؤسسات الحكومية.
وفي المركز يستخدم عشرات المحللين الصوماليين بيانات الأقمار الصناعية، من درجات الحرارة إلى الضغط الجوي، لإطلاق تحذيرات مبكرة من الفيضانات والجفاف وتحركات الجراد.
ويقول مسؤولو الحكومة إنهم بذلوا جهودا مضنية في بداية الأمر لإيجاد عاملين مهرة داخل الصومال.
وقال مختار شيخ حسن المدير العام بوزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث ”الصوماليون ليست لديهم خبرة في حقيقة الأمر“ ولذلك تعاقد المسؤولون مع خبراء أجانب لتدريب المحللين المحليين.
وقال محمد إن الصوماليين يديرون المركز بالكامل الآن. وقال ”أحيانا يكون أمامك 24 أو 72 ساعة فقط لإجلاء الناس. إذا كانت المعلومات بلغة أخرى تحتاج إلى مزيد من الوقت لترجمتها وتوزيعها. الآن بإمكاننا نشر التحذيرات بسرعة“.
التعليقات مغلقة.