الصناعات الثقافية في دبي تنجح في رفد الناتج المحلي
بقيادة وتوجيهات سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، وبناءً على دراسة إحصائية لواقع الاقتصاد الإبداعي في إمارة دبي أجرتها الهيئة بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء تُعَدُّ الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات، شرع الاقتصاد الإبداعي يحقق نمواً جيداً، وقد أكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، أن الاقتصاد الإبداعي (أو ما يسمى عالمياً بالاقتصاد البرتقالي) يمثل أولوية رئيسية ليس في مرحلة التعافي من تداعيات «كوفيد 19» فحسب، إنما لعقود مقبلة أيضاً، وذلك لما له من ثقل يضاهي ثقل القطاعات الرئيسية الأخرى من حيث القيمة المضافة الإجمالية وعدد الشركات العاملة فيه، مشيرة إلى أن البنية التحتية المتكاملة والناضجة للإمارة تؤهلها كي تكون مركزاً عالمياً جاذباً للاستثمار في الصناعات الإبداعية. وأوضحت أنه بعد تحليل نتائج الدراسة المشار إليها، تبيّن أن أداء القطاع يتصاعد بشكل صحي وإيجابي، حيث ارتفعت مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في الناتج المحلي للإمارة من 2.6 % في عام 2018 إلى 2.7 % في 2019.
وأضافت: «انطلاقاً من الأهمية المتزايدة التي تكتسبها الصناعات الثقافية والإبداعية، كان دعم الاقتصاد الإبداعي أحد الأولويات الرئيسية لخارطة طريق استراتيجية الهيئة. والتزاماً بدورنا الفاعل في تحقيق مستهدفات دبي للاقتصاد الإبداعي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أبريل الماضي، طوّرنا برامج ومبادرات رئيسية تشكل الركائز الجوهرية لنمو الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة وتعزيز مكانتها لتكون مركزاً إقليمياً ودولياً للاقتصاد الإبداعي ضمن منظومة متكاملة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة للإمارة. وهذه الجهود تأتي أيضاً كجزء من أجندتنا في السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي».
وأوضحت هالة بدري أن الاقتصاد الإبداعي يغطي طيفاً من الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة التي تشكل العمود الفقري للصناعات الثقافية والإبداعية، والتي لها أثر في المنظومة الاقتصادية بشكل عام، وتضم 6 قطاعات رئيسية، تشمل التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، والتصميم والخدمات الإبداعية؛ إضافة إلى المجالات الأخرى التي تتفرع عنها، مثل: صناعة النشر والكتب والإعلام المرئي والمسموع والمطبوع، مروراً بالسينما، والأفلام والفيديو والموسيقى، والفنون بأنواعها ومتاحف التراث الثقافي والمواقع التاريخية والأرشفة والأحداث الثقافية الكبرى والمكتبات.
تُظهر بيانات ونتائج الدراسة بشكل واضح وجلي نجاح استراتيجية دبي في استقطاب رؤوس الأموال الإبداعية والمهارات ورواد الأعمال المبدعين، إذ زاد عدد المؤسسات الربحية العاملة في الصناعات الإبداعية والثقافية من 8.352 شركة في العام 2018 إلى 9.772 شركة في العام 2019، والتي بدورها ساهمت في توفير فرص عمل في هذا القطاع لعدد 69.341 موظفاً في عام 2018 و75.998 موظفاً في 2019، بنمو يصل إلى 9.6%. بدورها بلغ عدد الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة العاملة في الصناعات الإبداعية 9.749 شركة في العام 2019، أي أكثر من 99 في المئة من إجمالي عدد الشركات العاملة في هذا القطاع.
أما بالنسبة للإنتاج، فأشارت بدري إلى أن عام 2019 شهد زيادة في الإنتاج، أي في قيمة المنتجات النهائية من السلع والخدمات المنتجة من قبل المنشآت الثقافية لكي تصبح متاحة للاستخدام خارج المنشأة بالإضافة إلى السلع والخدمات التي يتم إنتاجها لأغراض الاستخدام الذاتي، ليصل إلى 22.251.867.968 درهماً، مقارنة بـ 20,836,654,001 درهم في عام 2018، حيث كانت الحصة الأكبر لقطاع خدمات التصميم والإبداع بناتج قدره 15.624.679.843 في عام 2019، مقارنة بـ 14.031.645.713 درهماً في 2018.
أكدت هالة بدري أن «دبي للثقافة» لديها استراتيجية واضحة لدعم الاقتصاد الإبداعي وإيجاد منظومة متكاملة مدعومة بمحفزات وبرامج تمويلية بمشاركة شركائها في القطاعين الخاص والعام، لتشجيع الصناعات الثقافية والإبداعية وتلبية متطلبات المبدعين من جميع أنحاء العالم، وتوفير فرص عمل مزدهرة تساهم بشكل متصاعد في الناتج المحلي للإمارة.
التعليقات مغلقة.