«الشارقة للمتاحف» تعيد افتتاح بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي
افتتح خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، بحضور الشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة الخميس، بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، الذي تم تشييده في قلب مدينة كلباء في عام 1899، في خطوة لاستعادة دوره الثقافي والتاريخي كمقر للحكم، وسكن لعائلة الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، حيث أشرع المَعلم التاريخي أبوابه أمام الزوار لتعزيز مخزونهم المعرفي حول تلك الحقبة من تاريخ إمارة الشارقة، وعبر الاطلاع على مجموعة رائعة ومتميزة من المقتنيات التي يضمها البيت.
وشهد الافتتاح لفيف من كبار المدعوين ومنهم عائشة ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وجاسم حسين بوصيم مدير الديوان الأميري بكلباء، وراشد سعيد عبيد بن فريش الكندي رئيس مجلس ضاحية سهيلة، وعدد من الشخصيات الثقافية.
وأكدت عائشة ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، على أهمية إعادة افتتاح بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي في مدينة كلباء، باعتباره خطوة ضرورية ومهمة نحو الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، لما يمثله البيت كأحد الرموز التاريخية البارزة في الإمارة، مشيرة إلى أن تجديد دور هذا البيت التاريخي كمقر للثقافة والتراث، يعكس التزام هيئة الشارقة للمتاحف بتعزيز الوعي بالموروث التاريخي والثقافي لدى الجمهور.
وأضافت، أن الهيئة تستهدف من خلال هذا المكان الفريد، تعزيز التفاعل الثقافي وتوسيع دائرة المعرفة حول تطورات وتاريخ المنطقة، معربة عن أملها في أن يكون بيت الشيخ سعيد مكاناً يستقطب الزوار ويشجعهم على استكشاف التاريخ والتراث الغني لمدينة كلباء وإمارة الشارقة بشكل عام، ويطلعهم على البراعة المعمارية والممارسات الثقافية في تلك الحقبة، مشيرة إلى أن المنزل الذي يتجاوز عمره المائة عام يوفر للزوار فرصة للانغماس في تجربة استثنائية وثرية تتعمق في النسيج التاريخي للمدينة، حيث تقدم المعروضات المتنوعة في المنزل رؤى لا تقدر بثمن عن الحياة خلال تلك الفترة، مما يحافظ على جوهر تراثنا للأجيال القادمة.
ويقدم هذا الصرح الإيقوني الذي يقع مقابل قلعة كلباء المطلة على ساحل خليج عمان، فرصة للزوار والمهتمين للاطلاع على مجموعة من المقتنيات والقصص التي توفر لهم تجربة استثنائية وثرية للإبحار في تاريخ مدينة كلباء وللاستمتاع بالمفردات الجمالية للهندسة المعمارية للبيت.
ويتميز البيت، بملامحه وزخارفه المعمارية الفريدة، وكان البناؤون المحليون المهرة قد استكملوا بناءه في العام 1899 بتوجيهات من الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، حيث تمت مراعاة أن يتضمن المبنى كافة عناصر التصميم المحلية والممارسات الثقافية المتبعة آنذاك.
وقد تم تصميمه كمسكن آمن لعائلة الشيخ سعيد الممتدة وكمقر للحكم، حيث يضم القسم الشرقي من المنزل مجلساً خارجياً ومجلس الشيخ (المختصر) والمربعة التي استخدمت لأغراض الحماية والاستراحة فضلاً عن جدار دفاعي يحتوي على مزاغل دائرية باتجاه البحر ويقع المجلس وغرفة الحراس في الجهة الجنوبية الشرقية من البيت، وخصص القسم الشرقي للحراس والضيوف من الرجال.
ويستعرض البيت باقة نوعية وثرية من المقتنيات تضم سيفاً عربياً من السيوف الدارجة في شبه الجزيرة العربية، وخنجراً ساحلياً بغمد جلدي مزين بأسلاك من الفضة والذهب، بالإضافة إلى مقتنيات مختارة.
وتضم مجموعة المقتنيات أيضاً بندقية «أم فتيلة»، وهي إهداء من الشيخ هيثم بن صقر بن سلطان القاسمي – نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في كلباء، في يناير 2008، وتشمل المقتنيات كذلك قدوراً للطبخ وصواني مستديرة مصنوعة جميعها من النحاس والتي تم تقديمها هدية للمتحف من قبل الشيخة نورة بنت سعيد بن حمد بن ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي عام 2008.
تبلغ مساحة مدينة كلباء 66 كيلومتراً مربعاً وتتمتع بأهمية بالغة نظراً لموقعها الاستراتيجي حيث تقع على الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي يُشكل جزءاً من الساحل العربي لخليج عمان، ويحدها من الشمال إمارة الفجيرة ومن الجنوب سلطنة عمان، وتعتبر بلدة ساحلية اعتمد سكانها سابقاً على مهن الصيد والزراعة والغوص للبحث عن اللؤلؤ في الشارقة ورأس الخيمة.
التعليقات مغلقة.