السياحة… كنز من الفرص الاستثمارية أمام الشباب الإماراتيين
يزخر قطاع السياحة في الإمارات بالعديد من الفرص التي تنتظر الشباب الإماراتيين لاستخدامها في تنفيذ مشاريع مبتكرة وجديدة وداعمة للقطاع، ليكون لهم دور رئيس في تحريك العجلة الاقتصادية، بما يتماشى مع توجهات الدولة، بالتركيز على القطاعات الحيوية غير النفطية، وبدء النشاط السياحي مع التعافي من جائحة «كورونا».
استقبلت الإمارات خلال عام 2019 نحو 22.5 مليون سائح دولي، في وقت بلغت فيه مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإماراتي خلال عام 2019 نحو %11.9.
ويقترح عدد من الخبراء ورواد الأعمال الإماراتيين عدداً من الأفكار لمشاريع سياحية مهمة ومبادرات لدعم ذلك، منها الاستفادة من المشاريع السياحية الجديدة أو قيد الإنشاء لتطوير مشاريع صغيرة فيها داعمة لها من مطاعم ومقاهي ومحال للهدايا التذكارية «السوفينير»، أو متاجر للملابس والأدوات التراثية، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتقديم خدمات مبتكرة لخدمة القطاع ككل والسياح، والنشاطات البحرية والصحراوية، أو العمل على مشاريع لتنظيم فعاليات للأطفال، مثل الألعاب التراثية أو ورش عمل تراثية للزوار والسياح، وطرق مبتكرة للإرشاد السياحي، إلى جانب أفكار مبتكرة لعمل تطبيقات وتقنيات حديثة تدعم القطاع أو مواقع إلكترونية للسياحة الافتراضية مثلاً أو للخدمات السياحية بشكل عام.
فرص كبيرة
قال سلطان كراني عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للمرشدين السياحيين: «القطاع السياحي يعد قطاعاً واسعاً وكبيراً ويضم فرصاً كبيرة للشباب المواطنين ليكونوا جزءاً منه ومن تطوره ويستثمروا فيه بمشاريع داعمة له وتحقق لهم دخلاً جيداً».
وأضاف: «الإمارات تضم مرافق سياحية ضخمة في الوقت الراهن ومشاريع سياحية قيد الإنشاء، وبالتالي فهي تضم فرصاً كبيرة للشباب الإماراتيين لإقامة مشاريع صغيرة داعمة، لا سيما أن الإمارات لا تتوقف عن تنفيذ مشاريع سياحية جديدة باستمرار».
وأكد كاراني «من الضروري قيام القائمين على المشاريع السياحية بإيجاد الدعم اللازم وإتاحة الفرص للمواطنين ليقوموا بإنشاء مشاريع صغيرة ضمن تلك المشاريع الكبيرة مثل مقاهي ومطاعم ومحال تراثية ومتاجر (سوفينير)، وغيرها من الأنشطة السياحية التي تدعم المشروع من خلال مشاريع تثري تجربة السائح داخل المشروع أو الموقع السياحي وتدعم القطاع ككل وتعود بالنفع على صاحب المشروع نفسه».
وأضاف كراني: «توجد مشاريع كثيرة، مثل المدن الترفيهية الحالية في جزيرة ياس، إلى جانب مشاريع قيد الإنشاء، مثل مشروع القناة و(سي وورلد أبوظبي)، ما يفتح الباب لفرص كبيرة لفتح مشاريع صغيرة للشباب الإماراتيين».
وأضاف كراني: «ذلك يفتح المجال للمواطنين بالابتكار والقيام بمشاريع خاصة فيهم تدعم الاقتصاد الوطني بدلاً من البحث عن الوظائف التقليدية».
وأشار كراني إلى «ضرورة التركيز في التعليم بمجال السياحة، حيث وفرت الدولة كليات متخصصة لتعليم السياحة والإرشاد السياحي، ولكن من الضرورة ربط تلك التخصصات السياحية بالاقتصاد والتجارة حتى يتأهل الشباب الخريجين، وتعزيز قدرتهم على فتح مشاريع سياحية تدعم الاقتصاد وبالوقت نفسه يكون لديه خبرة سياحية واقتصادية».
ولفت كراني إلى مهنة الإرشاد السياحية وأهميتها، حيث إنها جزء مهم من السياحة ودورها في نقل الصورة السياحية الصحيحة للسياح من خلال جولات سياحية متنوعة ومبتكرة.
وبين كراني أنه توجد مبادرات حالية تدعم توفير فرص للشباب ليكونوا جزءاً من السياحة من خلال مشاريع صغيرة داعمة، ولكن يجب العمل على توسيعها وتعزيزها ليكون تأثيرها طويل المدى.
ومن الأفكار، يقول كراني: «مشاريع تأجير الدراجات مثلاً في الموقع السياحي، وتنظيم ألعاب وفعاليات تراثية للأطفال، ومشاريع تتعلق بالفنون من معارض للتصوير والفنون التشكيلية مثل النحت وغيرها، إضافة إلى تنظيم ورش تراثية، مثل تعليم صناعة الفخار والملابس التراثية والحنة، فضلاً عن استخدام التطبيقات إلكترونية للترويج السياحي الافتراضي مثلاً، وتقديم شرح إلكتروني عن كل موقع، وغيرها من التطبيقات المساندة للقطاع».
التنوع والابتكار
بدوره، قال أحمد الظاهري، وهو صاحب شركة «ليجر ترين» للسياحة في العين: «يتميز القطاع السياحي بتوفير العديد من فرص التنوع والابتكار من خلال الكثير من الأفكار التي يمكن أن ترى النور بمجهود الشباب الإماراتيين».
وأضاف: «الخروج عن المألوف هو ريادة الأعمال الحقيقية؛ فلذلك أدعو الشباب للتفكير جدياً في تطبيق أفكار جديدة أو مطبقة بالخارج وتنفيذها في دولتنا».
وقال: «عالم السياحة فيه الكثير من التجارب، فعلى سبيل المثال، يوجد مشروع ناجح ومبتكر لشاب إماراتي يقدم أمام السياح والزوار تجربة اكتشاف الكهوف الجبلية، وهي من التجارب الخاصة التي أصبح هو أحد روادها بالدولة، وأصبح يبحث عنها الكثيرون، ويقدمها بشكل ممتع للمجموعات السياحية».
وأشار الظاهري: «توجد أفكار متصلة بالسياحة وتؤثر فيها بشكل كبير، مثل مشروع لعمل أي تجربة ترفيهية جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء كحلبة سيارات الكارتينج الصغيرة أو تأجير الدراجات وغيرها من النشاطات».
وأكد الظاهري: «لدينا فرص لا تعد ولا تحصى للاستثمار في القطاع السياحي وفتح مشاريع للشباب، فعندنا أجمل شتاء في العالم من خلال مرافقنا ومواقعنا السياحية والطبيعية، إلى جانب الموسم الصيفي من النشاطات والتجارب البحرية، أو تجارب وجولات سياحية في الأماكن المغلقة».
وقال الظاهري: «أدعو الشباب ليكونوا رواد عمل متميزين من خلال بوابة عالم السياحة، وخاصة أن الدعم الحكومي متوافر وبلدنا فيها فرص سياحية واعدة».
واتفق الظاهري مع كراني، وأشار «لدينا في الدولة الكثير من المشاريع السياحية ومشاريع جديدة قيد الإنشاء، الأمر الذي يفتح فرصا كثيرة أمام الشباب للاستثمار ليكونوا جزءاً من نجاح هذه المشاريع مثل افتتاح مقاهي ومطاعم أو محال تراثية وأخرى لبيع (السوفينير) مثلاً أو إطلاق تطبيقات سياحية جديدة إلكترونية تسهل على السياح أو غيرها من المشاريع المبتكرة».
وفي السياق نفسه، أكد علاء العلي مدير عام شركة «نيرفانا للسياحة والسفر»: «يوجد في القطاع السياحي الإماراتي العديد من الفرص أمام الشباب الإماراتيين لتنفيذ مشاريع صغيرة تعود بالفائدة على القطاع، لا سيما أن الإمارات لا تتوقف عن القيام بتنفيذ مشاريع سياحية ضخمة وكثيرة والتي من الممكن أن يتم تنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة لدعمها».
وقال: «توجد فرص وأفكار عديدة للاستثمار السياحي، مثل التطبيقات والتقنيات الإلكترونية الخاصة بالسياحة والذكاء الاصطناعي، ومتاجر الهدايا التذكارية (سوفينير) والتراثية، واستخدام الروبوتات بالسياحة والنشاطات الشاطئية والبحرية والصحراوية».
7 أنشطة
* خدمية كالمطاعم والمقاهي داخل أو بقرب المشاريع السياحية
* تجارية كالهدايا التذكارية والأدوات التراثية
* الذكاء الاصطناعي والروبوتات
* نشاطات بحرية وصحراوية
* تنظيم فعاليات تراثية وترفيهية
* تطبيقات ومواقع إلكترونية سياحية
* طرق مبتكرة للإرشاد السياحي
التعليقات مغلقة.