زاد العثور على جثمان محمد إسماعيل الملقب بـ”ودعكر”، بين 198 جثة مكدسة في مشرحة تتبع لأحد المستشفيات وسط الخرطوم، من الشكوك المحيطة بتلك الجثث، حيث يعتقد على نطاق واسع أن جزءا كبيرا منها يعود لمفقودي الاحتجاجات التي أعقبت إطاحة نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير في أبريل 2019.
واختفى ودعكر في الثالث من أبريل 2021، بعد حضوره واحدة من الفعاليات التي كان يشارك فيها بشكل منتظم، تخليدا لذكرى ضحايا فض اعتصام الثوار أمام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، التي قتل فيها المئات وفقد عدد كبير لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن
وأكد رئيس لجنة المفقودين التابعة للنيابة العامة الطيب أحمد العباس، أن نتائج فحص الحمض النووي لإحدى الجثث تطابقت مع العينة التي أخذت من والدة ودعكر.
وقال العباس إن اللجنة قيدت بلاغا تحت المادة 130 “القتل العمد” لدى الشرطة، وتعتزم تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة.
وتدور شكوك كبيرة حول الطريقة التي قتل بها العديد من السودانيين خلال الفترة الأخيرة، وسط اتهامات جدية لجهات أمنية.
وجاء الكشف عن الجثمان بعد تضارب كبير في التصريحات الرسمية، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عن النائب العام السابق قوله ‘ن الجثث المكدسة في المشرحة لا علاقة لها بمفقودي الثورة وفض الاعتصام.
ووفقا لتقارير إعلامية، فقد وصل جثمان ودعكر إلى المشرحة بواسطة أحد رجال الشرطة، وأدرج كجثمان مجهول الهوية رغم العثور على شريحة هاتفه التي كان يمكن أن تدل على هويته.
وأشار بيان صادر عن مجموعة من لجان المقاومة السودانية،إلى أن إدارة الأدلة الجنائية “ماطلت كثيرا” في استخراج النتيجة، متهما إياها بإخفاء صور مسرح الحادث الخاصة بالجثمان، مما يثير الشكوك في وجود تعمد لإخفاء الحقيقة.
وقال أحد أفراد لجان المقاومة إن الجثمان أخرج للتشريح تحت ضغط من المعتصمين، ورأت اللجان أن المعطيات تشير إلى اختطاف الضحية من قبل قوات نظامية وميليشيات تعودت على إخفاء الأشخاص وتعذيبهم حتى الموت.
ومنذ منتصف أبريل، يعتصم مئات الشباب أمام مستشفى التميز الحكومي وسط الخرطوم
في ظل موجة غضب عارمة تجتاح الشارع السوداني إثر الكشف عن تكدس نحو 198 جثمانا في مشرحة المستشفى.
وعبر المعتصمون عن غضبهم الشديد حيال الطريقة غير الإنسانية التي اتبعت في تكديس الجثث، التي فاحت رائحتها بشكل فظيع بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المشرحة في بعض الأوقات.
وقال أحد المعتصمين إن وجود هذه الجثث من دون الإعلان عنها لفترة تقارب العامين، يعني أن “هنالك جريمة يراد إخفاؤها”.
ورأى آخر أن “الجريمة ذات شقين، الأول يتعلق بالشكوك التي تدور حول الطريقة التي قتل بها الضحايا، أما الثاني فيتمثل في عدم اهتمام جهات الاختصاص بالأمر وعدم احترام حقوق الموتى”.
التعليقات مغلقة.