الدكتور سامح سعد رئيس بيولوجيا الأورام في مستشفى 57357 في حواره مع استثمارات الإماراتية: – أدعو الدول العربية لتأسيس مركز أبحاث لعلاج السرطان
حاوره / محمد شمس الدين
لأن للطموح غايات تؤسس على بدايات ورؤية واعدة للإنسان، بأن يرتقي بمسيرته عبر محراب العلم، ولا شئ غير العلم مادام التطور هو الهدف، فإننا سنحاور اليوم شخصية مصرية نابغة علمياً وعالمياً، أدركت أنا مآلات الطموح لا ينبغي أن تقف أو تنحصر عند النجاح الشخصي، بل تؤمن شخصيتنا وضيفنا اليوم، بأن أجل وأعظم درجات ومراتب الطموح في حياة الأنسان، إن يترجم نجاحه واجتهاده ونبوغه العلمي في محراب خدمة بلده ووطنه.
اليوم تحاور مجلة استثمارات الإماراتية، الدكتور/ سامح سعد علي، رئيس وحدة بيولوجيا الأورام في مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال لنتعرف معكم على مسيرة ومسارات الإنجاز في حياة شخصية مصرية ذات بصمة في محيطها العربي والدولي، وما حصده من جوائر تقدير عالمية تقديراً وعرفانا ًمن المجتمع الدولي والحكومة المصرية لعظيم إنجازاته وتفرد أبحاثه وإسهاماته، التي يؤكد أنه يتمهل الكثير والكثير، دونما تباهي قبل نشر مخرجاته البحثية، طالما العلم بكل تجلياته وضوابطه هو الحاكم والمهيمن على مسيرته العلمية، وطالما أن الهدف هو مصير البشرية وشفاء ألاف المرضى من الأطفال المصابين بالسرطان في مصر، وهي الوطن، وهي همه الأكبر والأوحد.
فندعوكم للقاء مع الدكتور/ سامح سعد لنتعرف منه على قصة حياته وطموحه المرحلة المقبلة.
س / 1
حينما نسهب في قراءة مسارات حياتكم العلمية والإكاديمية وما تكللت به من حصادكم للعديد من جوائز الدولة الرفيعة على جائزة الدولة للتفوق في العلوم الأساسية، وأيضاً جائزة الدولة للتفوق في العلوم في مجال العلوم الأساسية وغيرها من الجوائز المحلية والعالمية في مجال أمراض السرطان يدعونا للتسأول ما هي منهجية البحث العلمي التي تتبنوها في ذلك الصدد؟ وهل ترون التقنيات التي توصلتهم لها ساهمت في تقليل جرعات العلاج؟
إلى حدا ما أرى ان الله سبحانه وتعالى، وفقني كثيراً، وانا من الناس المقلة في نشر الابحاث لاني احرص على ان تكون كل معلومة في أي بحث أن تكون موثقة وهذا اتى من وصف احد الدكاترة الكبار في جامعة كاليفورنيا حيث قال إن الإنتاج العلمي هو ليس حجم البحث ولكن بقدر المعلومات والنوعية وتأثير الابحاث التي يتم نشرها واقترابها من الحقيقة بقدر الامكان، وهذا ينعكس على معدل الاقتباسات من الابحاث العلمية التي تنشر، والحمد الله تعالي، ابحاثي كلها يتم الاقتباس منها على مستوى عالمي، وأعتبر أن هذا توفيق من الله، ودليل على قوة الابحاث ، ولكن بصفة عامة نظرا لحدوث تحولات في شغفي، فانني فقدت أعوام طويلة ان اشتغل على ما كنت أحبه، ولكن هذا يعني أن امامي الكثير من المهام والابحاث التي يجب اركز عليها لذا فامامي الكثير من الالغاز والمشكلات التي اسعى لحلها، واعتقد أنني لست راضي تماماً، عما تحقق وأرى ان الوقت المقبل بمشية الله تعالى سيشهد تحقق نتائج أقوى.
وتعتمد مدرستي العلمية على المنهج التجريبي الاستقصائي، وهو منهج يقوم على دراسة الظواهر، بناء على الواقع الذي يبدء بدراسة اي مشكلة ما تؤرق المجتمع او التعرف على ما يعرف بالفجوة المعرفية، وهناك محاور غير مفهومة بشكل كامل، وبعد التعرف على تلك النقاط يتم محاولة افتراض حل لها بشكل علمي ثم التخطيط لمقاربة هذه المشكلة من خلال اجراء تجارب محددة، ومحاولة فهم آليات حدوث تلك المشكلة والتحقق من النتائج ثم محاولة نشرها على المستوى العالمي ويتم التوجه للتطبيق بعد إجازة المجتمع العلمي لها.
ونحن كباحين نسعى في البداية لمعرفة ألية حدوث المشكلة من خلال آليات علمية متقدمة، ومن ضمنها البحث عن مركبات علاجية، ومحاولة فهم لماذا تقوم بعض الخلايا برفض العلاج الكيماوي، وبالتالي يزيد من معدلات علاج السرطان، ونحن ما زلنا في مرحلة البحث ونرجو أن نحقق نتائج وانتصار على ذلك المرض.
س / 2
كونكم أحد المؤسسين لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.. كيف ترون رؤية الدكتور الراحل أحمد زويل في تشييد ذلك الصرح؟؟ وكيف انعكس اختياره لكم على مسيرتكم وعودتكم لمصر ؟؟ وبالأخص تأسيسكم لمركز الشيخوخة بالمدينة؟
الدكتور احمد زويل “رحمه الله تعالى”، كان شخصية شديدة التأثير وكان محبوب من الباحثين من مختلف دول العالم، وحقق اكبر انجاز لم يحققه عالم مصري بحصوله على جائزة نوبيل ولذا كان العمل معاه كان لي بمثابة الحل، ولذا انا رجعت من الولايات المتحدة للعمل معه، وكان يمثل الطموح واحتمالات النجاح كانت في عنان السماء وجعل هذ الامر الكثير من العلماء والاطباء المصريين يتركوا الولايات المتحدة للعود للارتقاء بمسيرة بلدنا مصر، وفي الاول كان الدكتور احمد زويل كان يشكل اهم العلامات التي يمكمن ان تغير من الواقع وهذا ما دفعني ان اترك جامعة كاليفورنيا للمساهمة في انشاء مدينة زويل
وكان الدكتور زويل “رحمه الله تعالى”، يؤمن بان العلم هو ركيزة التقدم للدول العربية من خلال بناء اماكن متشابهة لمدينة زويل لمساعدة الدول العربية، كلها بتحويل المشاكل والتحديات العلمية لمسارات تخضع للبحث العلمي لحلها وتجاوز كافة الاشكاليات وليس فقط المخاطر الصحية بل المشاكل الاقتصادية وغيرها بما فيها خلق فرص عمل وكانت رؤيته ان تنقسم المدينة لثلاث اقسام رئيسية من ضمنها الجامعة ،ثم مراكز الابحاث متقدمة للغاية يقودها استاذة مصريين واخر شئ هو هرم التكنولوجيا، والذي كان من المفترض ان يحول النتائج العلمية التي تم الحصول عليها في المراكز البحثية الى منتج يقوم بدعم الحالة الاقتصادية في الدول العربية وهذه كانت رؤيته رحمه الله تعالى”.
س / 3
باختصار ماذا يعني مستشفى 57357 لعلاج الأطفال لمصر، هل حقق قيمة واضافة جوهرية في التصدي لأخطار ذلك المرض، ولاسيما عبر مساهمتكم ودوركم العلمي الحيوي في ذلك المستشفى؟
مستشفى 57357 تتبنى المنهج العلمي وتجديدد البروتوكولات العلاجية وفيها اكبر أطباء وباحثيين علميين يتفاعلوا بشكل كامل مع الإدارة في المنتج والنتائج السريرية الخاصة بالمرضى، وبالتالي هناك حركة دائمة لمواكبة ومعرفة الجديد، ونسعى أن يكون لنا اسهامات تؤدي إلى تحسين مخرجات العلاج لسرطان الأطفال في مصر والعالم. وبالتالي فنهج الإدارة والأطباء والباحثين في المستشفى، يمثل بارقة أمل، ولنا الشرف أن نساهم في محاولة علاج كل مشاكل علاج امراض الاطفال ومحاولة فهمها من خلال البحث العلمي، ومن خلال خلق أجيال من الباحثين الاطباء من خلال المنهج العلمي البحثي.
ومستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، هو صرح عالمي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى قد تكون اكبر مستشفى لسرطان الاطفال في العالم كله، قياساً لعدد السرائر وقد نجح المستشفى بفضل الله تعالى في رفع نسبة الشفاء، لما يقرب من 3 اضعاف وهذا جعلها تقترب وتضاهي المعدلات العملية رغم ارتفاع مستويات المعيشة
س / 4
هل ترى إمكانية تواجد تعاون عربي للقضاء على مرض السرطان؟
بالنسبة لاسهامات العرب اعتقد ان تمويل الدول العربية لانشاء مركز أبحاث لعلاج سرطان الاطفال حتى لو بشكل مستقل، سيكون بمثابة مركز عالمي ضخم، وأعتقد أنه يمكن لنا كعرب ومؤسسات عربية، أن تخلق كيان بحثي علمي يستقطب كبار الباحثين في العالم العربي، وهذا الأمر اذا حدث سيكون لي مزيد الشرف للمساهمة فيه، أنا وزملائي، لأن هذا أمر يسير فعندنا موارد بشرية ودول عربية لديها قدرات مالية، وهذا يقوي علاجنا للتصدي للسرطان والمجتمع العلمي يجاهد مجاهدة شديدة لعلاج والقضاء على السرطان.
س / 5
كيف تقييمون مرض السرطان وعلاجه وما هي جهود الدولة المصرية في ذلك الصدد؟
ولكن طبيعة مرض السرطان كانه كائن حيث يسعى للتكيف ويتحور، ولكن يتم محاصرة ذلك عن طريق اسلوب علمي واستطاع العلم أن يجد مفاتيح قد يستخدمها لحل الألغاز الصعبة لمرض السرطان مثلاً استخدام تقنيات وتكتيكات فيها قدر من الذكاء مثل الصيحة الحديثة لاستخدام العلاج المناعي ضد السرطان، او أستخدام معلومات كثيرة جدا تؤدي لاختيار علاج خاص لكل مريض، او ما يسمى بالعلاج المشخصن من خلال المسح الجيني، وفك الشفرة الجنية للمرضىة ولدينا مشروع عظيم ترعاه الدولة ورئيس الجمهورية، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتم تخصيص ميزانية ضخمة للغاية من خلال فك الشفرة الجينية سيساهم في فهم لماذا تحدث أنواع السرطان في مصر؟ وما هي الاسباب الجينية في مصر؟ وإذا لم تكن أسباب جينية ستكون اسباب بيئية
الحل التام لمرض السرطان قد يكون بعيد المنال، ولكن نثق اننا سنكسب المعركة ضد انواع كثيرة من السرطان ولكن حل كامل قد يستغرق بعض الأعوام.
التعليقات مغلقة.