الدكتورة سلام الحاج حسين في حوارها مع مجلة استثمارات الإماراتية
والــــــــــــــــــدي هو ملهمي للنـــــــــــــجاح
الدكتورة سلام الحاج حسين
- الإمارات هي بلدي الثاني والفلسفة التنموية لقيادتها الرشيدة “حفظها الله تعالى” جعلها تتصدر التطور الحضاري العالمي
- كنت أول طالبة تلتحق بقسم جراحة الفكين في جامعتي في دمشق
- دعم والدي وتشجيعه المتواصل خلق لدي حصانة ضد التحديات
- التطورات الهائلة التي تشهدها جراحة الفكين تجعلنا دوماً نلاحق كل جديد
- استخدام البلازما في جراحات الفكين تشهد تطور هائل خاصة في علاج سرطان عظام الفكين
- الإمارات وجهة عالمية للمؤتمرات الطبية وجسر لنقل الخبرات والاستثمارات الطبية
- كلمة جراحة تجعل الكثير من الفتيات يعزفن عن التخصص فيها
- التحديات أيقونة التطور البشري والازدهار لمجتمعاتنا
- طب الأسنان يشهد تطورات تقنية هائلة يوماً بعد يوماً وتقنيات الذكاء الإصطناعي تتصدر المشهد الطبي العالمي
- أكملت دراستي في فرنسا وتخصصت بشكل كبير في زراعة الأسنان عبر تقنية إستخدام PRF عند عمل زراعة العظم
- مسيرتي العلمية في جراحة الفكين تطورت في فرنسا وكندا والإمارات باتت بلدي الثاني
- أومن بأن قدرة المرأة العربية على النجاح بلا حدود ونشاهد نجاحات المرأة الإماراتية كنموذج مشرف
- رغم من ضغوط العمل أشعر بالسعادة عندما أرى المريض بعد رحلة العلاج يبتسم
- الطب منظومة متكاملة وزيادة معارف الطبيب ومعلوماته ركيزة نجاحه
حاورها : محمد شمس الدين
لأن دروب الإبداع للمرأة العربية وتفوقها العلمي، مسيرة لا تتوقف نرى نماذجها المشرفة في كافة أرجاء العالم، ولأن دروب التحصيل العلمي والتأهيل المهني دوماً كانت حكراً على الرجال، فإننا بقدر إيماننا برياح التغيير الكبيرة التي شهدتها منطقتنا العربية تجاه تمكين المرأة العربية، بقدر ما نوقن بأن ذاك التحول المبهر في مسيرة المرأة العربية تحقق نتاجاً لما فطر “الله تعالى”، المرأة عليه من المثابرة والتعلم والصبر على المشاق، لذا فإننا لا شك نرنو بحديثنا وثنايا وسطور ومقتطفات حوارنا في هذا العدد من مجلة استثمارات الإماراتية، مع شخصية نسائية عربية استثنائية الطرح والعلم والتخصص العلمي الذي ولجت فيه، مدركة ومسلحة بقناعة لا تقبل الجدال أو التهوين بأنه لا معوقات ما دامت الأهداف ساطعة عن قناعة وثبات في الجهد وتطور لمسيرة حصاد العلوم والمعرفة، بما فيها أصعب التخصصات وهو التخصصات الطبية التي تتطلب جهداً كبيراً.
مكمن التفرد هنا في شخصية الدكتورة سلام الحاج حسين ضيفتنا اليوم هو قصتها الملهمة لكل فتاة عربية كانت وما زلت يوماً تحلم أن تكون طبيبة، فضيفة وشخصية غلاف مجلة استثمارات الإماراتية، هي طبيبة سورية حققت نجاحات في تخصصها في جراحة الفكين، وهو تخصص إن كان نادراً، فهو يشهد يوماً بعد يوماً، المزيد من التطورات والتقنيات العالمية المتسارعة، مما جعلها تضع بصمتها، ولتعلن أن المرأة العربية ليست بأقل مقدرة على النجاح من الرجل العربي، لاسيما مع دراستها في أرقى كليات وأكاديميات طب الأسنان وجراحة الفكين في العالم وتحديداً في كل من فرنسا وكندا، وليستقر بها المقام في بلدها الثاني والمحبب لها – على حد وصفها – (( الإمارات – دار زايد – دار الخير – وووجهة الطب في الشرق الأوسط والعالم )). حيث عملت في مراكز طبية عديدة وحققت شهرة واسعة. منذ تواجدها في الإمارات من العام 2005.
ولكن مع نجاح الدكتورة سلام الحاج حسين ودلالات شخصيتها المبهرة ومؤامتها بين نجاحها العلمي والمهني وأيضا التزاماتها العائلية كأم تحرص على تقديم جل اهتمامها لأسرتها واستقرارهم ونجاحهم في مسيرة حياتهم، إلا أنها تحتفظ بجانب تعتبره ركيزة أساسية بعد “توفيق الله تعالى”، لها، وترجع له الفضل في نجاحها المهني والإنساني، إلا وهو والدها الذي كان بمثابة الموجه لها لخوض غمار تخصص الطب وتشجيعها على عدم الخوف من العمل والتعلم حتى في أصعب المناهج قاطبة.
فضيفتنا اليوم هي الدكتورة سلام الحاج حسين السورية العربية، طبيبة جراحة عظام وأفات الوجه والفكين بإمارة أبوظبي. حيث سننحو في تلك المقابلة للتركيز أكثر على قصة نجاحها من البدايات والتحديات التي واجهتها لتكون قدوة للنجاح، ولتؤكد أن المرأة العربية قادرة على تحقيق النجاح العلمي، وموقنة بأن تواجدها في دولة الإمارات يشعرها بأحساس لا جدال فيه بأنها في دارها وبيتها الثاني بعد بلدها الأم سوريا. وذلك رغماً من حيازتها الجنسية الكندية. وقد كان الحوار في السطور التالية :
دكتورة سلام الحاج حسين
رابعاً الأسئلة والأجابات
س / 1
نود أن نتعرف على الدكتورة سلام الحاج حسين، طبيبة جراحة الفكين في إمارة أبوظبي، وما حققته طيلة مراحل حياتها الدراسية والعملية من نجاحات كبيرة في ذلك التخصص سواء في فرنسا أو كندا أو الإمارات، هل لنا من نبذة عن مسيرة وقصة نجاح الدكتورة سلام الحاج حسين ؟
ج / 1
نشأت في بلدي سوريا وتعود بدايات حياتي في مدينة حلب، ثم انتقلت لاحقاً للعاصمة دمشق، حيث التحقت بكلية طب الأسنان بالجامعة، وهنا أتوقف لكي أوكد أن والدي كان له فضل كبير علي في بدايات نشأتي وتكوين شخصيتي العملية، إذ من بدايات طفولتي كان يزرع داخلي الثقة في ذاتي وقدراتي على مواجهة أي تحديات تعتريني أو تواجهني في حياتي، “وبفضل الله تعالى”، استطعت النجاح، بل أيضاً كان لوالدي الذي كان يشغل منصب دبلوماسي “رحمه الله تعالى”، أن وجهني وشجعني على الالتحاق بكلية الطب رغماً من صعوبتها وقلة عدد الطالبات، وأتذكر أنني كنت الوحيدة والطالبة الأولى في تخصص جراحة الفكين والأسنان، ثم التحق بي بعد مبادرتي وتشجعي على دخول ذلك القسم العديد من الطالبات الأخريات.
س / 2
ما هي أهم مراحل التطور في حياتك، وما ترينه من أهم الإنجازات؟
ج / 2
لم أتوقف عند اختصاص جراحة الفكين في جامعة دمشق، بل أدركت بأن مواصلة التعلم هو ضمانة لتطوير قدراتي كطبيبة في جراحة الفكين، حيث انتقلت لإكمال دراستي في فرنسا بعد حصولي على بكالوريس طب جراحة الفكين، فقمت بدراسة التقويم الجراحي في جامعات فرنسية وكذلك عملت في فرنسا في مجال زراعة الأسنان عبر تقنية إستخدام PRF عند عمل زراعة العظم وهي مثيلة باستخدام البلازما وبالاعتماد على مدخلات عضوية من داخل الجسم، مما يعني انتفاء أي مخاطر وسهولة تقبل الجسم لها مع إضافة لها بعض المواد الطبية الأخرى، وهذا يساعد في الزراعة في حال لم يكن هناك عظم كافي لدى المريض. وفضلاً عن تواجدي في فرنسا التي شهدت نقلة كبيرة في تحصيلي العلمي وتراكم معرفتي بأحدث التطورات في جراحة عظام وآفات الوجه والفكين، فقط عملت أيضاً في المملكة العربية السعودية وأتواجد أيضا بصفة دائمة في كندا، إن كان لاكتسابي أنا وأسرتي الجنسية الكندية، أو تعاوني وعملي هناك مع المؤسسات الطبية، فضلاً عن عمل أبني كطبيب أسنان أيضاً في كندا، ثم كان استقراري منذ 20 عام في بلدي الثاني الإمارات، لما تتمتع به الإمارات من مقومات عديدة.
س / 3
ما هو شعورك عندما تنتهي مرحلة العلاج للمريض ويغادر العيادة ؟
ج / 3
عندما أنتهيى من مرحلة علاج المريض “بفضل الله تعالى”، أشعر بسعادة بالغة أنني أستطعت أن أجعله يشعر بالارتياح والشفاء بعد أن تخلص من مشكلته، سواء كانت مرضية في الأسنان أو الفكين أو مشكلة المظهر الجمالي لأسنانه،، لأن الأسنان والفكين هما مظهر الإنسان ويعززان ثقته بنفسه.
الدكتورة سلام الحاج حسين
س / 4
الفضول يدفعنا للكلام عن أمراض خبيثة مثل السرطان العظام والفكين، فهل توجهتي لذلك التخصص أو تقومين بإجراء الجراحات المتعلقة به ؟ وما هو سعيك لمجاراة كل تقنية جديدة، بالأخص أن ذلك القطاع يشهد يوماً بعد يوماً تطور هائل ؟
ج / 4
لم أرغب في هذا المجال وهو أمراض سرطان الفكين، حيث رغماً من قدرتي على مجابهة كافة التحديات وعدم الخوف ولكن يبقى مرض السرطان ذو حاجز نفسي على لقساوة ذلك المرض، ولكن بطبيعة الحال كطبيبة جراحة علاج أمراض وآفات عظام الوجه والفكين، يتداخل عملي بشكل كبير مع معالجة ذلك المرض حيث أقوم ضمن اختصاصتي بعمل قص للعظام وزراعته أو تعويضه بعظام أخرى. ولكن أيضا بحكم عملي وتخصصي المهني أحرص على حضور العديد من المؤتمرات الطبية في الإمارات أو دول العالم الأخرى، ففي نهاية المطاف الطب منظومة متكاملة وزيادة معارف الطبيب ومعلوماته هي ضمانة لنجاحه في عمله وبالأضافة لحضور المؤتمرات، فدوماً أبحث عن الجديد حتى عن المواد الصغيرة لأن طب الأسنان أصبح فيه تطور كبير جداً في المواد المستخدمة، وفي الأجهزة والتقنيات الأخرى، في الليزر والتكنولجيا الجديدة ولا ننسى ثورة الذكاء الإصطناعي، بما فيها طريقة وكيفية إدخال المدخلات والمعلومات ومخرجات وتقارير الأشعة وتخزين البيانات ونقلها عن المريض وحالته الصحية والتطورات في ذلك الصدد.
س / 5
ما هي القيم التي تؤمنين بها وتعتبريها ركيزة لحياتك؟
ج / 5
الصدق والطموح، لأنك حينما تكون صادق مع نفسك، وتعطي من قلبك ومحب ولديك نظرة للطموح للأفضل، وتسليح نفسك والحياة تعلمنا دوماً الجديد من خلال التحديات التي تعتري مسيرتنا، مما يضطرنا لكي نستمر في دراسة قدراتنا والبحث وإيجاد حلول لتلك التحديات والعقبات، ونشعر عند تجاوز كل تحدي سواء في الحياة الشخصية، أو محيطنا المجتمعي، بأننا اكتسبنا معرفة جديدة، فالتحديات هي أيقونة التطور البشري والازدهار في مسيرتنا، ولنرى ذلك على صعيد الدول أو صعيد الأفراد، فالدول التي تعرضت لتحديات خلقت لديها الجاهزية لمكافحة تلك التحديات والتغلب عليها، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الأفراد. كذلك هناك عدم اليأس فهو ضروري جدا لكي لا نحبط ونستمر في تحقيق النجاح وتلافي العقبات التي تواجهنا.
د. سلام الحاج حسين
س / 6
مع زحمة العمل هل تجدين وقت للعائلة ؟ خاصة أن مسؤليات الطبيب دوماً تكون مرهقة لاسيما في مجال الجراحة ؟
ج / 6
نعم أجد وقت لأنني تكيفت ووازنت بين عملي وأولادي، فحينما كنت في فرنسا، كان أولادي يدرسون، وأنا أيضا أدرس، وعندما كان أولادي عمرهم سنتان وزوجي هو أيضاً طبيب وكان معي يساندي طيلة الوقت ويسهل الكثير علي لأنه بطبيعة الحال متفهم لمهنتي، ويتشارك معه أولادي في تفهم مهنتي، حتى أبني الكبير طبيب أسنان في كندا، ولدي أبني يدرس في الذكاء الإصطناعي في جامعة السوربون في أبوظبي، وطموحي باختصار لا يقبل القسمة على أثنين هو مهنتي وأولادي.
س / 7
هل من كلمة أو رسالة تودين توجيهها للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات “حفظها الله تعالى ” ؟
ج / 7
نرى في دولة الإمارات ونحن نعيش فيها بل يتواجد بها أكثر من 215 جنسية من مختلف دول وأديان وجنسيات العالم، يعيشون بسعادة ويحظون بالاحترام والتقدير، حيث تحولت دولة الإمارات لوجهة للتطور الطبي في العالم بأسره، بالأخص بالنظر لأنظمة التأمين الصحي، وتشريعات الاستثمار الطبي المتطورة، والتي تضمن أيضاً أفضل مستويات الرعاية الصحية في العالم. وهناك دور بارز لهيئات الصحة والجهات الحكومية المسؤلية عن الملف الطبي، ولننظر لجانب أخر وهو تطور التعليم الطبي في الإمارات، فهناك جامعات عالمية متواجدة في الإمارات فضلاً عن تطور التخصصات العلمية الأخرى، حيث رغماً من أن أبني الأكبر يدرس في بريطانيا تخصص أسنان، إلا أننا وجدنا ذات الاعتماد الأكاديمي وذلك المساق الدراسي موجود في جامعة / محمد بن راشد في دبي، حيث أتوجه وأسرتي أيضاً بوافر الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات ولشعبها الكريم على استضافتهم لنا، ولجميع الجنسيات الأخرى، ولا ننسى أن دولة الإمارات يُقام فيها سنوياً ثاني أكبر مؤتمر ومعرض طبي في العالم، وندعوا للامارات ولقيادتها الرشيدة ونبارك لهم عيدهم الوطني ( 53 )، ونتمني أن نقدم لهم الكثير لأن القيادة الرشيدة للإمارات قدمت لنا الكثير والكثير .
سلام الحاج حسين
(( رسالتي لأمي ))
أمي الحبيبة التي عاشت حياتها من أجلنا، جمعت بين عملها كمعلمة ومربية لأجيال، وأماً عطوفاً وسنداً قوياً داعمة لنا في كل مراحل حياتنا، باذلة الغالي والنفيس من وقتها وجهدها مفضلة ضمان راحتنا على راحتها، لكي نعيش سعداء ناجحين في حياتنا، وهذا الإيثار ترك بصمات بل منارات تضئ لنا الدرب في أعماقنا وكياننا، وهو ما نحرص على أن نغرسه في أولادنا على ذات الدرب من نهج الأمومة القويم نسير ،،، لتملاء حياتنا قبسات ما تعلمناه ورأينه من خيراً عظيم من أمنا الحانية العطوف، وليكون ذلك مداداً لكي تفيض قلوبنا بالحب والعطاء لمن حولنا وتجاه وطننا والإنسانية جمعاء )) |
(( رسالتي لوالدي ))
والدي / حسين الحاج حسين
(( رحمك الله تعالى وأسكنك فسيح جناته كنت أبا رائداً عطوفاً محباً لأبعد حدود المحبة لأولاده ورفاقه ووطنه. أحببت بلدك سوريا ذاكرة العالم والتاريخ .. زرعت في قلوبنا منذ الصغر صدق المحبة والوفاء للوطن. كنت سابقاً لعصرك وزمانك بانفتاحك واستيعابك لكل ما يحقق العدالة والكرامة بين أبناء وطنه … عشت حياتك مكافحاً مخلصاً أميناً، روحك الطاهرة تعيش معنا دائماً وأبداً تبعث فينا الإخلاص والوفاء .. وتقوى بنا العزيمة لتحقيق ما كان يصبوا أن يحققه من مجد لبلده ووطنه، والإنسانية جمعاء. |
التعليقات مغلقة.