الخبير المالي : دانيال تقي الدين في حواره مع “مجلة استثمارات الإماراتية” : ارتفاع اسعار النفط نتاجاً للأزمة الروسية الأوكرانية دعم مداخيل دول مجلس التعاون الخليجي
خاص “استثمارات”
قال الخبير والمحلل المالي دانيال تقي الدين في حواره مع مجلة استثمارات الإماراتية أن أرتفاع أسعار النفط العالمية نتاجاً لأزمة الصراع الروسي الإوكراني وتأثيرها على الأسواق العالمية يشكل لحظة محورية في مسيرة الاقتصاد العالمي مؤكداً أن لكل أزمة وجه أيجابي أو فرصة لدول كما هي تأثيرات سلبية لدول أخرى مؤكداً أن مساهمة تلك الأزمة في ارتفاع أسعار النفط العالمية سيساهم في دعم مداخيل دول مجلس التعاون الخليجي ولاسيما الدول النفطية البارزة كالإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت، مما يشكل لها منفذ على تعزيز استراتيجيات التنمية الاقتصادية في ضوء عز ورؤية قيادتها الرشيدة في تحقيق تحولات التنمية وأحداث طفرات جوهرية.
وقد تناول الحوار معه الكثير من المحاور على صعيد أسواق المال العالمية والتأثيرات على الصناديق المالية العالمية وغيرها من تحديات يواجهها الاقتصاد العالمي
وقد كان الحوار في السطور التالية :-
س / 1
ما هي رؤيتكم في المرحلة الراهنة للتطورات في أسواق الأسهم الخليجية بالأخص مع موجهة غير مسبوقة عالمياً من التضخم واقتراناً بأزمات محورية لاسيما أزمة الصراع الإوكراني الروسي ؟
تظل الأسواق في الخليج معرضة للتطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية وتسجل انخفاضات مهمة كما هو الحال في معظم الأسواق مع تراجع الشهية على المخاطر. لكن شكل التضخم وخاصة ارتفاع أسعار النفط مصدرا للأرباح للدول والشركات والتي قد تستعمل للاستثمار ولدعم قدراتها ووضع قاعدة قوية لانطلاقة جديدة لديناميكية السوق. على سبيل المثال، تود المملكة السعودية استثمار هذه الأرباح لتسريع تطوير القطاعات الغير النفطية. كذلك، الصراع في أوكرانيا أبرز أهمية المنطقة كمورد للطاقة بصفتها منتجة للنفط والغاز الطبيعي. فقد تساعد هذه العوامل على المحافظة على قوة الأسواق الخليجية على المدى المتوسط.
س / 2
في رؤيتكم هل ستنجح الصناديق المالية العالمية في تجاوز تلك الأزمة الراهنة؟؟
رغم تراجع أسعار الأسهم تتواجد فرص استثمارية في أسواق أخرى مثل السلع والعملات والسندات وكذلك في الأسهم حيث قد تتأثر بعض القطاعات إيجابيا بالظروف الحالية على عكس السوق بأكمله. فقد تستفيد الصناديق الاستثمارية من ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار الأسهم في هذا القطاع. كما ظهرت فرص في المعادن المستعملة في بطاريات السيارات الكهربائية أو في الرقائق الإلكترونية.
س / 3
هل الحديث عن طرح شركات خليجية جديدة في أسواق الأسهم الخليجية في ذلك التوقيت هل سيكون قرار مناسب؟ أم تنصحهم بالتريث؟
إدراج الشركات في أسواق الأسهم الخليجية يبقى اختيار استراتيجي حسب نظرة المؤسسات المحلية التي تعمل على تقوية السيولة وعلى جذب المستثمرين. فمواصل الاكتتابات قد يشكل فرصة للمستثمرين خلال هذه الفترة الصعبة التي تشهد تراجع الأسواق العالمية. في هذا الصدد، قد يصبح طرح الشركات بمثابة بديل. لكن يبقى في نفس الوقت هذا الاختيار يضم عدد من المخاطر التي قد تكمن في قيم سوقية أقل مما كان ممكن سابقا.
س / 4
الحديث عن قرب طرح أسهم شركة بروج التابعة لأدنوك في السوق المالي في أبوظبي هل تتوقعون إقبال على السهم وكم حد التغطية المتوقعة؟
طرح أسهم شركة بروج قد يشكل حافزا قويا لسوق أبوظبي. فهو قد يجذب عدد من المستثمرين الباحثين عن فرص في الظروف الصعبة الحالية وبالإضافة قد يستقطب السيولة ويساهم في دفعة إيجابية في السوق كما كان الحال بالنسبة لعدد من الاكتتابات الأولية مؤخرا. فمن المتوقع أن تفوق نسبة التغطية عدد الأسهم المتاحة في السوق نظرا لشهية المستثمرين على هذا النوع من الفرص خاصة وأن بروج مدعومة من قبل شركة مثل أدنوك.
س / 5
كيف ترون مستقبل أسعار النفط على المدى المنظور خلال الخمسة أشهر المقبلة؟؟ وكيف يقراء مستثمري الأسهم تلك التطورات؟ ما هي توصياتكم؟
من المتوقع أن تبقى أسعار النفط على مستويات مرتفعة كما هو الحال الآن نظرا للاضطرابات في الإمدادات والشكوك حول قوة الاقتصاد والطلب على الخام. على هذا الصدد، نرى إمكانية تناقص الكميات المتوفرة في السوق مع الجهود المبذولة من طرف الاتحاد الأوروبي لحظر الواردات النفطية الروسية. إلى هذا نضيف ضعف القدرة الإنتاجية في بعض البلدان بسبب قلة الاستثمارات. من جهة أخرى، يأثر تباطئ النمو الاقتصادي مباشرة على مستويات الطلب وشاهدنا تفاقم هذه الظاهرة مع الإغلاقات الصحية في الصين. وبالنسبة للأسهم الخليجية، فمعظمها يستجيب إيجابيا لقوة أسعار النفط نظرا لتدفق الأرباح الناتجة في الاقتصادات المحلية.
س / 7
كيف تفسرون قوة سوق أبوظبي المالي في المرحلة الراهنة التي تكتسي فيها أغلب الأسواق الخليجية باتجاه هبوطي؟
يبقى سوق أبوظبي متماسكا بمستوياته الحالية إلى حد ما بفضل قوة أسعار النفط التي تشكل حافزا مهما. رغم ذلك يبقى السوق معرضا للتغيرات في الظروف الاقتصادية العالمية حيث يتوجه المستثمرون نحو نوع من الحذر وتراجع للشهية على المخاطر. فهذا التوجه قد يضع بعض الضغط على السوق.
س / 8
ما هي نصيحتكم للقائمين على سوق الأسهم المصرية بالأخص بعد تنامي تخوفات راهنة؟
تشكل التطورات الدولية الاقتصادية والجيوسياسية عوامل سلبية قوية بالنسبة للسوق المصري وقد تنتج المزيد من التقلبات والاضطرابات في الأسعار نظرا لتأثير التضخم من جهة، خاصة مع ارتفاع اسعار المواد الغدائية، ومن جهة أخرى لتشديد السياسة النقدية الأمريكية وتخوف المشتثمرين من المخاطر نتيجة عن ذلك. عكس ذلك، قد تساهم الجهود المبذولة من طرف الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد المحلي ورغبتها على إدراج عدد من شركات الحكومية في دفع أسعار الأسهم وجذب المستثمرين المحليين والدوليين.
س / 9
نريد نبذة عن شركتكم ودورها في تقديم استشارات أسواق المال؟
بي دي سويس – مجموعة رائدة في تقديم الخدمات المالية تضم عددا من الكيانات المؤسسية المعتمدة؛ توفر خدمات الاستثمار والتداول في العقود مقابل الفروقات لنحو أكثر من 1.5 مليون عميل مسجل في 180 دولة حول العالم. ومنذ تأسيسها في عام 2012 وحتى الآن، لا تزال بي دي سويس تقدم منتجات وخدمات تداول عالية الجودة، بالإضافة إلى توفير مجموعة متنوعة من منصات التداول العالمية. وتقدم مجموعة بي دي سويس لعملائها مزايا التداول بفروقات أسعار تنافسية وسرعة تنفيذ فائقة لأكثر من 1000 أداة تداول رئيسية؛ بما في ذلك أسهم الشركات الرائدة وصناديق الاستثمار المتداولة والوصول المباشر إلى أسواق المال العالمية. بالإضافة إلى مئات العقود مقابل الفروقات؛ بما في ذلك العملات والأسهم والسلع والمؤشرات. تعمل مجموعة بي دي سويس وفق إطار تنظيمي صارم وتدير خدامتها المتميزة بمستويات عالمية استنادا إلى تراخيص ولوائح العديد من الكيانات الرقابية المختلفة.
التعليقات مغلقة.