الحكومات في العالم تواجه ضغوطاً للحد من الضرر الاقتصادي لكورونا
خفف حكام الولايات المتحدة عمليات الإغلاق، وسط ضغوط من الشركات والجمهور في جميع أنحاء العالم، للحد من الأضرار الاقتصادية للجائحة.
وفي البرازيل، احتج مئات الأشخاص في المدن الكبرى ضد عمليات الإغلاق بسبب الفيروس.
وأعلنت فرنسا عن انخفاض في عدد مرضى العناية الفائقة، ولكن مسؤولو الصحة حذروا الجمهور بالالتزام بإجراءات العزل الصارمة.
يُعتقد أن الجائحة، التي ظهرت في وسط الصين، في ديسمبر الماضي، أصابت أكثر من 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وفي حين أن معظمهم يتعافى، فقد توفي 155 ألفاً على الأقل، وفقاً لإحصاء أعدته جامعة جونز هوبكنز، استناداً لأرقام قدمتها السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم.
وتواجه الحكومات ضغوطاً لإعادة فتح المصانع والمتاجر وحركة السفر والأنشطة العامة، حتى مع ارتفاع عدد الإصابات في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى.
وأدت إجراءات الإغلاق، التي بدأت في الصين أواخر يناير الماضي، وانتشرت إلى الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى، إلى القضاء على ملايين الوظائف، وأغرقت العالم في ركود اقتصادي هو الأكثر إيلاماً منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.
ويتوقع صندوق النقد الدولي، أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 3%، وهي نسبة غير مسبوقة هذا العام، والخسارة الأكبر بكثير من خسارة 0.1% عام 2009 بعد الأزمة المالية العالمية.
ودعا مون كوريا الجنوبية إلى «التضامن العام» لإنعاش الاقتصاد، وقال: «جهود الحكومة وحدها ليست كافية».
واحتج أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، في عدة ولايات، مطالبين المحافظين بإنهاء الرقابة على النشاط العام حتى مع ارتفاع أعداد حالات الإصابة الجديدة.
وأعلنت تكساس وإنديانا وبعض الولايات الأخرى عن خطط للسماح باستئناف بعض أنشطة البيع بالتجزئة.
وقامت فلوريدا وكارولينا الجنوبية بإعادة فتح الشواطئ.
ورفض حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، الذي انتقد الاستجابة الفيدرالية على أنها غير كافية، الضغوط لإعادة فتح الشركات.
وقال للصحفيين: «لسنا في مرحلة إعادة فتح أي شيء على الفور».
ويضغط ترامب لتخفيف إجراءات الإغلاق بحلول 1 مايو المقبل، وهي خطة تعتمد جزئياً على المزيد من الاختبارات.
وطالب كثيرون برفع القيود فوراً في الدولة التي قدم فيها أكثر من مليون شخص إفادات بأنهم فقدوا وظائفهم.
وفي البرازيل، انتقد الرئيس البرازيلي، جائير بولسونارو، عمليات الإغلاق لمكافحة الفيروس التي فرضها حكام الولايات، وقال يوم السبت: «إنه سيوصي بإعادة فتح حدود البلاد مع باراغواي وأوروغواي».
وقلل بولسونارو من أهمية المرض.
وأقال الرئيس وزير الصحة، يوم الجمعة، والذي دعم مكافحة المرض، وأشار إلى أنه يتوقع من الوزير الجديد حماية الاقتصاد.
وفي آسيا، أعلنت سنغافورة السبت، عن 942 إصابة بالعدوى في يوم واحد، وهي أعلى نسبة في جنوب شرق آسيا، معظمهم عمال أجانب مقيمون في مهاجع مكتظة.
بذلك وصل العدد الإجمالي إلى نحو 6000 شخص في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة.
وقال نائب وزير الصحة، كيم جانغ ليب: إن السلطات قد تعلن قريباً مبادئ توجيهية لتحل محل حملة التباعد الاجتماعي في البلاد.
وحذر كيم بأن العودة السريعة إلى النشاط الطبيعي ستكون مستحيلة.
مع ذلك، دعا خبراء صحة إلى اليقظة، مشيرين إلى ارتفاع مطرد في الإصابات في سول ذات الكثافة السكانية العالية.
وفي أوروبا، هناك إشارات مؤقتة على الحد من المرض، إذ بدأت فرنسا وإسبانيا تفكيك بعض المستشفيات الميدانية.
وانخفض عدد الحالات في ألمانيا خلال الأسبوع الماضي، مع زيادة أعداد المتعافين.
على الرغم من ذلك، حثت وكالة الصحة الفرنسية الجمهور على الالتزام بإجراءات العزل التي تم تمديدها حتى 11 مايو على الأقل، وقالت: «لن نقلل من جهودنا في الوقت الذي تؤتي فيه العزلة ثماراً».
وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز: إن حكومته ترغب في تمديد حالة الطوارئ حتى 9 مايو، لكنها ستبدأ في تخفيف إجراءات العزل المتعلقة بالأطفال بداية من 27 أبريل.
وقال سانشيز: «إن الإغلاق الوطني لن يتراجع إلا عندما يكون النظام الصحي في إسبانيا جاهزاً لانتعاش محتمل بعد العدوى».
التعليقات مغلقة.