الجــناح السوري 30 حرفاً من ذهب إكسبو 2020
تعود أبجدية أوغاريت في الجناح السوري بعيداً، إلى جذور التاريخ الذي يقف عند عام 1500 قبل الميلاد، فالأبجدية المعروضة في قسم خاص من الجناح في «إكسبو 2020 دبي» تعد نسخة طبق الأصل من رقم فخاري يبلغ طوله 5.5 سم وعرضه 1.3 سم، بينما تعرض القطعة الأصلية في متحف دمشق الوطني لتروي قصة حضارة، أثمرت أقدم أبجدية كان لها التأثير على غيرها من أبجديات العالم الأخرى التي جاءت بعدها، كما أنها تستمر في الحاضر كونها ما زالت تدرس في 40 جامعة حول العالم.
اختصار الإشارات
تتميز أبجدية أوغاريت، التي تعتبر أول أبجدية منظمة في العالم، بأنها اختصرت الإشارات المسمارية الكتابية من 600 إشارة إلى 30 حرفاً، ومعظم النصوص التي سطرت بهذه اللغة هي نصوص اقتصادية وأدبية. وتوفر الأبجدية الأوغاريتية أيضاً أول الأدلة عن الترتيب الأبجدي للكتابة وهو ما أعطى تطوراً لأبجديات أحدث منها كاليونانية، واللاتينية، وغيرها من الأبجديات التي جاءت من بعدها.
وكانت هذه الأبجدية قد اكتشفت بعد اكتشاف أوغاريت في عام 1928، والتي كانت إحدى الممالك القديمة في سوريا، وجرى اكتشافها على أنقاض تل أثري يدعى «رأس شمرا» في منطقة رأس ابن هاني الذي يقع على مسافة 12 كم إلى الشمال من مدينة اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر هذه الأبجدية أكمل أبجديات العالم القديم وأغناها وأكثرها شمولاً وتحتوي على 30 حرفاً، وبسبب التقدم والازدهار الذي عاشته أوغاريت فقد كانت لغتهم من أهم اللغات قديماً، وبجانب لغتهم الأساسية استخدم سكان أوغاريت لغات عدة ووضعوا لذلك قواميس متعددة اللغات، ولكن اللغة الرئيسية والأهم التي اكتـُشفت في رسائلهم هي لغة خاصة بهم تسمى بـ«اللغة الأوغاريتية».
حدث إنساني
كانت أوغاريت في مركز العالم المهتم بالأدب والقراءة والكتابة، واعتبرت مركزاً حضارياً مهماً في سوريا، وقد جمعت الأبجدية الأوغاريتية الخصائص الأكثر تقدماً من الأنظمة الكتابية السابقة كالهيروغليفية والمسمارية، وهي أنظمة توجهت مع الزمن إلى تطوير أنظمتها لتصبح أكثر مقطعية وأقل من حيث الرموز الشكلية، وهو ما أنشأ ما يعرف اليوم بالأبجدية، ولعل ابتكارها كان حدثاً مهماً أعظم من ابتكار الطباعة.
التعليقات مغلقة.