التلاحم الأسري في ظل العصر الرقمي بين الواقع والمأمول
أعداد الدكتورة / ياسمين الخالدي
مستشارة شؤون الأسرة والمجتمع
لا شك أننا جميعاً في منطقتنا العربية وكل دول العالم، وبلا استثناء، نتعرض لطوفان يشكل الموجه الأبرز لسلوكياتنا وانطباعتنا تجاه العديد من القضايا، يحمل عنواناً عريضاً وبراقاً، ومؤثراً في دلالاته وهو (السوشيل ميديا)، وإن كان الأمر يرتبط بالتأثير بشكل كبير على البالغين – نتاجاً لإقبالهم على استخدامات وسائط الإعلام المجتمعي – التي باتت حاضرة بقوة في كل منزل، بل باتت مؤثرة بشكل جوهري في العلاقات القوية بين أفراد الأسرة، لنلمس تغيراً في وشائج التقارب الأسري، سواء من جهة التباعد بين أفراد الأسرة الواحدة انشغالاً بمطالعة تلك الوسائط، أو من جهة التأثيرات السلبية لتلك الوسائط الرقمية على سلوكيات الأبناء.
لذا يبدو دور الأسرة هنا محورياً، بأهمية تحديد مدة معينة لجلوس الأبناء على الأجهزه الالكترونية، وتحديد البرامج والمواقع اللي يتابعها الأبناء والأشخاص الذين يتواصلوا معهم، أو يتابعهم ابنائنا رقمياً، كما يجب تحديد البرامج والألعاب والفيديوهات التي يشاهدها الابناء، فضلاً على ضرورة مشاركة الأباء ألعاب أبنائهم، لكسر حاجز التباعد، ومراقبة المواقع السيئة والعمل على إغلاقها .
أن للأسرة في تعزيز قيم المواطنة الرقمية، دوراً كبيراً في كيفية التعامل الإيجابي مع عالم التواصل الإجتماعي بشكل إيجابي واستخدام كل ماهو مفيد لاجل بناء شخصية الأبناء وتطوير ذاتهم وإطلاعهم على ثقافات الشعوب وأخبار العالم والأخبار العلمية والكونية، وتشجيع الأبناء على التعلم وتكوين صداقات من مختلف أنحاء العالم. وحتى لانخسر أبنائنا فلذات أكبادنا، علينا التقرب منهم، وغرس القيم والمبادئ السليمة والصحية داخلهم وتحذيرهم من أكاذيب وخدع ضعاف النفوس عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين يستهدفون الأساءة للثقافات أو للديانات والمجتمع.
ولا ننسى أن ديننا الإسلام الحنيف وضع لنا كل أسس وقوانين الحياة لنسير عليها بشكل صحيح، وأن لانبتعد عن ديننا لأننا خير الأمم، لنكون قدوة في التعامل والأخلاق للناس أجمعين، حيث أن أهم معايير التعارف هي التقوى واحترام الغير وعدم إيذائهم.
التعليقات مغلقة.