“التربية والتعليم” تحارب الشغب الإلكتروني بلائحة السلوك الطلابي
من أهم الاعتبارات في حسن سير عملية التعليم، تحقيق النظام والانضباط، باعتبارهما نقطة مركزية في العملية التعليمية، لذا تسعى وزارة التربية والتعليم، إلى تطوير أساليب تقويم سلوك الطلبة، بلائحة مناسبة لتغير ظروف سير الدراسة، ولذلك حددت لائحة سلوكية جديدة تناسب تطبيق «التعليم عن بُعد» للحد من المشاغبات الإلكترونية، خصوصاً بعد الارتباك الذي حصل نتيجة ارتكاب الطلبة أخطاء تؤخر الحصص «عن بعد».
تضمنت اللائحة المستحدثة 24 مخالفة سلوك بسيطة ومتوسطة، يعاقب مرتكبها من الطلبة أثناء التعليم الافتراضي.
ولم تقتصر السلوكيات الخاطئة خلال عملية التعلم عن بعد على الطلبة فقط، وكان لبعض أوليا الأمور نصيب منها بعد أن تفاجأ معلمون، خلال تقديم الحصص الدراسية للطلاب عن بعد، بشتائم ووعيد وعبارات توبيخ صارخة، تصدر من بعض الأمهات، لإرغام أبنائهن على متابعة ما يقوله المعلم، والتركيز على الشرح، بعد أن يلاحظن شرودهم، لذلك حددت اللائحة الجديدة مسؤولية لأولياء الأمور، وفي حال امتناع ولي أمر الطالب عن التجاوب مع قرارات المدرسة، أو تحمل مسؤوليته عن سلوك الطالب المخالف، يتم رفع الأمر إلى الجهات المختصة عن طريق الشؤون القانونية.
الضبط السلوكي
وأكد عدد من الخبراء التربويين أن وضع لائحة للضبط السلوكي للتعلم عن بُعد، يعد عنصراً فعالاً يساعد على سير العملية التعليمية نحو أهدافها المنشودة ويحدد الحقوق والواجبات، مشددين على ضرورة الحزم مع الطلبة من خلال عقوبات رادعة للسلوكيات الخاطئة مع الجدية في تطبيقها وتعميمها ونشرها للطلبة وأولياء الأمور، لافتين إلى أن المدارس واجهت بعض الصعوبات نهاية العام الدراسي الماضي وخلال تطبيق تجربة التعلم عن بُعد.
وأكد الخبير التربوي محمد راشد رشود، أهمية وجود محددات لضبط المنظومة التعليمية عن بعد؛ بحيث يتم إيضاح طريقة تعامل الطالب مع المعلم ومع زميله ومع المنصة الإلكترونية، وقال: «كل تجربة جديدة يتم خلالها أخذ خطوات بعد رصد الملاحظات؛ حيث يتم رصد الحالات والسلوكيات الطلابية خلال عملية التعلم عن بعد»، داعياً إلى تقسيم المخالفات لفئات، مضيفاً: «هناك احتياج لوضع سياسة ضبط سلوكي تدرس من جميع النواحي».
وأبان أن عدم التزام الطالب بالمدة المحددة لحل الواجبات مخالفة، وعدم تفاعله مع الشرح والدروس وحضوره حصص المشاهدة مخالفة، كما أن إهماله الرد على معلمه مخالفة وأيضاً إساءته في الرد على المعلم مخالفة، لأن الطلاب بالصف يشاهدون تلك الإجراءات والردود على المنصة الإلكترونية.
وأشار إلى أنه يسهل إثبات الخطأ خلال التعلم عن بعد بعمل «صورة شاشة» وتحويلها إلى المشرف الإداري لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
صور إيجابية
ويتفق الخبير التربوي الدكتور خالد صقر المري، مع ما سبق ويضيف إليه، أن وضع لائحة تنظم سلوك الطلبة في التعامل مع عملية التعلم عن بعد، جاء كضرورة نتيجة انتشار بعض السلوكيات الخاطئة إلكترونياً، بين الطلبة ما يمثل صورة غير إيجابية تؤثر في البيئة المدرسية، ولذا وجدت الوزارة أهمية العمل على محورين في هذا المجال، الأول التوعية والتثقيف للطالب لفهم طبيعة التعلم عن بعد وكيفية التفاعل معه بشكل سليم، أما المحور الثاني فكان من خلال وضع اللائحة الضابطة للسلوك والمحددة لعقوبات المخالفين.
وذكر أنهم لمسوا تغيراً واضحاً في سلوكيات الطلبة، نتيجة مرحلة التطبيق للائحة.
أما الخبيري التربوي الدكتور سالم زايد الطنيجي الأستاذ بكليات التقنية العليا، يرى أن اللائحة الجديدة ضرورة لتنظيم سلوك الطلبة خلال أيام التعلم عن بُعد حتى تتحقق أهداف العملية التعليمية، مشيراً إلى أن ضعف متابعة أولياء الأمور لأبنائهم وعدم التزام بعض الطلبة يتطلب وضع لائحة حديثة للتعلم عن بُعد تضمن تفاعل الطلبة دراسياً حتى يستفيدوا من التجربة والجهود التي تسخّر من أجل خدمتهم في تحصيل العلم.
ضوابط وآليات
ويقول الدكتور جلال حاتم مدير جامعة أم القيوين: «ظلت لائحة السلوك الطلابي القديمة تراوح مكانها في المدارس لسنوات طوال مضت، حتى أن العديد من الإدارات المدرسية احتفظت بها في الأدراج وأصدرت وزارة التربية والتعليم مؤخراً لائحة جديدة تتناسب مع التعلم عن بعد، انطلقت في ضوابطها وآلياتها من حرص الوزارة على إيجاد البيئة التربوية العصرية للطلبة والمعلمين والإداريين وأولياء الأمور، فضلاً عن تعزيز كل ما هو إيجابي وبناء، من القيم والمبادئ والاتجاهات، وتوفير مناخ تربوي يتيح الفرص المثالية لنمو العلاقات المتوازنة بين الطلبة أنفسهم من جهة، وبينهم وبين معلميهم وجميع العاملين في المدرسة وأولياء أمورهم من جهة أخرى.
الخبير التربوي علي سيف حميد الجنيد، وصف اللائحة بشموليتها ومراعاتها أدق تفاصيل العملية التعليمية عن بعد، آخذة في الاعتبار تحقيق بيئة تعليمية مثلى تسود مختلف أركان المجتمع المدرسي وتصون مكوناته وعناصره، مشيراً إلى أن اللائحة بصيغتها ومضامينها تشكل دستوراً للعمل في المدارس بعيداً عن الارتجال والممارسات العشوائية الخاطئة، لكن يبقى مربط الفرس هو مدى التزام الطلبة بتلك اللائحة واحتكامهم لها في حال وقوع أي مخالفة.
التعليقات مغلقة.