الاقتصاد العالمي … إلى أين المسار ؟
بقلم محمد شمس الدين
رئيس ومؤسس مجموعة مجلة استثمارات الإماراتية
ومنتدى المستقبل للاستثمارات العربية ” FF202AI”
قبل عقود قلائل، وتحديداً منذ عهد الرئيس الإمريكي السابق بيل كلينتون، وما حظي به الاقتصاد العالمي أو لنقل العولمي من جرعة تفاؤل مستدامة لا تعرف مؤشرات التباطوء أو الازمات الاقتصادية، آرتئينا بدايات قوية للتحول المنشود للاقتصاد العالمي تجاه عصر من الرخاء واستفادة الجميع هكذا كانوا يبشروننا نحن من تعلقنا بأهداب الصحافة الاقتصادية، ولكن كانت للأزمات ومسارات الأحداث بل آدبيات الاقتصاد الدولية التليدية شأناً أخراً لا يقبل الإفراط في التفأول والطمائنية.
منذ أزمة القرن المالية منتصف العام 2008، بدء الاقتصاد العالمي مرحلة الهبوط، سبقها قبل ذلك سيناريو أزمة النمور الآسيوية التي تجرعت مرارة توقيعها طواعية على فاتورة العولمة الاقتصادية لتستباح أسواقها، ولنرى الوجه الأخر للعولمة .. ولتتساير الأزمات لنرى أن أزمة المديوينة العميقة والمتصاعدة كانت أبرز تجليات وتداعيات الأزمة المالية العالمية، لم تنجو منها دولاً حتى المتقدمة كإيطاليا وأسبانيا وغيرها من دول كوكبنا الذي باتت تتهدده الأزمات المناخية التي ترافقت مع إطلاق الأمم المتحدة لنداءات دولية للتصدي لخطر لا شك سيضرب الاقتصاد العالمي في مقتل حتى وإن طال الزمان.
لم يطول الوقت لنرى أزمة الحمائية تطل بوجهها القبيح بين دول عديدة لتنفض عرض العولمة وتدمر أسوارها وتتلاشي مقولة أن العالم قرية صغيرة حينما نرى حرب من الحمائية الضروس تندلع بين أكبر اقتصاديين في العالم الولايات المتحدة والصين، ولتأتي أزمة كوفيد – 19 لترسي قواعد جديدة للاقتصاد العالمي وتبرز تقنيات جديدة بعد أن كبدت العالم ما لم تستطع دولة الفرار من خسائر تلك الأزمة الطاحنة، وما زالت دولاً تدفع فواتيرها حتى الأن. وليأتي الزمان بما يخالف الحسابات بين القوى الكبرى الكبرى بل العالم أجمع لتندلع في فبراير قبل الماضي الأزمة الروسية الأوكرانية وكأن العالم لم يشبع ولم يكتفى من أزمات اقتصادية طاحنة لتطل أزمة تهدد الاقتصاد العالمي في مقتل وليندلع سباق التضخم الذي باتت فيه دول على حافة الهاوية.
اليوم تبدء الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين وسط ضبابية وتصريحات من هنا وهناك لرؤساء تلك المؤسسات، التي وإن كان جانبها الصواب في نحو 30 من توقعاتها للنمو، إلا أن أغلب التوقعات كانت مخالفة لنبرة التفأول التي نسيناها جميعاً من أيام إنطلاق قطار العولمة على ذمة، وفي رقبة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون..
وأخيراً يبقى السؤال بدون أجابة … هل أفاق التفاؤل بنمو مستدام للاقتصاد العالمي هي أضغاث أحلام ؟؟
التعليقات مغلقة.